عاشور جلابي يُصدر كتابا عن أيتام مجازر الثامن ماي 45
بمناسبة الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، صدر عن دار البدر الساطع للطباعة والنشر بالعلمة في ولاية سطيف، كتاب جديد حول مجازر 8 ماي 1945 بعنوان ” أيتام مجازر 8 ماي 1945 يتذكرون”. الكتاب بالحجم المتوسط جاء في 42 صفحة، ويتضمن شهادات موثقة لمجموعة من أيتام المجازر من منطقة بني عزيز، عين الكبيرة، الدهامشة، عين […] The post عاشور جلابي يُصدر كتابا عن أيتام مجازر الثامن ماي 45 appeared first on الشروق أونلاين.


بمناسبة الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، صدر عن دار البدر الساطع للطباعة والنشر بالعلمة في ولاية سطيف، كتاب جديد حول مجازر 8 ماي 1945 بعنوان ” أيتام مجازر 8 ماي 1945 يتذكرون”.
الكتاب بالحجم المتوسط جاء في 42 صفحة، ويتضمن شهادات موثقة لمجموعة من أيتام المجازر من منطقة بني عزيز، عين الكبيرة، الدهامشة، عين عباسة، سطيف وخراطة وهي المناطق التي شهدت أبشع الجرائم في تلك الفترة، بحسب مؤلف الكتاب الإعلامي “عاشور جلابي” وقد تم تسجيلها وتوثيقها وتصوريها منذ سنوات عديدة، ليتم اليوم إخراجها في شكل كتاب وفيلم وثائقي سيتم عرضه بمناسبة الذكرى الثمانين لمجازر الثامن ماي، وقد جاءت الشهادات في الكتاب على شكل سرد تسلسلي للأحداث التي عاشها هؤلاء الأيتام قبل، في أثناء وبعد تلك المجازر.
وكشف مؤلف الكتاب “للشروق”، أن العودة الى هذه الشهادات ولو بعد ثمانين سنة من المجازر، هو عمل يهدف إلى جمع أكبر عدد من الأدلة التي تدين المستعمِر الفرنسي الغاشم على جرائمه ضد الإنسانية والتي لا يمكن ان تسقط بالتقادم مهما طال الزمن، وستكون هذه الشهادات وثيقة أخرى لتدعيم أهل الاختصاص من باحثين وأساتذة ومؤرخين في إبراز قوة الطرح الجزائري في مواجهة الأطراف الفرنسية التي تسعى دائما بالمناورات والأكاذيب لطمس الحقيقة وإخفاء وتبرير الكثير من جرائمها في الجزائر.
ورغم أن الكثير من هؤلاء الايتام استنادا للعديد من الشهادات ماتوا بسبب المرض والجوع وانعدام الرعاية الصحية في ذلك الوقت، إلا أن من عاش منهم بقي طول حياته يتذكر كابوس فرنسا وعارها في سطيف، قالمة وخراطة وفي كل ربوع الجزائر.
وقد تطرق مؤلف الكتاب “جلابي عاشور” من ولاية سطيف، إلى عدد الايتام الذين خلفتهم تلك المجازر وكيف بقي عددهم غير معروف لحد الآن، رغم أن الإحصائيات التي أعطاها الحاكم العام بقسنطينة بتاريخ 20 أوت 1946 والتي تتحدث عن 1370 يتيم، ورغم هول العدد لكنه يبقى بعيدا كل البعد عن الحقيقة فعددهم أكبر بكثير، لأن التقارير الفرنسية لم تتكلم عن الأيتام الذين قُتِّل آباؤهم وذووهم في الإبادة الجماعية باستخدام الدبابات والطائرات وحتى البواخر، ولم يتم التحدث أيضا عن القرى المدمرة، ففرنسا حسب المؤرخ “محمد القورصو”، كان همها إحصاء قتلاها بالاسم، واللقب، والعنوان والوظيفة، لكنها لم تعط أي اهتمام للضحايا الجزائريين لأن الأمر لا يهمها، كانوا بالنسبة لها وكأنهم مجرد بضاعة تم التخلص منها.
الكتاب هو وثيقة حية نبشت في آثار هؤلاء الأيتام على مدار سنوات وهم يفرون من الجحيم، منهم من بقي في مكان مولده ومنهم من أضطر ليعيش في مكان بعيدٍ بحثا عن الأمن والأمان. كما خصص مؤلف الكتاب جزءا كبيرا من الكتاب للبحث والتنقيب في تاريخ امرأة عظيمة وجريئة من وهران تدعى خيرة بلقايد، قامت بأكبر عملية تضامنية في تلك الفترة تمثلت في تكفلها بـ 45 يتيما ويتيمة من بني عزيز وسطيف وخراطة نقلتهم إلى وهران وسلمتهم لعائلات وهرانية ميسورة، حيث تنقل المؤلف “عاشور جلابي” إلى منطقة وهران لتتبع آثارهم أين التقى ببعضهم وسجل شهادات بعض العائلات التي احتضنتهم.
ومن القصص المؤثرة التي تضمنها الكتاب مأساة عائلة بن الزادي من عين الكبيرة التي نستلهم منها قوة الإرادة والتحدي فهي تعتبر رسالة قوية للأجيال، هذه العائلة فقدت اثنين من أبنائها المناضلين الوطنيين، استشهدوا تاركين زوجاتهم وأبناءهم يهيمون في الوديان والشعاب، جياعا، حفاة بلا مأوى ولا سند، ونجد في الكتاب أيضا قصة مؤثرة للسيدة تركية دحمون وهي المرأة القوية ابنة شهيد 8 ماي الطاهر دحمون قريب الشيخ البشير الإبراهيمي الذي استشهد ببني عزيز لتفر عائلته من الجحيم وتنجو بأعجوبة، تركية اليوم تحكي في هذه الشهادة رحلتها التي قادتها من غابات بني عزيز إلى سطيف، باريس، نواقشوط، نيويورك، واشنطن، لندن ثم بروكسل لتنهي مشوارها الوظيفي الحافل كمديرة لأحد أكبر معاهد البحث في أوروبا.
كما سيعيد المؤلف سرد قصة الدا السعيد من خراطة الذي فقد أبويه وثلاثة من إخوته، قتلوا أمام عينيه بوحشية لا مثيل لها في تاريخ البشرية، ونجد في الكتاب أحداثا حزينة ومؤلمة وصادمة للإخوة عزيزي من بني عزيز، والمأساة التي عاشها أيتام عائلة بومسوس بالدهامشة بعد المجزرة التي ارتكبتها فرنسا في حقهم، ويتطرق الكاتب أيضا في مؤلفه إلى المجزرة التي ارتكبتها فرنسا في عين عباسة، وما أصاب عائلة فايدي من أهوال، كما خصص الكاتب جزءا للإبادة الجماعية التي تعرضت لها عائلة بورماد ببني عزيز التي كادت أن تمحى من الخارطة حين فقدت 15 فردا من عائلتها في تلك الأحداث الأليمة، من جهة أخرى، دعم الكاتب الشهادات الحية ببعض الوثائق التاريخية تنشر لأول مرة وكذا صور تم جمعها من عدة مصادر منها حتى الأرشيف الفرنسي.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post عاشور جلابي يُصدر كتابا عن أيتام مجازر الثامن ماي 45 appeared first on الشروق أونلاين.