هكذا تكلمت زينب عبد العزيز عن فلسطين (2 ) (ركائز قيام دولة إسرائيل)

أ.د حجيبة أحمد شيدخ/ ترى الأستاذة زينب عبد العزيز أن هناك ثلاث ركائز قامت عليها دولة إسرائيل للتمكين لنفسها في فلسطين والعالم: الأكاذيب المزعومة في الكتاب المقدس، والسياسة الفاتيكانية والأمريكية، وموقف أصحاب القرار المسلمين والعرب: أولا: الأكاذيب المزعومة في الكتاب المقدس: وفي موقفها من أكاذيبهم وافتراءاتهم المتعلقة بفلسطين، تعتمد الأستاذة على مجموعة من الكتب لكتاب …

يونيو 30, 2025 - 14:04
 0
هكذا تكلمت زينب عبد العزيز عن فلسطين (2 ) (ركائز قيام دولة إسرائيل)

أ.د حجيبة أحمد شيدخ/

ترى الأستاذة زينب عبد العزيز أن هناك ثلاث ركائز قامت عليها دولة إسرائيل للتمكين لنفسها في فلسطين والعالم: الأكاذيب المزعومة في الكتاب المقدس، والسياسة الفاتيكانية والأمريكية، وموقف أصحاب القرار المسلمين والعرب:
أولا: الأكاذيب المزعومة في الكتاب المقدس:
وفي موقفها من أكاذيبهم وافتراءاتهم المتعلقة بفلسطين، تعتمد الأستاذة على مجموعة من الكتب لكتاب يهود وغربيين، نقدوا ادعاءات اليهود في حقهم في فلسطين، وهذه الدراسات اعتمدت على الحفريات ونقد التوراة من الداخل، ومن هذه الكتب:
كتاب: «كشف النقاب عن الكتاب المقدس» وهو من تأليف: إسرائيل فينكلشتاين، مدير معهد الآثار بجامعة تل أبيب، ونيل سيلبرمان رئيس قسم التاريخ في معهد الآثار والتعريف بالميراث، وكلاهما يهودي ذو مكانة علمية معترف بها. وقد ترجمه من الإنجليزية إلى العربية وقدمه وعلق عليه سعد رستم ، و تحدث في تقديمه له عن ظهور الدراسات التي تبحث في نقد الأديان وبخاصة اليهودية والمسيحية، وبيان التناقضات الموجودة فيهما، وقيمة الكتاب كما يرى مترجمه سعد رستم في تقديمه له، تكمن في كون مؤلفيه كلاهما يهودي، يقول: «أن يأتي هذا الإقرار على لسان محققين يهوديين: أحدهما إسرائيلي والآخر أمريكي صاحبا خبرة طويلة في التنقيبات الأثرية وعلم الآثار، فإن هذا بلا شك يعطي لإقرارهما وزنا كبيرا لا يعادله شيء، لأن شائبة التحامل والإغراض بريئة منه تماما»1 .
والنتيجة التي توصل إليها الكاتبان أن هذه التوراة التي يدّعون بموجبها الحق في فلسطين توراة مزيفة، وهذا يؤكد ما ورد في القرآن الكريم من أن اليهود حرفوا التوراة وذلك في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}[سورة البقرة:79]، ويقول تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران/78]، إذ أكدت الدراسة التاريخية التي قاما بها واعتمادا على الحفريات، أن التوراة ليست كتاب تاريخ يعتد به، وإنما هي قصص متفرقة تمت حياكتها من الذاكرة، من أنقاض عادات قديمة وأساطير حول مولد شعوب مختلفة في المنطقة والاهتمامات التي أثارتها المعارك المعاصرة..
وبذلك تحول الكتاب المقدس إلى أداة دعاية لأحلام استيطانية. أي ما معناه أن عظمة دولة إسرائيل القديمة عبارة عن اختراع سياسي.. ثم يؤكدان أن عددا كبيرا من الأحداث الواردة في كتابهم المقدس لم تحدث لا في المكان المذكور ولا بالطريقة المكتوبة. والأدهى من ذلك، أن بعض الفقرات الأكثر شهرة في الكتاب المقدس لم تحدث مطلقا، وهو ما يقلب النظرة إلى ذلك الكتاب رأسا على عقب، وعما أحدثه الكتاب من أثر في الرأي العام الإسرائيلي، يرى المترجم أنه كان مستفزا ومثيرا، لأنه يتحدى الفكرة السائدة بأن التوراة العبرية، والكتاب المقدس العبري. هو كلمة الله التي دونها رجال ومؤلفون ملهمون من الله، فأظهر الكتاب بشكل واضح أن التوراة بشكلها الحالي كان قد كتبها الملك «يوشيا» ملك يهوذا في القرن السابع قبل الميلاد، أي بعد فترة طويلة من الزمن الذي يفترض أنها أنزلت فيه. في محاولة من قبل كهنة يهوذا لإبقاء إيمانهم حيا، وإبقاء ما يحقق طموح الملك يوشيا الذي كان يريد توسيع حدود مملكته وتوحيد شعب إسرائيل.2 وهو ما يسمح بوصف حضارة الغرب المسيحي بأنها قائمة سياسياً ودينيا على أكاذيب.
والكتاب الثاني: «هبة أرض فلسطين» لجان لاندوزى، والذي يوضح فيه بالنصوص أن اليهود لا حق لهم في هذه الأرض .. ويذكر لاندوزى فى بحوثه ومنها بحثه الذى تقدم به في مؤتمر «مسيحيو الشرق» المنعقد في باريس عام 1987: «إن الوضع الصهيوني يرمى إلى تبرير وجود دولة إسرائيل بفعل أنه يرد في الكتاب المقدس أن الرب قد أعطى أرض فلسطين لإسرائيل» ثم يضيف بعد ذلك قائلا: «من ناحية أخرى كان وعد الأرض مشروطا بالاستقامة والإخلاص للعهد الذى تم إبرامه بين الرب وشعبه. وإن الأرض سوف تُسحب منهم إذا ما خانوا العهد»3. والمعروف من نفس نصوص الكتاب المقدس أنهم خانوا العهد وعادوا إلى عبادة العجل وإلى تعدد الآلهة وإلى قتل الأنبياء. ثم يضيف موضحا: «إن أرض فلسطين لا يمكن أن تكون ملكا لجماعة واحدة باسم القرار الإلهي لأن القرار الإلهي كان شاملا لكل من على تلك الأرض ولم يستبعد أحدا ومنهم الفلسطينيون أساسا» 4.
– كتاب «إسرائيل، فلنتحدث عنها» للكاتب والصحفي البلجيكي ميشيل كولون (Michel Collon )5، وقد ذكرت الأستاذة أن الكتاب يتناول أكبر الأكاذيب التي يروجها الإعلام في كل مكان تدعيما للكيان الصهيوني القائم على مجموعة كبيرة من الأكاذيب، وقد استفاد الصحافي: ميشيل كولون من خبرة مجموعة من الشخصيات المعروفة التي لها اطلاع كبير على تاريخ الصهاينة والقضية الفلسطينية، ومنهم: نعوم تشومسكى، و شلوموساند، وآلان جريش، وميشيل فرشافسكى .. وهذا الكتاب ثري بالمعلومات والردود على الافتراءات اليهودية الأساسية التي تروج لها دولة إسرائيل ….

الهوامش:
1 – انظر: سعد رستم مقدمة كتاب: التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها، إسرائيل فينكلشتاين ونيل سيلبرمان (صفحات للدراسات والنشر ).
2 – انظر المرجع السابق، ص13.
3 – زينب عبد العزيز، الأكاذيب المتراكمة ، وتحنيث الوعود (في ذكرى نكسة 1967 ).موقع صيد الفوائد .
4 . المصدر نفسه .
5 – ميشيل كولون Michel Collon صحافي وكاتب بلجيكي، بدأ مشواره المهني في الأسبوعية البلجيكية سوليدير وبعدها تابع عمله كصحافي وباحث مستقل فقام بإصدار كتب وأفلام… ومعروف بموافقه المناهضة للسياسة الأمريكية….