شيطنة الجزائر بفزّاعة “حليف إيران الاستراتيجي”!
تعددت القراءات السياسية والتأويلات الإعلامية بخصوص موقف الجزائر من الصراع بين إيران والكيان الصهيوني، وصلت إلى حد وضع الجزائر في خانة الاصطفاف مع طهران، معتبرين إياها حليفا استراتيجيا لها، مثلما يروج له الإعلام الفرنسي والصهيوني والمغربي، حيث نشر سلسلة من المقالات، على غرار صحيفة “لوبوان” الفرنسية و”جيروزاليم بوست” الصهيونية، كما فتحت “فرانس24″ بلاطوهات حول ما […] The post شيطنة الجزائر بفزّاعة “حليف إيران الاستراتيجي”! appeared first on الشروق أونلاين.


تعددت القراءات السياسية والتأويلات الإعلامية بخصوص موقف الجزائر من الصراع بين إيران والكيان الصهيوني، وصلت إلى حد وضع الجزائر في خانة الاصطفاف مع طهران، معتبرين إياها حليفا استراتيجيا لها، مثلما يروج له الإعلام الفرنسي والصهيوني والمغربي، حيث نشر سلسلة من المقالات، على غرار صحيفة “لوبوان” الفرنسية و”جيروزاليم بوست” الصهيونية، كما فتحت “فرانس24″ بلاطوهات حول ما وصف بـ”الدعم الجزائري” العلني لإيران.
مقالات وتحليلات لا تستند إلى معطيات واقعية ولا إلى معلومات حقيقية، بل عكس ذلك، اعتمدت كلها على قراءة سطحية، بعيدة عن الحقيقة لمواقف الجزائر من الصراع الإيراني-الصهيوني، لأن موقف الجزائر من الضربات الأمريكية على إيران، لم تكن أكثر حدة من البيانات الصادرة عن وزارات الخارجية للكثير من الدول العربية، حيث ترتكز بيانات الخارجية الجزائرية على ضرورة احترام القانون الدولي، بعيدا عن تمجيد الضربات الإيرانية.
في ذات السياق، موقف الجزائر يتماشى مع مبادئ القانون الدولي، خاصة فيما تعلق بما يسمى “الحرب الوقائية” المحظورة دوليا، والتي ترفضها الأمم المتحدة، وما قامت به الجزائر ما هو إلا دعوة لحماية القانون الدولي، ضرورة تطبيق نفس المبدأ حول عدم خضوع المنشآت النووية الإسرائيلية للمراقبة الدولية، عكس طهران التي تتعاون بشكل وطيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل تعليقها مؤخرا.
وعليه، فإن حملة التصنيف هذه لا أسس لها ولا تستند لأي معطيات سياسية ولا اقتصادية ولا حتى أمنية، بل تندرج ضمن مخطط إعلامي نسجت خيوطه في المخابر الصهيونية-المخزنية، يهدف إلى “شيطنة الجزائر”، تماما كما سعت نفس القوى والأبواق لنشر افتراء مفاده وجود “عسكريين جزائريين” في قائمة المتوفين جراء القصف الصهيوني على إيران، في سيناريو مشابه تماما للقصة الرديئة التي أخرجتها المخابر المغربية – بتخطيط صهيوني- بخصوص إرسال جزائريين للقتال في سوريا إلى جانب قوات بشار الأسد، قبل أن تخرج نفس الأبواق بأسطوانة جديدة حول تواجد جزائريين إلى جانب “حركة ام “23 بالكونغو، أي استعمال نفس البروباغندا والتضليل في مشروع يستهدف الجزائر.
ناشر قصة تواجد “عسكريين جزائريين” في إيران يجهل ببساطة أن الجزائر وإيران لا تربطهما أي صفقات ولا معاهدات بين الجيشين، لا في الشق المتعلق بالتكوين والتدريب ولا بالجانب الخاص بالمناورات العسكرية وتبادل الزيارات الرسمية بين قيادات المؤسسات العسكرية، وبذلك تعد إيران الدولة الوحيدة من بين كل الدول التي تربطها بالجزائر علاقات رسمية، لم تبرم معها الجزائر أي اتفاقيات في الميدان العسكري.
سياسيا، المواقف الدولية الجزائرية تتباين مع إيران في بعض الملفات، كما هو حال العلاقات التي تربط الجزائر بالكثير من الدول، وفق مبدأ مراعاة مصالح كل دولة، والأمر لا يقتصر على بلد محدد، فإيران مثلا، لتوضيح الرؤية أكثر، لم يسبق لمسؤوليها وأن أعلنوا دعمهم الواضح والرسمي للصحراء الغربية في نضالها من أجل الاستقلال، حيث تتبنى إيران موقفا غامضا من هذا الملف في المحافل الدبلوماسية الرسمية، خاصة داخل اللجان المختصة بتصفية الاستعمار بالأمم المتحدة.
فهم العلاقات الجزائرية-الإيرانية، يستلزم إلقاء نظرة على واقع الشراكة الثنائية في كل المجالات، ففي الميدان الاقتصادي، لم تبرم الجزائر أي اتفاقية مع الجانب الإيراني، كما أن اللجنة المشتركة لم تعقد أي اجتماع لبحث سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين، أما التبادلات التجارية فهي منعدمة.
على ضوء ما سبق، يرى المتابعون بأن العلاقات الجزائرية الإيرانية لا ترقى إلى صف الحليف ومواقف الجزائر إزاء ما يحدث في المنطقة يتماشى مع مواقفها ومبادئها وعقيدتها في السياسة الخارجية.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post شيطنة الجزائر بفزّاعة “حليف إيران الاستراتيجي”! appeared first on الشروق أونلاين.