مجازر 8 ماي 1945 : الجرائم الاستعمارية المرتكبة في الجزائر كانت بتواطؤ ما بين العسكريين والسياسيين الفرنسيين

قالمة -أكد المشاركون في افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول "المجازر الفرنسية من خلال 8 ماي 1945: الذاكرة الوطنية والمواقف الدولية" يوم الأربعاء بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة على أن الجرائم الاستعمارية المرتكبة في الجزائر "كانت بتواطؤ ما بين العسكريين والسياسيين الفرنسيين". وأبرز الدكتور عبد الناصر عمر رئيس اللجنة العلمية للملتقى المنظم بمناسبة إحياء الذكرى ال80 لتلك المجازر على مدار يومين بقاعة المحاضرات الساسي بن حملة بالقطب الجامعي الجديد بذات الجامعة بأن "الإجرام الاستعماري الفرنسي في الجزائر اتخذ العديد من الأشكال منها التصفية الجسدية أو بالتعسف عن طريق القوانين والمراسيم والأوامر والتعذيب في السجون والمعتقلات والنفي خارج الوطن". من جهتها ذكرت والي قالمة السيدة حورية عقون خلال إشرافها على افتتاح الملتقى بأن هذا اللقاء الدولي الذي يشارك فيه باحثون في التاريخ من مختلف جامعات الوطن إلى جانب باحثين من 9 دول أجنبية سيتناول بالتحليل والدراسة مختلف الجوانب التاريخية والقانونية لتلك المجازر التي استشهد فيها ما لا يقل عن 45 ألف جزائري بكل من قالمة وسطيف وخراطة (بجاية). وأضافت بأن تلك المجازر تمثل جريمة ضد الإنسانية كاملة الأركان ونموذجا للهمجية الاستعمارية للمحتل الفرنسي وهي في نفس الوقت تمثل ذكرى خالدة يحييها الجزائريون كل سنة في ظل الاهتمام الكبير للسلطات العليا في البلاد بموضوع الذاكرة الوطنية وإقرار ال8 مايو يوما للذاكرة الوطنية إضافة إلى إعطائها أهمية بالغة لجمع الوثائق وكتابة التاريخ. وقد عرفت الجلسة العلمية الأولى للملتقى تقديم مداخلات من بينها مداخلة بعنوان "الجرائم الاستعمارية و أصولها الفكرية و سبل التوثيق وتقديم الإثباتات والبراهين " للدكتور فيصل الشريف من المعهد العالي للتاريخ بتونس اعتبر فيها أن المسؤولية الجنائية للجرائم الاستعمارية ومنها مجازر 8 ماي 1945 يتقاسمها العسكري الذي قتل والسياسي الذي أعطاه الأمر بالقتل. ودعا هذا المحاضر الباحثين في التاريخ إلى عدم الاكتفاء بالشهادات الحية والوثائق الأرشيفية الفرنسية لإثبات الجرائم الاستعمارية وضرورة البحث أيضا في رفوف أرشيف دول أخرى على غرار إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وألمانيا و إسبانيا التي يمكن العثور فيها على الكثير من المعلومات الخاصة بتاريخ الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية الذي ما تزال فرنسا تخفي الكثير من الحقائق بشأنه. من جانبه قدم البروفيسور دانيال كانت كاراسكو من الجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك مداخلة بعنوان "الثورة التحريرية الجزائرية من وجهة نظر مكسيكية" اعتبر فيها أن عائق اللغة والبعد الجغرافي لم يسمحا لشعوب أمريكا اللاتينية من معرفة الجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في مجازر ماي 1945 , مضيفا بأن عظمة الثورة التحريرية في الجزائر بعد تلك المجازر بلغ صداها إلى كافة قارات العالم ومنها أمريكا اللاتينية. كما تميز اليوم الأول من هذا الملتقى بتقديم مداخلة للأستاذ زكريا محمد شيرزاد من جامعة زاخو بالعراق بعنوان "انتهاكات الاستعمار الفرنسي ضد الثوار الجزائريين في جريدة اتحاد الشعب العراقية". وسيتم في اليوم الثاني والأخير من الملتقى تقديم مداخلات أخرى إلى جانب تنظيم ورشات عمل في محاور مرتبطة بموضوع الطبعة.

مايو 7, 2025 - 19:30
 0

قالمة -أكد المشاركون في افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول "المجازر الفرنسية من خلال 8 ماي 1945: الذاكرة الوطنية والمواقف الدولية" يوم الأربعاء بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة على أن الجرائم الاستعمارية المرتكبة في الجزائر "كانت بتواطؤ ما بين العسكريين والسياسيين الفرنسيين".

وأبرز الدكتور عبد الناصر عمر رئيس اللجنة العلمية للملتقى المنظم بمناسبة إحياء الذكرى ال80 لتلك المجازر على مدار يومين بقاعة المحاضرات الساسي بن حملة بالقطب الجامعي الجديد بذات الجامعة بأن "الإجرام الاستعماري الفرنسي في الجزائر اتخذ العديد من الأشكال منها التصفية الجسدية أو بالتعسف عن طريق القوانين والمراسيم والأوامر والتعذيب في السجون والمعتقلات والنفي خارج الوطن".

من جهتها ذكرت والي قالمة السيدة حورية عقون خلال إشرافها على افتتاح الملتقى بأن هذا اللقاء الدولي الذي يشارك فيه باحثون في التاريخ من مختلف جامعات الوطن إلى جانب باحثين من 9 دول أجنبية سيتناول بالتحليل والدراسة مختلف الجوانب التاريخية والقانونية لتلك المجازر التي استشهد فيها ما لا يقل عن 45 ألف جزائري بكل من قالمة وسطيف وخراطة (بجاية).

وأضافت بأن تلك المجازر تمثل جريمة ضد الإنسانية كاملة الأركان ونموذجا للهمجية الاستعمارية للمحتل الفرنسي وهي في نفس الوقت تمثل ذكرى خالدة يحييها الجزائريون كل سنة في ظل الاهتمام الكبير للسلطات العليا في البلاد بموضوع الذاكرة الوطنية وإقرار ال8 مايو يوما للذاكرة الوطنية إضافة إلى إعطائها أهمية بالغة لجمع الوثائق وكتابة التاريخ.

وقد عرفت الجلسة العلمية الأولى للملتقى تقديم مداخلات من بينها مداخلة بعنوان "الجرائم الاستعمارية و أصولها الفكرية و سبل التوثيق وتقديم الإثباتات والبراهين " للدكتور فيصل الشريف من المعهد العالي للتاريخ بتونس اعتبر فيها أن المسؤولية الجنائية للجرائم الاستعمارية ومنها مجازر 8 ماي 1945 يتقاسمها العسكري الذي قتل والسياسي الذي أعطاه الأمر بالقتل.

ودعا هذا المحاضر الباحثين في التاريخ إلى عدم الاكتفاء بالشهادات الحية والوثائق الأرشيفية الفرنسية لإثبات الجرائم الاستعمارية وضرورة البحث أيضا في رفوف أرشيف دول أخرى على غرار إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وألمانيا و إسبانيا التي يمكن العثور فيها على الكثير من المعلومات الخاصة بتاريخ الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية الذي ما تزال فرنسا تخفي الكثير من الحقائق بشأنه.

من جانبه قدم البروفيسور دانيال كانت كاراسكو من الجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك مداخلة بعنوان "الثورة التحريرية الجزائرية من وجهة نظر مكسيكية" اعتبر فيها أن عائق اللغة والبعد الجغرافي لم يسمحا لشعوب أمريكا اللاتينية من معرفة الجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في مجازر ماي 1945 , مضيفا بأن عظمة الثورة التحريرية في الجزائر بعد تلك المجازر بلغ صداها إلى كافة قارات العالم ومنها أمريكا اللاتينية.

كما تميز اليوم الأول من هذا الملتقى بتقديم مداخلة للأستاذ زكريا محمد شيرزاد من جامعة زاخو بالعراق بعنوان "انتهاكات الاستعمار الفرنسي ضد الثوار الجزائريين في جريدة اتحاد الشعب العراقية".

وسيتم في اليوم الثاني والأخير من الملتقى تقديم مداخلات أخرى إلى جانب تنظيم ورشات عمل في محاور مرتبطة بموضوع الطبعة.