مقترح فرنسي مهين ..جماجم الشهداء ليست ورقة تفاوض !
تسبب اقتراح وُصف بـ”الغريب والمستفز” في إثارة موجة غضب عارمة في الجزائر وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تناول برنامج إذاعي فرنسب ملفًا شديد الحساسية يتعلّق بجماجم المقاومين الجزائريين المحفوظة في العاصمة الفرنسية باريس. وقد تفجّرت القضية مجددًا بعد تصريح مثير للجدل أطلقته الصحفية الفرنسية اللبنانية ليا سلامة خلال برنامج إذاعي على إذاعة “فرانس أنتر”، حين …

تسبب اقتراح وُصف بـ”الغريب والمستفز” في إثارة موجة غضب عارمة في الجزائر وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تناول برنامج إذاعي فرنسب ملفًا شديد الحساسية يتعلّق بجماجم المقاومين الجزائريين المحفوظة في العاصمة الفرنسية باريس.
وقد تفجّرت القضية مجددًا بعد تصريح مثير للجدل أطلقته الصحفية الفرنسية اللبنانية ليا سلامة خلال برنامج إذاعي على إذاعة “فرانس أنتر”، حين اقترحت، بشكل مباشر، مبادلة جماجم المقاومين الجزائريين بالكاتب الجزائري بوعلام صنصال، المسجون حاليًا في الجزائر.
وفي مداخلتها على الهواء، لم تتردّد ليا سلامة في طرح الفكرة التي وُصفت بأنها “لامسؤولة ومهينة”، إذ تساءلت عما إذا كان بالإمكان “مقايضة جماجم المقاومين الجزائريين المحفوظة في متحف الإنسان بباريس، بالإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال”.
وأثار هذا التصريح ردود فعل قوية من شخصيات سياسية وإعلامية وحقوقية، رأت في المقترح استخفافًا صريحًا بكرامة الشهداء ورمزية المقاومة الجزائرية، وتعاملًا عبثيًا مع قضية ترتبط بالذاكرة الوطنية وتاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر.
وعبّر الباحث في التاريخ الأستاذ محمد غرتيل عن رفضه القاطع لتصريحات الصحفية ليا سلامة، واعتبر ما جاء على لسانها “إهانة وقحة لا تُغتفر لكل الجزائريين.” وقال في تصريح للوسط: “ما اقترحته الصحفية الفرنسية ليس فقط غير مقبول، بل يعكس استخفافًا سافرًا بتاريخنا وذاكرتنا ومقاومتنا. الشهداء ليسوا سلعة تفاوض، وجماجمهم تمثل رمزًا وطنيًا مقدسًا لا يمكن المساس به أو استغلاله لأغراض سياسية أو إعلامية.”
وأضاف غرتيل أن مثل هذه التصريحات “تكشف عن عقلية استعمارية متجذّرة لم تغادر بعض الأوساط الفرنسية بعد، وهي تصريحات تفتح جراحًا لم تندمل، وتعرقل جهود المصالحة بين الشعبين.”
وختم الأستاذ غرتيل بالقول أن “جماجم شهدائنا ليست ورقة تفاوض، بل وثيقة دامغة على بشاعة الاستعمار وجرائمه، ولن نقبل أيًا كان أن يُساوم عليها .”
ويحتفظ متحف الإنسان في باريس بما يقارب 9 آلاف جمجمة، من بينها جماجم مقاومين جزائريين قُتلوا خلال الحقبة الاستعمارية في القرن التاسع عشر، أبرزهم الشريف بوبغلة، وموسى الدرقاوي، وسي مختار، وغيرهم من الرموز التاريخية الذين أُعدموا ثم نُقلت رؤوسهم إلى فرنسا. ورغم تسليم بعض الجماجم في السنوات الأخيرة، ما تزال المئات منها محتجزة، ما يشكّل مصدر توتر مستمر بين باريس والجزائر.