مهزلة أخرى!

‪ ‬‬ ‪ ‬‬ ما جرى في ساحة مقام الشهيد ليس تظاهرة ثقافية كما يُروَّج، بل مهزلة بكل المقاييس. فأن تُدنَّس ساحة تحمل عبق الشهداء وأرواح الأبطال بمظاهر عبثية تحت لافتة “الأنمي” هو سقوط أخلاقي وفكري قبل أن يكون خطأً تنظيمياً. مقام الشهيد ليس فضاءً للّهو، بل محراب لذاكرة أمة كتبت حريتها بالدم، فكيف يُسمح …

أكتوبر 8, 2025 - 20:56
 0
مهزلة أخرى!

‪ ‬‬
‪ ‬‬
ما جرى في ساحة مقام الشهيد ليس تظاهرة ثقافية كما يُروَّج، بل مهزلة بكل المقاييس. فأن تُدنَّس ساحة تحمل عبق الشهداء وأرواح الأبطال بمظاهر عبثية تحت لافتة “الأنمي” هو سقوط أخلاقي وفكري قبل أن يكون خطأً تنظيمياً. مقام الشهيد ليس فضاءً للّهو، بل محراب لذاكرة أمة كتبت حريتها بالدم، فكيف يُسمح بتحويله إلى مسرح للتفاهة؟
ما حدث لا يُغتفر، لأنه كشف عمق الأزمة التي يعيشها بعض شبابنا، الذين تاهوا بين عوالم افتراضية تُفرغهم من كل انتماء، وتزرع فيهم قشوراً غريبة عن ثقافتنا وهويتنا. المؤلم أكثر هو صمت الجهات الوصية، التي تركت المكان يفقد رمزيته، وكأن الأمر لا يعني أحداً.
لسنا ضد الفن، ولا ضد الإبداع، ولكن الإبداع الذي يستهين بالمقدّس الوطني ليس فناً، بل استخفاف بذاكرة الوطن. ما حدث يستوجب وقفة حقيقية، لا لتصحيح الخطأ فحسب، بل لإنقاذ جيل يتسرب من بين أيدينا، جيل إن لم نستدركه اليوم، سيحمل غداً وطنه كصورة رقمية بلا روح، ولا ذاكرة.