عريضة إسبانية ضد سانتشيز: تراجع عن دعم المغرب 

 يقول الإسبان، الآن، أن رئيس حكومتهم، بيدرو سانتشيز، متناقض تمام التناقض ومنافق، ويعاني من انفصام سياسي خطير في موقفه من قضية الصحراء الغربية. فهو نشط ومدافع عن القانون الدولي في أوكرانيا البعيدة وفي فلسطين، ويهاجم الاحتلال الروسي والاحتلال الصهيوني، لكن، في نفس الوقت، يعارض نفس القانون الدولي في الصحراء الغربية التي تتحمل إسبانيا مسؤولية تصفية […] The post عريضة إسبانية ضد سانتشيز: تراجع عن دعم المغرب  appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 20, 2025 - 16:08
 0
عريضة إسبانية ضد سانتشيز: تراجع عن دعم المغرب 

 يقول الإسبان، الآن، أن رئيس حكومتهم، بيدرو سانتشيز، متناقض تمام التناقض ومنافق، ويعاني من انفصام سياسي خطير في موقفه من قضية الصحراء الغربية. فهو نشط ومدافع عن القانون الدولي في أوكرانيا البعيدة وفي فلسطين، ويهاجم الاحتلال الروسي والاحتلال الصهيوني، لكن، في نفس الوقت، يعارض نفس القانون الدولي في الصحراء الغربية التي تتحمل إسبانيا مسؤولية تصفية الاستعمار منها، ويدعم المحتل المغربي ويدعم الحكم الذاتي غير الشرعي ويتغاضى عن الاستفتاء. هذا التناقض البائس الذي وقَع فيه بيدرو سانتشيز، جعل الإسبان يتحدُّونه ويسخرون منه، ويقولون أنه إذا أُجريَّ استفتاء في إسبانيا حول موقف الشعب الإسباني من قضية الصحراء الغربية فلن يؤيد الحكم الذاتي المغربي ما عدا إثنين: هو -بيدرو- ووزير خارجيته الباريس.
ورغم مرور ثلاث سنوات على رسالته إلى مَلك المخزن، التي يعترف له فيها بالحكم الذاتي، إلا أن الإسبان لم يتوقفوا عن مطالبتهم له بالتراجع عن ذلك الموقف المخزي، وكلما تقدم الزمن يزداد عدد الرافضين للموقف. فإذا كان تلقّى دعما وإجماعا ظاهريا، في البداية، من طرف حزبه -الحزب الاشتراكي – فإن ذلك الدعم تقلص الآن، وظهرت مجموعة في نفس الحزب تسمي نفسها “اشتراكيون من أجل الصحراء الغربية” تطالب بالتراجع عن دعم المغرب وتتمسك بالشرعية الدولية.
منذ أيام، حدث تكتل قوي داعم للشعب الصحراوي ضد بيدرو سانتشيز، يضم اغلبية الأحزاب السياسية الإسبانية، ويضم أعضاء إسبان في البرلمان الأوروبي، ويضم شخصيات وازنة وأساتذة وجمعيات عالمية ومَحلّية. وهذه هي المرة الأولى التي يتكتل فيها هذا العدد من القوى الإسبانية السياسية والشخصيات والجمعيات، وتتكلم بصوت واحد مرتفع ضد سياسة بيدرو سانتشيز في الصحراء الغربية. التكتل المذكور حرر عريضة طويلة موحدة تم توزيعها على نطاق واسع في إسبانيا، تطالب رئيس الحكومة بالتراجع عن دعم المغرب، وتدعو إلى احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. العريضة وقّع عليها كل من الأحزاب التالية: بوديموس، بيلدو الباسكي، اليسار الجمهوري الكتلاني، حزب اليسار الموحد، الحزب الشيوعي الإسباني، حزب سونار. أما من الشخصيات والبرلمانيين فقد وقّعها ممثلون سياسيون مثل إيرين مونتيرو، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب بوديموس؛ وإيوني بيلارا، الأمين العام لحزب بوديموس، تيش سيدي، عضو البرلمان عن دائرة سومار، إيزابيل سيرا سانشيز، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب بوديموس؛ أنطونيو مايلو، المنسق العام لجامعة إنديانا؛ ألبرتو إيبانيز ميزكيتا، المتحدث باسم حزب التوافق وعضو البرلمان؛ إنريكي سانتياغو، أمين عام الحزب الشيوعي الإسباني ونائبه؛ جون إيناريتو، عضو البرلمان عن حزب بيلدو، من بين آخرين. وانضم إلى الحركة والعريضة، أيضًا، العشرات من الشخصيات البارزة، وعشرات المنظمات، بما في ذلك الجمعية الإسبانية لحقوق الإنسان (APDHE)، واللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين(CEAR)، وجمعية أطباء من العالم، بالإضافة إلى مئات الأفراد من المجتمع المدني والأساتذة والحقوقيين وجمعيات الصداقة والتوأمة مع الشعب .
ويطالب الموقّعون على العريضة بما يلي:
– الاعتراف الثابت والصريح بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه، تحت إشراف الأمم المتحدة.
-سحب الدعم السياسي لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية، والذي ينتهك القانون الدولي ويحْرِم الشعب الصحراوي من القدرة على تقرير مستقبله.
-اعتماد سياسة خارجية متوافقة مع القانون الدولي، لا تستهدف بشكل تعسفي الشعوب التي يتم الاعتراف بها كدولة ذات سيادة، وتتوقف عن إخضاع المبادئ للمصالح الاقتصادية أو الهجرة أو الاستراتيجية.
-الدعوة بشكل نشط إلى تجديد وتعزيز ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، بما في ذلك آليات حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.
-التنفيذ الصارم لقرار محكمة العدل الأوروبية التي تقضي باستبعاد الصحراء الغربية من الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب من دون موافقة الشعب الصحراوي.
-تعزيز السياسات العمومية للتعاون والتضامن مع اللاجئين الصحراويين، وضمان الموارد المستقرة والاعتراف بجبهة البوليساريو كممثل شرعي وحيد لشعبها.
-بناء سياسة خارجية قائمة على السلام والشرعية والتضامن، وتعزيز التعددية الديمقراطية التي تدافع عن العلاقات العادلة بين الشعوب وتحارب الإفلات من العقاب. وتواصل العريضة قائلة: “إن موقف بيدرو سانتشيز هذا لا يمثل تناقضًا خطيرًا مع القانون الدولي فحسب، بل يمثل أيضًا إساءة مباشرة للذاكرة التاريخية، والمبادئ الديمقراطية، وكرامة شعب يقاوم في المنفى وتحت الاحتلال منذ 50 عامًا(..) حق (الشعب الصحراوي) لا يمكن تغييره أو استبداله بمقترحات مفروضة من الخارج، مهما بلغت قوة التحالفات التي تدعمها”.
ويؤكد الموقعون على أن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي “يعادل إضفاء الشرعية على احتلال، استمر لعقود من الزمن، يمارس القمع والنفي القسري ونهب الموارد الطبيعية والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، ويحاول محو الشعب الصحراوي من الخارطة الدبلوماسية الدولية(…). إن قضية الصحراويين هي قضيتنا أيضاً. إنها قضية أولئك الذين لا يتخلون عن الشرعية الدولية، أو سيادة الشعوب، أو التماسك الأخلاقي. سيحكم علينا التاريخ من خلال قدرتنا على التصرف عندما تكون هناك حاجة لذلك”.
لقد فشل بيدرو سانتشيز فشلا ذريعا في إقناع الإسبان بموقفه الرجعي، ومشكلته الآن أن المخزن لم يعد يرضى عنه أيضا وحدث له ما حدث لكل خائن في التاريخ.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post عريضة إسبانية ضد سانتشيز: تراجع عن دعم المغرب  appeared first on الشروق أونلاين.