تيكاد.. الجزائر والصحراء الغربية توحدان الصوت الإفريقي من أجل التنمية والسيادة

تشهد العاصمة اليابانية طوكيو، في الفترة من 20 إلى 22 أوت، انعقاد الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة التاسعة لمؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا “تيكاد”، بتنظيم مشترك بين الحكومة اليابانية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي. وقد اعتُبر هذا اللقاء محطة أساسية لمراجعة مسارات التنمية في القارة الإفريقية وتقييم بنود إعلان يوكوهاما المنتظر اعتماده خلال القمة المقبلة.

شارك في الاجتماع الوفد الجزائري إلى جانب وفد الصحراء الغربية، إضافة إلى وفود إفريقية ودولية رفيعة المستوى. وقد شكّل الحضور الجزائري الصحراوي المشترك رسالة سياسية بارزة أكدت على ثبات المواقف المبدئية في الدفاع عن قضايا التحرر والشرعية الدولية، وربط التنمية بمبادئ العدالة والسيادة.

ركز الوفد الجزائري في مداخلاته على ضرورة بناء شراكة عادلة بين إفريقيا وشركائها الدوليين، قائمة على مبدأ الندية والاحترام المتبادل، بعيداً عن أي مقاربات تفرض أجندات خارجية. كما شدّد على أن التنمية المستدامة في إفريقيا لا يمكن فصلها عن السلم والأمن، داعياً إلى الاستثمار في الإنسان، وتعزيز البنية التحتية، ودعم التحول الطاقوي بما ينسجم مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

من جانبه، أكد وفد الصحراء الغربية أن أي مشروع تنموي في القارة لن يكون شاملاً ما لم يُحترم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي مقدمتها الشعب الصحراوي. وأوضح أن الصحراء الغربية لا تزال مدرجة على قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي لدى الأمم المتحدة، وهو ما يجعل تجاهل قضيتها تقويضاً لشرعية المبادرات الدولية. كما شدّد على أن غياب الحل العادل للقضية يعرقل الاستقرار ويؤثر سلباً في مشاريع التنمية، داعياً إلى إدراج حق تقرير المصير كشرط أساسي للاندماج التنموي في إفريقيا.

وقد لقي الحضور الصحراوي تفاعلاً ملحوظاً من عدة وفود إفريقية، التي اعتبرت أن الدفاع عن حق تقرير المصير في الصحراء الغربية يمثل امتداداً طبيعياً لمسيرة القارة في مقاومة الاستعمار وترسيخ مبدأ السيادة.

إن مشاركة الجزائر ووفد الصحراء الغربية في الاجتماع الوزاري التحضيري لمؤتمر طوكيو الدولي التاسع حول التنمية في إفريقيا لم تقتصر على البعد البروتوكولي، بل حملت بعداً سياسياً واستراتيجياً مهماً. فقد أعادت التأكيد على أن التنمية الحقيقية في إفريقيا لا تنفصل عن العدالة الدولية واحترام الحقوق الأساسية للشعوب. وهكذا، جدّدت الجزائر التزامها التاريخي بدعم قضايا التحرر في القارة، فيما واصل الوفد الصحراوي إيصال صوته في محفل دولي يربط بين التنمية والسيادة السياسية، تمهيداً لقمة مرتقبة يُنتظر أن تكرّس شراكة إفريقية يابانية أكثر توازناً.

م/ل

The post تيكاد.. الجزائر والصحراء الغربية توحدان الصوت الإفريقي من أجل التنمية والسيادة appeared first on الجزائر الجديدة.