من كلام الإبراهيمي حول المولد النبوي
«يختلف الفقهاء في هذه الحفلات المولدية وهل هي مشروعة أو غير مشروعة، ويطيلون الكلام في ذلك بما حاصله الفراغ والتّلهي وقطع الوقت بما لا طائل فيه، والحق الذي تخطّاه الفريقان أنها ذكرى للغافلين وإنما_لم_يفعلها_السلف_الصالح لأنهم كانوا متذكرين بقوة دينهم وطبيعة قربهم، وعمارة أوقاتهم بالصالحات. أما في هذه الأزمنة المتأخرة التي رانت فيها الغفلة على القلوب، …

«يختلف الفقهاء في هذه الحفلات المولدية وهل هي مشروعة أو غير مشروعة، ويطيلون الكلام في ذلك بما حاصله الفراغ والتّلهي وقطع الوقت بما لا طائل فيه، والحق الذي تخطّاه الفريقان أنها ذكرى للغافلين وإنما_لم_يفعلها_السلف_الصالح لأنهم كانوا متذكرين بقوة دينهم وطبيعة قربهم، وعمارة أوقاتهم بالصالحات.
أما في هذه الأزمنة المتأخرة التي رانت فيها الغفلة على القلوب، واستولت عليها القسوة من طول الأمد واحتاج فيها المسلمون إلى المنبّهات، فمن الحكمة والسداد أن يرجع المسلمون إلى تاريخهم يستنيرون عبره، وإلى نبيّهم يدرسون سيره، وإلى قرآنهم يستجلون حقائقه، وإن من خير المنبّهات مولد محمد لو فهمناه بتلك المعاني الجليلة.
أيها المسلمون: قبل أن تقيموا حفلات المولد أقيموا معاني المولد، وتدرّجوا من المولد المحمدي الذي هو مولدُ رجلٍ إلى البعثة المحمّدية التي هي مولد دينٍ نسخَ الأديان لأنه أكمل الأديان، وهنالك تضعون أيديكم على الحقيقة التي تهديكم إليها هذه الذكرى.
حاسبوا أنفسكم في كل عام من أين انتقلتم وإلى أين وصلتم، أشيعوا بينكم في هذه الذكريات المحبة والأخوة والاتحاد على الحق. واذكروا أن صاحب هذه الرسالة بُعث بالعزّة والكرامة والعلم والقوة، فكونوا أعزّة وكونوا أحرارًا وكونوا أقوياء، واعرفوا محمدًا بدينه وقرآنه وسيرته لا بمولده، فأقيموا دينه، ولا عليكم بعد ذلك أن تقيموا مولده أو لا تقيموه.
إن محمدًا – صلى الله عليه وسلم – يطالبُكم بإقامة الدين لا بإقامة المولد، وإن دينكم دين الحقائق والأعمال والنُظم فارجعوا إلى تلك الحقائق وانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.»
(العلامة البشير الإبراهيمي: الآثار، دار الغرب الاسلامي، ط1: 1997م، ج4، ص144)
خلاصة الكلام:
يرى أنه من المصلحة حال الغفلة إقامته وإن لم يفعله السلف؛ وأن السلف ماكانوا يحتاجون للمولد لقوة الصلة وقرب العهد بالنبي عليه السلام وعمارة أوقاتهم وقلوبهم بالطاعات.
ولكن الشيخ يشترط في الطريقة أن تكون المولد بمعانيه لا أنه مجرد تأريخ فيكون احتفالا لأجل الاحتفال ولأجل ملذات النفس ؛ وأنه به صلى الله عليه وسلم نسخت الأديان وأظهر الله به الإسلام فأظهروا حقيقة الإسلام بيوم نبي الإسلام؛ فالشيخ كما ترى وسط بين الجافي والغالي.
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي