اليمين المتطرف يدافع عن روتايو.. وماكرون فاشل
بعد تحميل الرجل الأول في قصر الإيليزي، إيمانويل ماكرون، المسؤولية الكاملة لوزير داخليته، برونو روتايو، في التصعيد الأخير مع الجزائر، فيما عرف بـ”أزمة الحقائب الدبلوماسية”، وبروز مؤشرات قوية على استبعاده من الحكومة، هبّ اليمين المتطرف لنجدة الوزير المثير للجدل، من خلال انتقاد ما يصفونه “خضوع” باريس للجزائر في الأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة منذ أزيد من […] The post اليمين المتطرف يدافع عن روتايو.. وماكرون فاشل appeared first on الشروق أونلاين.


بعد تحميل الرجل الأول في قصر الإيليزي، إيمانويل ماكرون، المسؤولية الكاملة لوزير داخليته، برونو روتايو، في التصعيد الأخير مع الجزائر، فيما عرف بـ”أزمة الحقائب الدبلوماسية”، وبروز مؤشرات قوية على استبعاده من الحكومة، هبّ اليمين المتطرف لنجدة الوزير المثير للجدل، من خلال انتقاد ما يصفونه “خضوع” باريس للجزائر في الأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة منذ أزيد من سنة.
واستنجد التيار المعادي للجزائر في دواليب صناعة القرار في فرنسا، بباحث وأكاديمي، هو جون ـ توما لوزيور، مدير معهد “توماس مور”، ليدافع عن وزير الداخلية وعن الخيار الذي رفعه منذ البداية فيما يسمى “الرد التدريجي” على الجزائر، والذي تبين من خلال النتائج التي ترتبت عنه، أنه كان خيارا كارثيا على دبلوماسية باريس وعلى سمعة الدولة الفرنسية، كإحدى الدول النافذة في الاتحاد الأوروبي.
وكتب جون ـ توما لوزيور، مقالا في عدد الأربعاء لصحيفة “لوفيغارو”، تحت عنوان: “في مواجهة الجزائر، لم تفهم الدبلوماسية الفرنسية أن الزمن قد تغيّر”، ومن خلاله حاول إقناع الفرنسيين، بأن الضرر الذي لحق بالدولة الفرنسية في أزمتها مع الجزائر، ليس سببه مواقف وزير الداخلية، برونو روتايو، العدوانية تجاه كل ما هو جزائري، وإنما بسبب ضعف السياسة الخارجية لبلاده والتي تفتقد إلى رؤية واضحة، مستغربا من عدم تفعيل منطق القوة في الأزمة الراهنة.
ويعتقد هذا الأكاديمي المزعوم، أن الجزائر وفرنسا ليسا من مستوى واحد، ويقصد هنا فرنسا التي تنتمي إلى حظيرة الدول العظمى، والجزائر الدولة التي لا تزال جزءا من دول العالم الثالث، وانطلاقا من هذه المعادلة السطحية والساذجة، يحاول محاكمة إدارة الرئيس الفرنسي على فشلها في إدارة ملف الأزمة مع الجزائر.
يقول مدير معهد توماس مور: “في خضمّ الصراع بين فرنسا والجزائر، يُبدي البعض قلقهم إزاء استراتيجية “التوتر الدائم” التي يفرضها برونو روتايو، الذي يشير بسخرية إلى أن دبلوماسية حسن النية قد فشلت.. ولذلك، يخشى البعض في فرنسا من عواقب “الخط المتشدد” الذي انتهجه وزير الداخلية، حتى في قصر الإليزي، حيث ألغى رئيس الجمهورية اجتماعا معه بشأن القضية الجزائرية في 24 جويلية المنصرم. علما أن وزير الخارجية جون نويل بارو، ومعه وزارة الخارجية الفرنسية ككل، يتبنيان خطا أكثر تصالحية مع الجزائر”.
وينبري جون ـ توما لوزيور للدفاع عن روتايو: “بالاستماع إلى هؤلاء المدافعين عن الحكمة، لا ينبغي لنا أبدا قطع الحوار. ولكن الحوار حول ماذا؟ الحوار لأي غاية؟ إنه لغز. عندما يرد جون نويل بارو على برونو روتايو بأنه “لا توجد دبلوماسية مشاعر طيبة ولا دبلوماسية استياء. هناك دبلوماسية فحسب”، فإنه لا يتحدث كثيرا عن الرؤية والاستراتيجية الفرنسية تجاه الجزائر. نشعر بنوع من العمل الدبلوماسي المعتاد، بلا توجيه، بلا خطوط حمراء، خائف، يرى نفسه غاية في حد ذاته. باختصار، حوار من أجل الحوار”.
ومن خلال تلك التساؤلات، يحكم على سياسة ماكرون تجاه الجزائر بالفشل، لكون ما وصفه “هذا السلوك الفاتر والضعيف لا يُسفر عن نتائج ملموسة”، وهو يشير هنا إلى فشل إدارة ماكرون في حل قضية الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، وكذا قضية الصحفي الرياضي كريستوف غليز، وهو الفشل الذي اعتبر “عجزا مهينا لفرنسا والفرنسيين يزداد مرارة”، مستلهما من السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، كزافيي دريانكور، الذي سبق له وتحدث عن توجس باريس من الحضور القوي للجالية الجزائرية في فرنسا.
ما أراد مسؤول المؤسسة البحثية ذات التوجهات اليمينية، إيصاله للرأي العام في فرنسا، هو أن وزير الداخلية، برونو روتايو، ليس مسؤولا عن فشل الدبلوماسية الفرنسية في إدارة الأزمة مع الجزائر، كما يؤكد الكثير من السياسيين الفرنسيين، وعلى رأسهم ماكرون ذاته، وهي النجدة التي جاءت في ظرف خاص يمر به روتايو، الذي قد تصبح أيامه معدودة في الحكومة الحالية، خاصة في ظل رفض سيد قصر الإيليزي استقباله في 24 جويلية المنصرم، في مؤشر ربّما على حدوث الطلاق بين الرجلين.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post اليمين المتطرف يدافع عن روتايو.. وماكرون فاشل appeared first on الشروق أونلاين.