خطة متكاملة للتقليل من سطوة شركات الشحن الأجنبية

يكشف الرئيس المدير العام لشركة “مدار” للنقل والخدمات اللوجستية البحرية “MMC”، علي أوراك، عن الخطوط العريضة لهذه المؤسسة العمومية التي أنشئت حديثا في إطار مساعي إعطاء مزيد من السيادة للقرار الاقتصادي الوطني والتحرر التدريجي من هيمنة شركات الشحن البحري العالمية، والمبالغ المالية التي يمكن توفيرها بالعملة الصعبة.
ويشير أوراك إلى أنه إضافة لأسطول نقل الحبوب والحاويات، فإن “مدار ماريتيم كومباني” تستهدف ولوج النقل البحري للمسافرين قريبا نحو ألميرية وأليكانتي بإسبانيا انطلاقا من وهران ومستغانم.
في هذا السياق، أوضح الرئيس المدير العام في تصريح لـ”الشروق”، على هامش الصالون الدولي للنقل والخدمات اللوجستية، المنعقد مؤخرا بقصر المعارض بالصنوبر البحري، أن السفينتين الجديدتين اللتين قامت الشركة بشرائهما تخضعان حاليا لعمليات تفتيش ومعاينة في الصين من طرف فريق خاص إضافة لرفقة خبير في المجال.
ولفت أوراك إلى أن دفتر الشروط تضمن عدة خيارات، سواء سفينة من 40 ألف طن أو 64 ألف طن، مشيرا إلى أن العرض تضمن وجود سفينتين من 63500 طن من 40 ألف طن.
ويشرح المتحدث أن الفريق المتواجد في الصين وبالنظر إلى كون السفن في المرحلة النهائية من عملية البناء، فإنه بعد الانتهاء منها، سيتم إصدار القرار قياسا بالسفن الجاهزة أي انتهاء عملية البناء، وسيتم حينها اختيار الحجم وهل ستكونان من 40 ألف طن أو 64 ألف طن أو واحدة من كل حجم، وذلك قياسا بجاهزية السفن في الورشات بالصين.
وبرر الرئيس المدير العام لشركة مدار البحرية هذه الخيارات بالرغبة في تفادي جولة عطاءات (مناقصة) غير مجدية، حتى لا يتكرر دفتر الشروط مرة أخرى، لذلك تم إدراج عدة خيارات مرنة حتى تكلل العملية بشراء سفينتين في النهاية.
وعن دخول السفينتين مرحلة الخدمة، أوضح المتحدث أنه وفقا للعرض المقدم للشركة، بعضها سيكون جاهزا ما بين جوان وأوت والآخر بين سبتمبر وأكتوبر، مشيرا إلى أن الشركة تحضر لدفتر شروط جديد لاقتناء سفينتين أخريين.
وأشار أوراك إلى أن الباخرتين الجديدتين اللتين تم شراءهما ستبدآن العمل من فروع مجمع “مدار” وهما “تافاديس” للسكر بخميس الخشنة وكتامة “أغري فود” بجيجل للزيوت الغذائية، حيث أن ميناء العاصمة يستقبل بواخر بأقل من 40 ألف طن بالنظر لعمق الرصيف، بينما ميناء جيجل يستقبل بواخر من 64 ألف طن بشكل عادي (عمق يصل إلى 18 مترا).
وحسبه، فإن الشركة ستكون بحاجة إلى 4 سفن لضمان المناوبات وضمان الاستمرارية.
وبخصوص السفن التي ستعزز الأسطول في الفترة المقبلة، تحدث المسؤول الأول بشركة مدار البحرية عن دراسة مفصلة تم اجراؤها، تضمنت كافة المعلومات عن السفن التي تأتي إلى الجزائر، من حيث النوع والحجم والمواد التي تنقلها وغيرها والموانئ التي تقصدها.
ولذلك، يؤكد أوراك، سيتم جلب نوع من البواخر التي تلبي الاحتياجات المطلوبة في البلاد، “حتى نقلص ولو قليلا من الاعتماد على الأجانب والشركات الدولية المنافسة للتقليص من سطوة الشركات الدولية”، وعلق بالقول “لذلك الخيار وقع على بواخر نقل الحبوب وأيضا ناقلات الحاويات”.
ويشرح المتحدث أن مدار البحرية ستكون بحاجة لجلب المزيد من البواخر لتلبية طلبات وحاجيات المصدرين والمستوردين الجزائريين، ولذلك فإن عملية تعزيز الأسطول تتم تدريجيا مع تكوين وتدريب الطواقم الملاحية، حيث تم اشتراط وجود قمرات إضافية في البواخر حتى يتم أخذ طلبة من مدرسة بوسماعيل، كمتربصين في تدريب ميداني ليصبحوا بحارة مستقبلا.
وقال في هذا الصدد “الطلبة سيستفيدون من فترات تربصية في البحر، عام إبحار، ثم شهادة ليصبحوا ضباطا، وهذا لتفادي اللجوء إلى يد عاملة أجنبية وهذه تكلفة إضافية على عاتق الشركة”.

3200 حاوية بشعار الشركة
وفي نفس السياق، كشف رئيس مدير عام مدار البحرية عن منح صفقة اقتناء 3200 حاوية من متعامل صيني هو CAIEC، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي باحتساب حاويات من 20 قدما، بما فيها المبردة، “نكون في الواقع قد اقتنينا 3200 حاوية”، منها 1036 حاوية من 20 قدما، و900 حاوية من 40 قدما (أي 1800 حاوية من 20 قدما)، إضافة إلى 100 حاوية 40 قدما مبردة أما يعادل 200 حاوية من 20 قدما، وأخيرا 100 حاوية من 20 قدما مبردة أيضا.
وأوضح محدثنا أن الحاويات سيتم توقيع عقدها النهائي في آجال حددت بـ60 يوما، وستحمل شعار الشركة وهو “MMC”، وهذا الأمر يحدث لأول مرة في الجزائر، مشيرا إلى أن مساع جارية الآن لجلبها.
واعتبر مسؤول شركة مدار البحرية أن هذه الإجراءات لاقتناء السفن والتوفر على أسطول وتدعيمه بالحاويات، تندرج في إطار مساعي المساهمة في مواجهة المنافسة الدولية الكبيرة والتقليل من الهيمنة، لأن الهدف مستقبلا حسبه، هو تعزيز السيادة الوطنية، لأنه لا يمكن الحديث عن تطور اقتصادي من دون لوجستيك قوي.
وقال في هذا الصدد “الأسطول هذا لِمَ لا يصبح مجندا لتصدير القمح مستقبلا، ربما لا أكون أنا مستقبلا، لكن أتمنى أن نصل إلى تصدير القمح بهذا الأسطول مع المشاريع الجارية حاليا”.
وأضاف “لذلك يجب علينا تحضير اللوجستيك ووسائل النقل والطواقم المدربة جيدا ومحترفين يقدمون صورة ناصعة عن البلاد”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post خطة متكاملة للتقليل من سطوة شركات الشحن الأجنبية appeared first on الشروق أونلاين.