حاويات “ذكية” لفرز انتقائي للنفايات بمحطات الوقود

باشرت شركة “نفطال”، بالتعاون مع مؤسسة “مستفيد” الخاصة بجمع وتدوير النفايات، في تثبيت نقاط جمع وفرز أولي للنفايات على مستوى محطات الخدمات على الطريق السيّار، وتتمثل المبادرة في وضع حاويات مخصصة للمواد القابلة لإعادة التدوير منها البلاستيك والمعادن والكرتون، مرفقة بملصقات توجيهية لتسهيل عملية الفرز من طرف المواطنين.
وتهدف المبادرة إلى رفع الوعي والثقافة البيئية لدى مرتادي المحطات والمسافرين عبر الولايات، من خلال وضع نموذج عملي يحتذى به في مجال تدوير النفايات عبر التطبيق الرقمي، إلى جانب الحفاظ على نظافة المحيط وتقديم صورة نموذجية عن عمل شركة “نفطال” وكسر صورتها النمطية تجاه البيئة.
وترتكز آلية التعاون والشراكة بين مؤسسة “نفطال” والتطبيق الرقمي مستفيد، على توفير فضاءات داخل المحطات لتثبيت الحاويات، وضمان صيانتها ونظافتها بشكل دوري، مع تخصيص مساحات إعلانية لترويج الرسائل التحسيسية عبر المنصات الرقمية والميدانية.
وفي السياق، كشف صاحب مشروع “مستفيد”، إسماعيل كحلوش لـ”الشروق” أن نجاح عملية الفرز الانتقائي للنفايات لا يرتبط فقط بوضع الحاويات وتدشينها في محطات الوقود، بل يتوقف أساسا على الاستمرارية والمتابعة اليومية لها.
وأوضح كحلوش أن الأهم من وضع الحاويات هو تتبع مسار النفايات من المنتج إلى الناقل، ثم إلى نقطة المعالجة، مشدّدا على أن غياب المتابعة يجعل الحاويات عرضة للإهمال والاكتظاظ، وهو ما قد يؤثر سلبا على المبادرة ويفرغها من محتواها البيئي، بل وقد يحولها إلى مصدر جديد للتلوث والمشاكل الصحية على حد قوله.
وأشار المتحدث إلى أن التطبيق سيكون بمثابة آلية لضمان هذه المتابعة الدقيقة، حيث يسمح برصد عملية جمع النفايات ومعالجتها خطوة بخطوة، كما سيربط بين مختلف الفاعلين في العملية، من المواطن إلى المؤسسة إلى الجهات الناقلة والمعالجة لزيادة فعالية النظام.

12 محطة نموذجية ومراقبة دورية ورقمية للعملية
كما كشف المتحدث، عن برمجة 12 محطة نموذجية إلى غاية نهاية سنة 2025 بعد ما تم تثبيت 6 حاويات ذكية خلال شهري جويلية وأوت، وذلك عبر ثلاث ولايات، من بينها البليدة وتشمل “محطة تمزغيدة شمال وتمزغيدة جنوب”، وسطيف بـ”محطة البابور شمال والبابور جنوب”، وكذا ولاية الشلف بـ”محطة الظهرة شمال والظهرة جنوب”، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستمتد إلى غاية شهر سبتمبر، بكل من سكيكدة وتلمسان وسيدي بلعباس، حيث يعتمد المشروع من خلال التطبيق، لتتبّع عملية جمع النفايات عبر بث صور ميدانية، إضافة إلى تعيين طلبة جامعيين ضمن المستفيدين من المشروع لمرافقة المبادرة ميدانيا من خلال زيارات دورية مرة أو مرتين في الأسبوع لمراقبة وضعية الحاويات، وأشار إلى أن العملية ستنطلق بداية في جمع البلاستيك، على أن يتم لاحقا توسيعها لتشمل الورق والكرتون والألمنيوم، مع إدراج تقارير دورية وتحديثات عبر المنصات الرقمية، لتمكين المواطنين من متابعة تقدم المشروع والتفاعل معه.
وأكد المتحدث على أن الهدف هو الوصول إلى تعميم الحاويات الذكية ليس فقط في محطات الخدمات على الطريق السيّار، بل أيضا في الجامعات، والأحياء السكنية الراقية، وكل الفضاءات الحيوية التي تتطلب حلولا ذكية وعصرية لإدارة النفايات، ودعم سياسات التدوير والتثمين وتشجيع المواطنين على الفرز الانتقائي، من أجل المساهمة الجماعية لمختلف المؤسسات في الحفاظ على البيئة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post حاويات “ذكية” لفرز انتقائي للنفايات بمحطات الوقود appeared first on الشروق أونلاين.