فريد بن يحي لـ “الوطنية تي في”:الجزائر اليوم مستهدفة ومحكوم عليها أن تكون قوية

أكد الخبير الاقتصادي والمختص في العلاقات الدولية والديبلوماسية الدكتور فريد بن يحي، لدى نُزوله ضيفا على قناة “الوطنية تي في” أن “الجزائر اليوم مستهدفة ومحكوم عليها أن تكون قوية بشبابها واقتصادها وجيشها وفقا للمثل القائل (مُجبر آخاك لا بطل)، ومن جهة أخرى استعرض المتحدث تفاصيل مثيرة حول لقاءه بمدني مزراق في ولاية جيجل وسأله حينها عن أسباب حمله السلاح ضد بلاده فكان جوابه كالاتي: “لم أكن أعي حتى وجدت نفسي في الجهة الأخرى من المعركة، وهناك أمور جرت دفعتنا للوصول إلى هذه الأمور”.

كيف كانت نشأتكم، وكيف تدرجتم في المسار التعليمي؟

بعد استقلال الجزائر في 1962، كانت أول مدرسة دخلتها كانت إسبانية في ولاية وهران مكثت فيها لمدة 3 أشهر، وكان والدي يشتغل في الشرطة وكان مجاهد وعضو في جبهة التحرير الوطني، وعندما فارق الحياة كنت في 14 عامًا لأكمل المسار رفقة والدتي، وعندما انتقلنا إلى ولاية قسنطينة التحقت بالمدرسة القرآنية، بعدها التحقت بالمدرسة الابتدائية وكنت من بين الأوائل فيها، وحينها أتذكر أن الأستاذ الذي كان يُدرسني تنبأ بمستقبل عظيم لي وصدقت تنبؤاته، وبعدها التحقت بمتوسطة “بن عبد المالك”.

وأنت تدرس في المتوسطة والثانوية.. هل كانت في ذهنك فكرة حول مستقبلك؟

بعد الثانوية كنت أريد أن أكون طيارًا.. وأول مدرسة التحقت بها هي مدرسة طفراوي أي المدرسة العليا للطيران وكنت من بين الناجين الأوائل وأردت التخصص في النقل الجوي، ولأنهم وضعوني في تخصص لم أحبذه خرجت من المؤسسة وبعدها تخصصت في الهندسة الميكانيكية والأشغال العمومية وخلال العطلة الصيفية كنت أقضي يومياتي بين العمل والسفر لا سيما وأن التأشيرة لم تكن موجودة أنذاك.

بعدها أجريت دراسة في بريطانيا بإمكانياتي الخاصة خلال الفترة الممتدة بين 1993 و1994، واهتممت كثيرا بملف سوق البورصة وفي تلك الفترة كانت الجزائر تتجه نحو الانفتاح على اقتصاد السوق، وبعدها عُدت أدراجي وتزامنت عودتي مع العشرية السوداء التي كانت تشهدها البلاد بسبب الفتنة التي غذتها أطراف خارجية، والحمد لله وقفنا مع وطننا بحكم وطنتينا وحبنا للبلاد.

وكانت هذه الفترة السبب الذي دفعني للاهتمام بالسياسة.

في البداية كنت رجلا تكنقراطيا ثم أصبحت مهتما بالسياسية لتتجه نحو العلاقات الدُولية؟

بحكم مسار والدي كان لي الشرف وأن التقيت بقيادات ثورية كثيرة من بينهم أعضاء بارزين في مجموعة 22 من بينهم: عثمان بلوزداد والعقيد الذي كان يُشرف على تسيير الولاية الأولى الحاج لخضر رحمه الله وقائد الولاية الرابعة التاريخية العقيد يوسف الخطيب المدعو “سي حسان” الذي توفي عن عمر يناهز 91 الخميس 26 أكتوبر 2023، والتقيت بالحاج بودربالة رحمه الله.

هل كانت لديك ميُولات معينة خلال تلك الفترة؟

دخلت في تلك الحقبة في جبهة التحرير الوطني، لكن بالمقابل كنت أكن الاحترام لجميع الجهات والتيارات الوطنية ولا فرق بين الإسلامي والوطنين وأتذكر أنه في سهرة من السهرات التقيت بـ “صادق هجرس” وكان فحوى حديثنا على حاجة الجزائر لجميع تياراتها وأبنائها ولا نستطيع الاستغناء على أي تيار ومعروف عليه أنه من أشد المخلصين لوطنه، وفي التيارات الإسلامية تعرفت على الشيخ عبد الله جاب الله والشيخ محفوظ نحناح، وقد كنت خلال تلك الفترة متفتح على الجميع وهذا ما ورثته على القيادات الثورية.

ما هو الدور الذي لعبته في العشرية السوداء؟

كانت لدى اتصالات كثيرة خاصة مع المؤسسة العسكرية، وتعرفت خلال تلك الفترة على شخصيات عديدة مثل “سي الجمعي” الذي كان قائد الناحية العسكرية الخامسة والذي كانت لدي علاقة قوية معه هو العميد المُتقاعد المجاهد محمد بتشين رحمه الله.

كيف فكرت في الخوض في العلاقات الدُولية؟

ها السؤال نفس طرحته في لقاء انعقد في ولاية جيجل تزامنا وإعلان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن المصالحة الوطنية، وحينها التقيت مدني مزراق وطرحت السؤال نفسه: وقلت له كيف فكرت في حمل السلاح ضد بلادك؟ وكان رده كالآتي: “صدقني لم أكن أتخيل أنني سأصلُ إلى هذه الدرجة، وهناك أمور جرت دفعتنا لهذا الوضع الخطير، وهو نفس السؤال الذي طرحته على قيادات ثورية التقيتها هناك فكان ردها كالاتي: حتى تفهم السياسية جيدا يجب أن تدرس التاريخ ومنذ ذلك الوقت قررت أن أتخصص في العلوم السياسية والعلاقات الدُولية حتى أستوعب طريقة تراكم الحروب لا سيما وأن كل ما حدث له علاقة بـ جيو استراتيجي وهو حقل من حقول الجيو سياسية.

وهو ما ينطبق على الوضع اليوم لا سيما الجزائر فهي مُستهدفة ليس من اليوم بل من قديم الزمان ولذلك فمحكوم عليها أن تكون قوية بشبابها واقتصادها وجيشها وفقا للمثل القائل “مُجبر آخاك لا بطل”.

The post فريد بن يحي لـ “الوطنية تي في”:الجزائر اليوم مستهدفة ومحكوم عليها أن تكون قوية appeared first on الجزائر الجديدة.