براح: تطابق تام في وجهات النظر بين مصر والجزائر في كافة القضايا
كشف سفير الجزائر فى القاهرة، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، سفيان براح، أن اجتماعات تعقد على قدم وساق تحضيرا للتئام اللجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية قبل نهاية العام الجارى. مضيفا أن العلاقات المصرية الجزائرية تمثل نموذجًا للروابط الأخوية المتجذرة والتنسيق المشترك كما تشهد اليوم زخمًا جديدًا على كافة الأصعدة. لا سيما بعد الزيارة الأخيرة […] The post براح: تطابق تام في وجهات النظر بين مصر والجزائر في كافة القضايا appeared first on الجزائر الجديدة.

كشف سفير الجزائر فى القاهرة، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، سفيان براح، أن اجتماعات تعقد على قدم وساق تحضيرا للتئام اللجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية قبل نهاية العام الجارى. مضيفا أن العلاقات المصرية الجزائرية تمثل نموذجًا للروابط الأخوية المتجذرة والتنسيق المشترك كما تشهد اليوم زخمًا جديدًا على كافة الأصعدة. لا سيما بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى القاهرة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى التنسيق الدقيق بين القاهرة والجزائر في مواجهة القضايا الإقليمية والدولية الملحة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأكد براح في حوار لـ«المصرى اليوم» ردا عن سؤال عن طبيعة العلاقات المصرية الجزائرية في الوقت الحالي، أنه “دائما ما نفتخر بالعلاقات والروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والجزائري، فهي علاقات متجذرة في التاريخ.
وأضاف أنه “بالتوازي مع هذا التلاحم على المستوى الشعبي هناك تطابق في وجهات النظر على مستوى القيادات السياسية والتحرك المشترك بين البلدين في المحافل الدولية وبينهما توجه مشترك إلى المزيد لحماية استقلال الدول وسيادتها”.
وبخصوص الاستعدادات الجارية لعقد اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة، شدد المسؤول أن الاتفاق بين الرئيسين تبون والسيسي على ضرورة الاسراع في تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، وحاليا نحضر لسلسلة لقاءات لمناقشة كل الملفات وكل النصوص ومذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها خلال الاجتماع المقبل.
وبالنسبة للجزائر-يردف المتحدث-هذه محطة هامة ستعزز العلاقة المشتركة بين البلدين في مختلف القطاعات من استثمار وتجارة وتعليم وتقاسم الخبرات وتعزيز التواجد المصري في الجزائر والجزائري في مصر.
وفي السياق، كشف سفير الجزائر بالقاهرة، أنه بصدد التواصل مع عدد من الوزراء المصريين لتحديد برنامج عمل يتم من خلاله إنهاء كافة المشاريع التي سيتم توقيعها خلال الاجتماع المقبل للجنة.
نقلة نوعية في التعامل بين البلدين في المجال الاقتصادي
وفي الشق الاقتصادي، نوه السفير براح في رده حول المميزات التي تقدمها الجزائر لتشجيع رجال الأعمال المصريين على الاستثمار، أن هناك مناخ جيد جدا للاستثمار وهناك أيضاً رغبة في فتح المجال للاستثمارات العامة والخاصة.
وفيما تعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، أبرز المتحدث وجود نقلة نوعية في التعامل بين البلدين في المجال الاقتصادي وهناك دعوة مفتوحة للمستثمرين المصريين لاكتشاف قدرات السوق الجزائرية وهناك أمثلة حية عن شركات مصرية تنشط بالجزائر، وهى أمثلة ناجحة تدل على أن الاستثمارات ذات النفس الطويل والتي لديها بعد نظر هي الناجحة وليس فقط الاستثمارات المؤقتة والربحية.
وحول تطابق المواقف الجزائرية المصرية في العديد من القضايا خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب، أكد السفير أن هذا التطابق له عدة أسباب منها أنه ينطلق من نفس الرؤية للقضايا، تغذيه الزيارات واللقاءات وعدة أليات توفرها العلاقات البينية وعضويتنا في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة – الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
وأردف المتحدث أن المشاكل التي نتفاعل معها هي مشاكل تخص البلدين بدرجة كبيرة مثل الوضع في ليبيا، والسودان، وساحل جنوب الصحراء، والقضية الفلسطينية خاصة ما يحدث في غزة، كل هذه المسائل متعلقة بالأمن القومي الجزائري وكذلك بالأمن القومي المصري وما يمس مصر يمس الجزائر والعكس صحيح.
وعن رؤية الجزائر للدور الذي من الممكن أن يلعبه البلدان تجاه هذه القضايا، استرسل الدبلوماسي الجزائري قائلا ” نحن نلعب دورا الآن وقد تجسد هذا الدور المشترك من خلال تفعيل اللجنة الثلاثية المصرية الجزائرية- الليبية، والتي استضافتها مصر في الأشهر السابقة وكانت آلية مجمدة منذ تقريبًا 2019 فكانت فرصة متجددة حتى نقارن وجهات النظر والمقاربات حتى نؤمن أولاً حدودنا ونرافق الشعب الليبي حتى استعادة استقراره وأمنه الداخلي.
وأضاف أنه في هذا الجانب هناك حوار مباشر ومستمر نسعى ونحرص على أن نحافظ عليه، وهناك أيضًا حوار مباشر بين مسؤولي البلدين عن طريق المكالمات الهاتفية واللقاءات التي تعقد على هامش المشاركة في المحافل الدولية.”
الجزائر كانت دائمًا من الدول الرائدة في مجال طلب إصلاح الجامعة العربية
وأبرز أن التنسيق بين الجزائر ومصر على مستوى الاتحاد الإفريقي يتم خلال سفارات البلدين، وعقد لقاءات مستمرة، أما في الجامعة العربية فهي فضاء نحتفى فيه يوميًا بتقريب مواقفنا والتنسيق في بعض المبادرات التي نحاول من خلالها حلحلة الوضع في العالم العربي، على غرار الوضع في سوريا واليمن والوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في غزة أصبحت من أولويات التحرك الجزائري المصري داخل الجامعة وبطبيعة الحال عندما تعمل البلدين مع يد في يد تكون قاطرة ومحرك للعمل على المستوى العربي.
وفي رده، عن مستقبل العمل العربي المشترك، قال براح ” فى الحقيقة لا نفشي سرًا بطبيعة الحال نحن نرى أن العمل العربي المشترك يعيش أزمة، فعملية إصلاح الجامعة معطلة، فالواقع الجيوسياسي تجاوز هيكلها وطرق عملها وأدواتها”.
وأضاف قائلا ” الجزائر كانت دائمًا من الدول الرائدة في مجال طلب إصلاح الجامعة، كما نلاحظ أن عدم تجانس المواقف وعدم وجود قاسم مشترك في كثير من القضايا الهامة على المستوى العربي أضعف كثيرًا العمل العرب المشترك وحتى الوزن والثقل السياسى للجامعة العربية أصبح فى تراجع بسبب غياب وجهة نظر مشتركة وتصور مشترك لما هي المصلحة المشتركة على المستوى العربى”.
وشدد المتحدث قائلا ” فالتفكير قصير المدى ودعوني أقل فى بعض الأحيان الأنانيات الوطنية تحول دون أن نشكل كتلة متجانسة فى مواجهة كل التحديات وكل المخططات فى العالم العربى، كما أن غياب هذا المواقف الصلبة هو مدعاة للخجل.”
وختم قائلا” نحن نطالب منذ أكثر من 20 سنة بطلب إصلاح الجامعة وإعادة ترتيب الأولويات وتحسين وتفعيل أدوات المتاحة واستحداث أدوات جديدة من اجل تحقيق مزيد من الفاعلية لدور الجامعة”.
The post براح: تطابق تام في وجهات النظر بين مصر والجزائر في كافة القضايا appeared first on الجزائر الجديدة.