غطرسة ولا أمم متحدة لها ؟!
الغطرسة الصهيونية بلغت ذروتها حين امتد القصف إلى قلب الدوحة، مستهدفًا وفدًا مفاوضًا لا مقاتلًا، في تحدٍّ سافر للقانون الدولي ولأبسط قواعد العمل الدبلوماسي. بهذا التصرف، تُرسل تل أبيب رسالة واضحة لكل العواصم التي راهنت على التطبيع والعلاقات “الخاصة”: أن الحصانة وهم، وأن التطبيع لا يوقف العدوان ولا يحمي السيادة. الهجوم لم يكن مجرد انتهاك …

الغطرسة الصهيونية بلغت ذروتها حين امتد القصف إلى قلب الدوحة، مستهدفًا وفدًا مفاوضًا لا مقاتلًا، في تحدٍّ سافر للقانون الدولي ولأبسط قواعد العمل الدبلوماسي. بهذا التصرف، تُرسل تل أبيب رسالة واضحة لكل العواصم التي راهنت على التطبيع والعلاقات “الخاصة”: أن الحصانة وهم، وأن التطبيع لا يوقف العدوان ولا يحمي السيادة.
الهجوم لم يكن مجرد انتهاك لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، بل صفعة لجهود الوساطة وتهشيم لما تبقى من الثقة في النظام الدولي ومنه فإن كل دولةٍ هرولت نحو التطبيع تجد اليوم نفسها أمام امتحان أخلاقي وسياسي: هل تستمر في منح الغطاء لسلطةٍ تزدري المؤسسات الأممية أم تراجع سياساتها وتحمي ما تبقى من كرامتها وسيادتها؟
في المقابل، دوّى صوت الجزائر عاليًا على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، الذي أدان بشدة هذا العدوان واعتبره إهانة للدبلوماسية الجماعية وتقويضًا لمساعي وقف النار، مطالبًا مجلس الأمن بموقف حازم يتجاوز “الإدانات” اللفظية، وذلك في اشارة إلى أن صمْتُ الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو اكتفاؤهما ببيانات باهتة، لم يعد يُقنع أحدًا في عالم يرى القوانين تُنتهك بلا حساب.
هذا المشهد يكشف أن منطق القوة إذا لم يُواجه بمواقف صارمة، فلن يبقى في المنطقة مكان لا تصله نار الغطرسة الصهيونية، فهل سيصل صوت الجزائر الثائر؟!