الذكاء الاصطناعي فرصة لبناء اقتصاد شباني

‪• ‬إمكانيات كبيرة لإنجاح عملية التحول الرقمي‬

اختتمت فعاليات الملتقى الوطني لرواد الذكاء الاصطناعي، أمس بكلية علوم الإعلام والاتصال، والذي جرت فعالياته ببيت الشباب بعين البنيان، وبمشاركة واسعة لشباب من مختلف ولايات الوطن، والذين حملوا معهم أفكارا مبتكرة ورؤى طموحة نحو مستقبل رقمي واعد للجزائر، وتأتي هذه المبادرة في إطار الدور الفاعل الذي يلعبه الشباب كمكون أساسي في المجتمع‪.‬‬
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد رئيس مكتب لقاء شباب الجزائر، عبد المالك بن لعور، أن هذا الملتقى لم يكن مجرد تظاهرة علمية، بل محطة محورية لربط المعرفة التكنولوجية بروح المبادرة الاقتصادية، مؤكدا أن الجزائر اليوم في حاجة ماسّة إلى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي باعتباره “أداة حقيقية للنهوض الاقتصادي وقيادة التحول الرقمي‪”.‬‬
وقال بلعور: “ما رأيناه من طاقات شابة وأفكار نيرة من تلمسان إلى عنابة، ومن غرداية إلى العاصمة، يؤكد أن الجزائر تمتلك رصيدا بشريا قادرا على صنع الفارق إذا ما توفرت له المساحة والوسائل‪”.‬‬
كما نوه إلى مرافقة هذه المشاريع عبر توفير التكوين، تعريفهم بمتطلبات السوق، واستقدام خبراء ومؤسسات تمويل لدعمهم. كما سنسعى، من خلال الصالون الوطني، إلى خلق جسور تعاون وشراكات بين هؤلاء الشباب وبين مختلف المتدخلين من مؤسسات اقتصادية وأجهزة دعم وبنوك‪.‬‬
وأضاف القول :”نؤمن أن بعض الأفكار قد لا تكون مكتملة في بدايتها، لكن من خلال جمع مشاريع من مختلف ولايات الوطن، يمكن أن تنشأ شراكات تتحول إلى مؤسسات ناشئة حقيقية.”ونعمل على تحويل الأفكار إلى كيانات اقتصادية مستدامة‪.‬‬
وأشار إلى أن توجهات الدولة، خاصة في ظل الإصلاحات القانونية وتشجيع المؤسسات الناشئة، تشكل فرصة ذهبية للشباب لتحويل مشاريع الذكاء الاصطناعي من أفكار جامعية إلى مؤسسات اقتصادية فاعلة، مضيفا: “الدولة اليوم لا تموّل المشاريع فقط، بل حتى الأفكار‪.‬‬
وشدد المتحدث على ضرورة دمج الخبرة والتجربة مع الابتكار الشباني، من خلال خلق فضاءات للتعاون بين الهيئات الرسمية، مؤسسات التمويل، وحاملي المشاريع التكنولوجية. كما دعا إلى جعل هذه الملتقيات منصات دائمة لتطوير رؤية وطنية في مجال الذكاء الاصطناعي تخدم الاقتصاد الوطني وتدعم مكانة الجزائر في المحافل الدولية‪.‬‬
وأكد رئيس الملتقى على ضرورة تحويل مخرجات هذا الملتقى إلى مشاريع واقعية وشراكات ملموسة على أرض الميدان، مبرزا أن المجتمع المدني يمكنه لعب دور محوري في تجسيد هذه الرؤية. وأوضح قائلا: «نحن سنعمل على اختيار أفضل الأفكار والمشاريع من بين المشاركين، ثم نوفر لهم تكوينا متخصصا حول متطلبات السوق، كما سنستعين بخبراء ومؤسسات تمويل لدعمهم». وكشف أنه سيتم تنظيم صالون وطني يجمع المؤسسات الاقتصادية والقطاعات الوزارية وأجهزة الدعم والبنوك، بهدف خلق شراكات حقيقية وتمكين الأفكار من التحوّل إلى مؤسسات ناشئة ناجحة. وختم حديثه بالقول: « ونأمل أن نختتم السنة بإنجازات ملموسة‪».‬‬

بوماجن روميسة