هذه سيناريوهات الدبلوماسية الجزائرية للتعاطي مع الإمارات
يُسُود اعتقاد غالب لدى المحللين السياسيين أن السياسة العدوانية التي انتهجتها دولة الإمارات العربية المتحدة بإثارتها لمسألة حساسة تضع العلاقات بين البلدين أمام عدة سيناريوهات مفتوحة لا سيما الخارجية الجزائرية أكدت أن “الجزائر لن تقف باكية على الأطلال لكنها سترد الصاع صاعين” دون أن تكشف عن طبيعة الرد الدبلوماسي الذي ستلجأ إليه. ويقول البروفيسور نور الصباح […] The post هذه سيناريوهات الدبلوماسية الجزائرية للتعاطي مع الإمارات appeared first on الجزائر الجديدة.

يُسُود اعتقاد غالب لدى المحللين السياسيين أن السياسة العدوانية التي انتهجتها دولة الإمارات العربية المتحدة بإثارتها لمسألة حساسة تضع العلاقات بين البلدين أمام عدة سيناريوهات مفتوحة لا سيما الخارجية الجزائرية أكدت أن “الجزائر لن تقف باكية على الأطلال لكنها سترد الصاع صاعين” دون أن تكشف عن طبيعة الرد الدبلوماسي الذي ستلجأ إليه.
ويقول البروفيسور نور الصباح عكنوش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بسكرة إن “نسق العلاقات أصبح هش ومؤشرات التحول الى القطيعة قوية بحيث دخلت العلاقات الثنائية مرحلة عدم الثقة وهي مرحلة حساسة في ظل بيئة طاردة لأي تقارب أو تصالح بعد ان تجاوزت الإمارات الخطوط الحمراء”، ويرى المُتحدث أن “السلوك الإماراتي هو سلوك ممنهج يعبر عن سياسة خارجية عدوانية تجاه الجزائر منذ سنوات في إطار مخطط ديبلوماسي، إعلامي، استخباراتي، استراتيجي يستهدف استقرار البلاد بشكل مباشر بمعنى ان الإمارات توظف عدة ادوات ناعمة و صلبة لتحقيق اهدافها في الاختراق و التدخل و التأثير”.
وللتدليل على هذا المعطى، يعتبر المتحدث أن “قراءة التوقيت مهمة جدا لفهم ابعاد الفعل الاماراتي الخبيث ان صح التعبير وربطه بالتطورات على صعيد منطقة الساحل والدور الاماراتي في تحريك الوضع سلبيا واضح جدا ضد مصلحة البلاد وعليه يبدو أن هناك مقاربة جيوسياسية للضغط عليها”.
ومن جهته طرح الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدُولية بجامعة الجزائر رضوان بوهيدل للتعامل مع الملف، السيناريو الأول عنونه بـ “التصعيد” لا سيما بعد وصف التلفزيون الجزائري العمومي والرسمي الإمارات العربية المتحدة بـ “الدويلة المُصطنعة”، إذ توقع “عدم سكوت مسؤوليها، وقد تتراوح ردودهم ما بين تنظيم حملات إعلامية لمهاجمة الجزائر مرورا بالاحتجاج لدى سفيرنا بالإمارات، وصولا إلى سحب سفيرهم من الجزائر للتشاور، مع استبعاد قطع مباشر للعلاقات، كون الامر لم يتجاوز اللحظة تقرير تلفزيوني، حتى لو كان عبر التلفزيون الرسمي، كما قد تستبق الجزائر الخطوة الإماراتية بنفس الصرف الدبلوماسي التصعيدي”.
أما السيناريو الثاني فقد تبدأ اتصالات بين الطرفين بشكل غير معلوم وغير رسمي، ورجح المتحدث في هذا السياق “تدخل أطراف للعب دور الوساطة لتهدئة الأوضاع قبل تطورها نحو تصعيد أكثر”، والمرجح في السيناريو الثالث “بقاء الوضع على ما هو عليه وهُو الأقل احتمالا”.
ووجهت السُلطات، عبر التلفزيون العمومي، انتقادات شديدة اللهجة لدولة الامارات العربية المتحدة، جاء فيه أن أبوظبي “تحولت إلى مصنع لإنتاج الشر والفتنة، وعادت هذه المرة عبر إحدى قنواتها (اللقيطة) لتنفث شكلاً جديداً من السموم والوساخة والعفن والوقاحة وسط الجزائريين”، مضيفاً: “ليست المرة الأولى التي تُقدم فيها (دويلة) الإمارات (المصطنعة) على التهجم على دولة الجزائر السيدة، الكبيرة والشامخة، بلا سبب، سوى تقديم المزيد من الولاء لكيانات شبيهة في الاصطناع” في تلميح صريح وواضح للكيان الصهيوني.
وأضاف المصدر نفسه: “وبالرغم من حكمة الجزائر العريقة وتبصرها وتعقلها وهدوئها وسعة صدرها، وعلى الرغم من كل التنبيهات المباشرة والمبطنة، التي كانت ترجو من المتآمرين أن يتورعوا، تصر الإمارات على إدارة ظهرها لكل ما سبق من مودة، ولكل ما سُجل من مواقف داعمة وناصرة حين التأسيس، قبل خمسة عقود”. وأضاف أن “الجزائري لا يمكن أن يغض الطرف عن الجراءة على وحدته، والمساس بأسس هويته وثوابت دستوره. فاليد التي تمتد تقطع، والقدم التي تطأ تبتر، واللسان الذي يطلق يقلع”.
وترى الجزائر أن الإمارات “تجاوزت هذه المرة كل الخطوط الحمر، وكل الحدود التي يمكن أن تغض الجزائر الطرف عنها أو تسكت. والجزائر لن تقف باكية على الأطلال، لكنها سترد الصاع صاعين”.
فؤاد ق
The post هذه سيناريوهات الدبلوماسية الجزائرية للتعاطي مع الإمارات appeared first on الجزائر الجديدة.