وجوب التوبة على مرتكب الكبيرة وهو في مشيئة الله سبحانه
الشيخ محمد مكركب أبران mohamed09aberan@gmail.com/ الفتوى رقم:783/ الســــــــــــؤال قال السائل: شاب غره الشيطان وشرب الخمر وسرق من المال العام؟ وكان يصلي ويترك، ركب سيارة ووقع في حادث مرور، ووالده يسأل ما مصيره؟ وماذا يفعل له؟ قال: وهل نصوم عنه؟ الجـــــــــــواب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله. أولا: أن …

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/
الفتوى رقم:783/
الســــــــــــؤال
قال السائل: شاب غره الشيطان وشرب الخمر وسرق من المال العام؟ وكان يصلي ويترك، ركب سيارة ووقع في حادث مرور، ووالده يسأل ما مصيره؟ وماذا يفعل له؟ قال: وهل نصوم عنه؟
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: أن فعل الكبائر يقتضي التوبة وإقامة الحدود: فمن فعل كبيرة ومات ولم يتب فهو في مشيئة الله عز وجل. واعلم أخي السائل، أن مثل سؤالك هذا، قد أجاب عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأفتى في ذلك، ببيان مفصل شاف كاف في هذه المسألة. جاء في حديث المبايعة، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ليلة العقبة: [بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ] (البخاري:18) والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.
ثانيا: الدعوة إلى كل الآباء والأمهات: أحرصوا على تحصين أولادكم بالصلاة منذ سن السابعة من أعمارهم. كما وصى بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام، فالتربية في الصغر لا في الكبر، والاهتمام بالأولاد من البداية، من اختيار الأم والأب، ثم إطعامهم الحلال، ثم تفقيههم، وهذا الكلام ليس للسائل إنما لنا ولغيرنا لكل المسلمين، حتى لا يقول الأخ السائل أنا سألتك وأنت تعاتبني، ثم اعلم أن العتاب دليل على المودة، أنني أحب لكم الخير. ففي الحديث. [مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ]، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (البخاري:1358) (يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) يجعلانه يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا. وفي الحديث أيضا. [مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ] (أبو داود،باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، رقم الحديث:495) حصنوا الشباب بالقرآن، والصلاة، ودربوهم على العفة والحياء. فاقرأ حديث المبايعة وافهمه. والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.
ثالثا: قال السائل: وماذا يفعل له؟ قال: وهل نصوم عنه؟ أولا ورد في سؤالك أنه (سرق من المال العام) فالواجب عليك أن ترد المال الذي سرقه إلى المكان الذي سرقه منه. ثم تصدق في سبيل الله، واستغفرله، مادام في حياته كان ثابتا على التوحيد وتركه من حين لآخر الصلاة، فذلك من الأخطاء التي يرتكبها بعض المراهقين، ويغفل عنها بعض الآباء والأمهات. ثم يا أيها الآباء والأمهات. إذا شعرتم أو لاحظتم أن أحد الأولاد يملك أشياء ذات قيمة، وأنت أيها الأب تعلم أنه لا مدخول له من المال الحلال، فلا تسوف، فاسأله من أين له ذلك، ولا تفرح له. وعلموا أولادكم القناعة والعفة والتعفف.
رابعا: مسؤولية من يبيع الخمر، فهو مشارك في الحوادث وانتشار الموبقات: إن ما يقع فيه بعض الشباب الذين يتعاطون الخمر وهي أم الخبائث، ومن خلال الخمر يسقطون في المخدرات والسرقات وكثير من الموبقات. فإن الذين يصنعون الخمور والذين يبيعونها مشاركون في هذه المصائب. ويتحملون مسؤوليتهم، ولذلك ورد في الحديث أنهم ملعونون مع الشاربين. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ] (أبو داود، باب العنب يعصر للخمر(حرام) :3674) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.