برلمانيان فرنسيان يحمّلان باريس أزمة شركاتها بالجزائر
حرص عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن حزب اليسار المتنوع، أكلي ملولي، والنائب عن حزب البيئة، صابرينا صبايحي، على توجيه رسالة للسلطات السياسية في باريس، مفادها أن المشاكل التي يعانيها رجال الأعمال والمستثمرون الفرنسيون في الجزائر التي تعتبر منطقة نفوذ تقليدية بالنسبة إليهم، إنما سببها أخطاء السياسيين، في إشارة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تسبّب في […] The post برلمانيان فرنسيان يحمّلان باريس أزمة شركاتها بالجزائر appeared first on الشروق أونلاين.


حرص عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن حزب اليسار المتنوع، أكلي ملولي، والنائب عن حزب البيئة، صابرينا صبايحي، على توجيه رسالة للسلطات السياسية في باريس، مفادها أن المشاكل التي يعانيها رجال الأعمال والمستثمرون الفرنسيون في الجزائر التي تعتبر منطقة نفوذ تقليدية بالنسبة إليهم، إنما سببها أخطاء السياسيين، في إشارة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تسبّب في أزمة غير مسبوقة بقراراته غير محسوبة العواقب.
وكتب أكلي ملولي في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي “الفايس بوك” بعد لقائه بعدد من رجال الأعمال والمستثمرين الفرنسيين في الجزائر: “التقينا مع زميلتي، النائبة صابرينا صبايحي، برؤساء المؤسسات والشركات الفرنسية الناشطة بالجزائر، الأعضاء في غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الفرنسية. كان هذا التبادل، على غرار ما أجريناه في السفارة مع ممثلينا القنصليين، مفيدا وبنّاء”.
وأضاف ملولي في منشوره: “تبادلنا الآراء، واستمعنا إلى همومهم، والأهم من ذلك، حدّدنا الآفاق اللازمة للتنمية المتناغمة للعلاقات الاقتصادية بين بلدينا. هذه العلاقة، برأي الجميع، أساسية لبناء مستقبل مشترك بين ضفتي المتوسط، وكذلك لمستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا. إنهم يدعون بالإجماع إلى تطبيع العلاقات الثنائية لبناء مستقبل مستدام لنا ولأطفالنا على ضفتي المتوسط”.
من جهتها، دعت النائب صابرينا صبايحي إلى تخفيف التوترات بين البلدين لتطبيع العلاقات على مختلف الأصعدة، وكتبت في منشور على حسابها على منصة “إكس”، معلّقة على لقائها برؤساء المؤسسات الفرنسية الموجودة بالجزائر: “مع السيناتور أكلي ملولي، التقينا برجال أعمال ورؤساء مؤسسات فرنسيين، أعضاء في غرفة التجارة والصناعة الفرنسية – الجزائرية، كان تبادلا مفيدا وبناء حول آفاق تطوير العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، اللذين سيستفيدان كثيرا من تخفيف التوترات لبناء مستقبل مستدام على ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.
وكان واضحا من خلال تصريحات عضوي الهيئة التشريعية الفرنسية والمسؤولين البارزين بغرفتيها، أن “المعاناة” التي استمعوا إليها من مسؤولي الشركات الفرنسية الناشطة بالجزائر، إنما ساهمت فيها الأزمة السياسية التي تضرب العلاقات الثنائية، وكانت سببا في تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، إلى مستوى القائم بالأعمال، في تطور لم تشهده العلاقات بين الجزائر وباريس منذ أزيد من ستة عقود.
والأربعاء المنصرم، خرج رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية – الجزائرية، ميشال بيزاك، بتصريح كشف فيه عن استقبال عضوي الهيئة التشريعية الفرنسية بمقر الغرفة بالسفارة الفرنسية بالجزائر، تحدث من خلاله عن “تبادل مفيد وبنّاء مع رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات، الأعضاء في الغرفة (التي يرأسها) حول آفاق تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين”.
واستمع البرلمانيان الفرنسيان اللذان ينحدران من أصول جزائرية، إلى المشاكل التي يعانيها رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات الفرنسية العاملة في الجزائر، والتي فرضتها عليهم الأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة بين الجزائر وباريس، والتي يتحمّل مسؤوليتها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بسبب القرار المنحاز الذي وقّعه قبل أزيد من سنة، بانحيازه لصالح النظام المغربي في قضية الصحراء الغربية، رغم التحذيرات التي تلقاها من نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، في اللقاء الذي جمعهما بإيطاليا في قمة العشرين، قبل أسابيع عن الإعلان الرسمي عن القرار.
وفي تصريح سابق لمسؤول غرفة التجارة والصناعة الفرنسية – الجزائرية، قال إن التدهور المستمر في العلاقات السياسية والدبلوماسية، “يؤثر على التعاون الاقتصادي وخاصة على الاستثمارات وتطوير الشركات الفرنسية الكبرى في الجزائر”، وذلك بينما كان يتحدث عن رفض السلطات الجزائرية مطالب جديدة للعملاق الفرنسي “رونو” بفتح مصنع وادي تليلات بالقرب من وهران، المغلق منذ نحو خمس سنوات.
وليس هناك من أفق قريب لتحسّن العلاقات الثنائية، وفي تصريح الجمعة، الأول من أوت الجاري، عبّر وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، عن أسفه لما أسماه “الجمود” الذي يطبع العلاقات بين البلدين، وذلك بينما كان بصدد مطالبة السلطات الجزائرية القبول بترحيل أحد المحكوم عليهم بالمؤبد في فرنسا، مقابل الإفراج عنه.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post برلمانيان فرنسيان يحمّلان باريس أزمة شركاتها بالجزائر appeared first on الشروق أونلاين.