موريتانيا تحجب موقعا إلكترونيا اعتاد نشر أخبار كاذبة عن الجزائر

أقدمت السلطات الموريتانية، منذ الجمعة، على حجب الموقع الإخباري “أنباء إنفو”، وهو الموقع الذي عرف بدفاعه المحموم عن النظام المغربي وسياساته التوسعية، واستهدافه المجاني للجزائر، وكانت هذه الصحيفة الإلكترونية المثيرة للجدل، مدعاة لإصدار السفارة الجزائرية في نواكشط، في وقت سابق، بيانا شديد اللهجة ضدها، لكن من دون أن تشير إليها بالاسم.
مدير نشر هذا الموقع الإخباري، المدعو الشيخ أحمد الأمين، أدلى، الإثنين، بتصريحات صحفية، لمنابر مغربيّة، بعد حجب موقعه الإلكتروني، اتهم الجزائر ضمنيًّا بالوقوف وراء العقوبة التي أصدرتها السلطات الموريتانية بحقه، حيث قال: “نترك الإجابة للرأي العام. ومع ذلك، من المشروع التساؤل عن الجهات التي هاجمت الموقع بانتظام بسبب مواقفه التحريرية المستقلة، خاصة في المواضيع الحساسة المتعلقة ببعض الدول المجاورة”.
كما أكد الشيخ أحمد الأمين تعرض موقعه الإلكتروني للحجب: “تواصلنا مع السلطات المختصة في موريتانيا لفهم أسباب هذا الحجب، لكننا لم نتلق أي رد رسمي، لا من هيئة تنظيم الاتصالات ولا من الهيئات المسؤولة عن الإعلام والفضاء الرقمي، مثل السلطة العليا للصحافة والسمعي البصري”.
وكانت الجريدة الالكترونية المثيرة للجدل، قد تعرضت للحجب في مارس 2024 لمدة 60 يوما، حيث قامت يومها السلطة العليا للصحافة والسمعي البصري في موريتانيا، بتوجيه انتقاد حاد لموقع “أنباء إنفو” بسبب نشره أخبار كاذبة عن الجزائر، فيما كان يكتب بإطراء كبير على النظام المغربي، ويدافع بقوة عن أطروحاته التوسعية، التي تستهدف حتى الدولة الموريتانية، التي يعتبرها القصر العلوي امتدادا لسيادته الجنوبية، أو ما تصفه النخب السياسية في الجارة الغربية بـ”الحدود الحقة”، ويؤكد عليها الدستور المغربي أيضا.
وفي يناير 2023، اتهمت السفارة الجزائرية في نواقشط الصحيفة الإلكترونية سالفة الذكر من دون أن تسميها بأنها “تعمل لصالح دولة معادية”، في إشارة إلى النظام المغربي. وقالت في بيان حينها: “تفاجأت برؤية سلسلة مقالات مستوحاة من شبكات غامضة”، ووصفت الموقع بأنه “مكتب دبلوماسي لبلد معروف بكراهيته للجزائر”، هدفه “إفشال ومضايقة التعاون الجزائري -الموريتاني، منذ الديناميكية التي غرستها زيارة الدولة التي قام بها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر”.
وهاجم البيان بشدة “أنباء إنفو” وأمثاله واتهمهم: “يتم تجنيد هذه المواقع عبر التأشيرات، الرحلات الترفيهية، الإعلانات، الفساد والمبالغ المالية الموجهة لمرتزقة القلم، الذين لا يتمتعون بمصداقية ولا تأثير على الرأي العام”، مضيفا: “مقابل كل جملة مروعة وسوء نية ومقالة على أساس الأكاذيب وتزييف الحقائق، فقد انكشف استعبادهم المخزي عن نقص صارخ في الاحتراف، وينم عن علامة تجارية معروفة جيدًا”.
ولطالما اشتكت السفارة الجزائرية في نواقشط من بعض الوسائط الإعلامية الموريتانية التي تعمل لصالح أجندة النظام المغربي وتستهدف الجزائر ومصالحها بشكل مجاني، وفي سبتمبر 2021، تقدم السفير الجزائري هناك بطلب إلى السلطة العليا للصحافة والسمعي البصري اتخاذ إجراءات ضد بعض وسائل الإعلام الموريتانية التي تحترف السمسرة والمتاجرة بالأخلاق المهنية لمهنة الصحافة.
ومن بين ما كتبه هذا الموقع الإخباري المأجور، مقالا استهدف ضرب العلاقات بين الجزائر ونواقشط، ومما جاء فيه: “لماذا لم تُقدّم الجزائر تعازيها للموريتانيين إثر وفاة أحد أفراد الحرس الرئاسي على أراضيها؟ لماذا تجاهلت صحافتها هذه المأساة؟”، وهو المقال الذي كان محل تدخل من قبل السلطة العليا للصحافة والسمعي البصري في موريتانيا، التي وبخت الصحيفة المذكورة في 10 مارس 2024.
ويومها حاول مدير نشر “أنباء إنفو”، الشيخ أحمد الأمين، تبرير السقطة المهنية بقوله إن المقال الذي تمت معاقبة صحيفته بسببه، “لا يشكل هجوما على الجزائر، بل هو تحليل لحادثة”، غير أن دفاعه المستميت عن النظام المغربي، يجعله بالمقابل في قفص الاتهام.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post موريتانيا تحجب موقعا إلكترونيا اعتاد نشر أخبار كاذبة عن الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.