سفير الإمارات لدى الجزائر يجتمع بدول الساحل الإفريقي !
تأخذ العلاقات الجزائرية الإماراتية أبعادًا جديدة بعد ثبوت تورط أبوظبي المدعومة إسرائيليًا في مخططات وأعمال عدائية “مشبوهة” تستهدف أمن واستقرار الجزائر والمنطقة، بما في ذلك السعي إلى تأزيم العلاقات مع بدول الساحل الإفريقي، وخلق بؤر جديدة للصراع من أجل حصر الجزائر عن امتدادها الإقليمي والاستراتيجي في المنطقة، التي تشهد منذ سنوات عديدة عدم استقرار أمني […] The post سفير الإمارات لدى الجزائر يجتمع بدول الساحل الإفريقي ! appeared first on الجزائر الجديدة.

تأخذ العلاقات الجزائرية الإماراتية أبعادًا جديدة بعد ثبوت تورط أبوظبي المدعومة إسرائيليًا في مخططات وأعمال عدائية “مشبوهة” تستهدف أمن واستقرار الجزائر والمنطقة، بما في ذلك السعي إلى تأزيم العلاقات مع بدول الساحل الإفريقي، وخلق بؤر جديدة للصراع من أجل حصر الجزائر عن امتدادها الإقليمي والاستراتيجي في المنطقة، التي تشهد منذ سنوات عديدة عدم استقرار أمني وسياسي، بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية قادها زمرة من الضباط بهذه الحكومات.
وكشفت التقارير أن “سفير دولة الإمارات لدى الجزائر، يوسف سعيد خميس سباع آل علي، وهو ضابط سابق في الجيش الإماراتي، يواصل الاستفزازات والتحركات التي تستهدف زعزعة الاستقرار في الجزائر والمنطقة”، بعد رصده في إحدى الاجتماعات الأمنية بمعية وفد إماراتي بدول الساحل الإفريقي، مبرزةً إن “السفير الإماراتي لا يمثل في الواقع سوى دبلوماسي صوري، في مهمة غير معلنة لضرب استقرار الجزائر والساحل الإفريقي، وإلا فكيف يمكن تفسير تواجده ضمن الوفد الإماراتي الذي قام مؤخرًا بزيارات إلى كل من مالي والنيجر وبوركينافاسو (كونفيدرالية دول الساحل)؟”.
وكانت الزيارة التي أجراها الأسبوع الماضي وفد إماراتي بقيادة وزير الدولة، شخبوط بن نهيان آل نهيان، شملت مالي والنيجر وبوركينافاسو قد أثارت ردود فعل في الأوساط الجزائرية، بالنظر للشكوك التي تحوم حول الدور الإماراتي في هذه المنطقة، التي تمثل عمقا استراتيجيا للبلاد، خاصة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه علاقات الجزائر بعدد من دول الساحل أزمة مستفحلة. واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في سياق سعي الإمارات إلى استغلال حالة البرود في العلاقات الجزائرية-الساحلية لتعزيز نفوذها الجيوسياسي في المنطقة.
وأوضحت التقارير أن “السفير الإماراتي، الذي يقال إنه يتواجد رسميًا في بلاده لأسباب صحية، يتنقل فعليًا في منطقة الساحل في مهام ميدانية تتعدى صلاحياته الدبلوماسية، ما يضعه في موقع مخالف تمامًا للمواثيق والأعراف الدبلوماسية المعمول بها دوليًا”، مبرزةً أن “وجوده في هذا الوفد الإقليمي – بدول لا تزال في خلافات دبلوماسية حادة مع الجزائر – هو دليل قاطع على أنه لا يضطلع بمهام دبلوماسية تقليدية، بل يمثل خطرًا على استقرار المنطقة، وتواصله مع سلطات بعض دول الساحل يفقده أي شرعية مرتبطة بصفته الرسمية في الجزائر”.
في السياق ذاته، أشارت ذات التقارير إلى أن السلطات الجزائرية كانت دائمًا تنظر بعين الريبة إلى تحركات السفير، الذي لم يستقبل إلا نادرًا من قبل المسؤولين الرسميين في الجزائر، وهو ما يعكس تحفظًا واضحًا من الجهات العليا على نشاطه.
واستدعت الجزائر مطلع أفريل الماضي، سفيريها في مالي والنيجر “للتشاور” وتأجيل إرسال سفيرها الجديد إلى بوركينا فاسو، وذلك في سياق “معاملة بالمثل”، بعدما استدعت الدول الثلاث مبعوثيها عقب اتهام باماكو للجزائر بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة لها في شمال الأراضي المالية قرب الحدود المشتركة في نهاية مارس. وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية غلق مجالها الجوي أمام دولة مالي، في تصعيد جديد للتوتر الدبلوماسي بين البلدين.
تدهور العلاقات الجزائرية الإماراتية
وتصاعد التوتر أيضًا بعد بث مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة “سكاي نيوز عربية” المملوكة لإماراتيين مع المؤرخ محمد لمين بلغيث، شكك خلالها في مكون من مكونات الهوية الوطنية الجزائرية الأمازيغية، واصفًا اللغة الأمازيغية المدسترة قانونًا بـ “المشروع الإيديولوجي الصهيوني الفرنسي بامتياز”، ونتج عن هذه التصريحات “الخطيرة” أمر قضائي بإيداع المؤرخ الحبس المؤقت، مطلع الشهر الجاري، وذلك بقرار من قاضي التحقيق لدى محكمة الدار البيضاء بالعاصمة.
في المقابل رد التلفزيون الجزائري بتقرير شديد اللهجة، هاجم من خلاله دولة الإمارات وحكامها واصفًا إياها بـ”الدويلة المصطنعة، التي تحوّلت إلى مصنع لإنتاج الشر والفتنة، وعادت هذه المرة عبر إحدى قنواتها اللقيطة، لتنفث شكلا جديدا من السموم والوساخة والعفن والوقاحة وسط الجزائريين”.
واتهم البيان الإمارات بأنها استغلت “وككل مرة، صاحب نفس مريضة، وتاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ، فكانت الأسئلة مسمومة، وجاءت الأجوبة وقحة خالية من أي سند علمي وبعيدة عن أي طرح موضوعي، وعاد بنا البرنامج الأرعن إلى أسطوانة مشروخة بالية حاولت وتحاول يائسة التشكيك في أصول الجزائريين وضرب التناغم بين مكونات هويتهم”.
وفي سبتمبر من العام الماضي، كانت تقارير إعلامية جزائرية قد نقلت عن مصادر وصفتها بالمؤكدة، أن السفير الإماراتي “يقف بنسبة 80 بالمائة وراء التوترات التي شهدتها العلاقات بين الجزائر وأبوظبي خلال الفترة الماضية”، متهمة إياه “بتجاوز مهامه الدبلوماسية والتدخل في شؤون الجزائر الداخلية، عبر تقارير مغلوطة ترسل إلى سلطات بلاده، في محاولة لتخريب العلاقات بين البلدين وعرقلة أي تقارب محتمل”.
مؤامرات بشراكة مع الكيان الصهيوني..
وفي جوان 2023، نشرت وسائل إعلام جزائرية، بناء على تفاصيل، تتحدث عن إحباط نشاط شبكة مكونة من 4 جواسيس إماراتيين يعملون لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، قاموا باختراقات ونقل أسرار لهذا الجهاز المعادي، مشيرةً حينها أن الخارجية الجزائرية أمهلت السفير الإماراتي 48 ساعة لمغادرة الأراضي الجزائرية، وهو ما تسبب لاحقًا في إقالة وزير الاتصال محمد بوسليماني.
ووقّعت الإمارات والكيان الصهيوني في 13 أوت 2020، اتفاقاً بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بموجبه ستقيم أبوظبي علاقات دبلوماسية كاملة مع الاحتلال. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الإمارات بمثابة الذراع اليمين للكيان الصهيوني ومصالحه في المنطقة، بما في ذلك التفاوض من أجل قيادة بعض البلدان العربية للالتحاق بقطار التطبيع، وهو ما حصل فعليًا مع المغرب، تحت مزاعم الحصول على الدعم الأمريكي والإسرائيلي في قضية الصحراء الغربية.
وشهدت العلاقات بين الجزائر والإمارات توترا شديدا خلال العامين الماضيين، على وقع الممارسات والأنشطة العدائية التي تقوم أبوظبي بتنفيذها لاستهداف أمن واستقرار البلاد والمنطقة ككل، في أعقاب التدخلات اللامسؤولية في شؤون دول الجوار لا سيما مع بلدان الساحل وإفريقيا (مالي، النيجر، بوركينافاسو، ليبيا..) من أجل خلق بؤرة صراع قد تؤدي إلى محاصرة الجزائر إقليميا وجيواستراتيجيا، فيما أعربت الجزائر عن قلقها البالغ من الدور الذي تؤديه الإمارات في دفع دول الجوار نحو التطبيع، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وفي منطقة الساحل، تحدثت الإذاعة الجزائرية قبل سنة، نقلاً عن مصادرها بأن الإمارات منحت 15 مليون أورو للمغرب من أجل إطلاق حملة إعلامية وحملات على المنتديات الاجتماعية بهدف ضرب استقرار بلدان الساحل”، مبرزةً أن “هذه الحملة تهدف أيضا إلى نشر الأخبار الكاذبة والدعاية المغرضة بهدف خلق جو مشحون في العلاقات بين الجزائر ودول الساحل، وأن هذه الميزانية المقدرة بـ15 مليون أورو تم استغلالها لشراء أسهم في بعض وسائل الإعلام في فرنسا وإفريقيا”.
عبدو.ح
The post سفير الإمارات لدى الجزائر يجتمع بدول الساحل الإفريقي ! appeared first on الجزائر الجديدة.