أجندة خبيثة تستهدف الجزائر..

تجدد الأزمة بين الجزائر وأبو ظبي على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المؤرخ محمد الأمين بلغيث في حصة بثتها قناة “سكاي نيوز”، أعاد طرح السؤال عن الخلفيات الحقيقية لتكالب أبناء زايد على الجزائر. وبغض النظر  عن المعطيات المتعلقة بالحوار الأخير الذي لعب بشكل واضح على واحد من الثوابت الرئيسية للشعب الجزائري، وبغض النظر أيضا عن […] The post أجندة خبيثة تستهدف الجزائر.. appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 5, 2025 - 10:53
 0
أجندة خبيثة تستهدف الجزائر..

تجدد الأزمة بين الجزائر وأبو ظبي على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المؤرخ محمد الأمين بلغيث في حصة بثتها قناة “سكاي نيوز”، أعاد طرح السؤال عن الخلفيات الحقيقية لتكالب أبناء زايد على الجزائر.

وبغض النظر  عن المعطيات المتعلقة بالحوار الأخير الذي لعب بشكل واضح على واحد من الثوابت الرئيسية للشعب الجزائري، وبغض النظر أيضا عن وجود نوايا مبيتة من هذا الطرف أو ذاك، فإن التآمر الاماراتي على الجزائر هو الثابت، وهناك معطيات كثيرة بعضها تم الاعلان عنه بشكل رسمي وبعض الأخر يتم التستر عليه لحساسيته المفرطة، تثبت بالدليل والحجة بأن الامارات العربية متورطة حتى الأذنين في مؤامرة رخيسة تستهدف أمن واستقرارا لجزائر، وترمي أيضا إلى اشعال فتيل حرب مدمرة مع المغرب تأتي على الأخضر واليابس بكامل المنطقة، وفق الحسابات الاستراتيجية للكيان العبري.

حقائق مهمة كشف عنها تقرير استخباراتي بريطاني أنجزه منذ فترة شركة “ميناس أسوسيتس” المتخصصة في التحليلات الاستراتيجية والسياسية، سلط الضوء على جوانب مما سمي بالصراع الخفي بين الجزائر والإمارات، وعلاقته بمملكة محمد السادس، وكشفت عن الجوانب الكثيرة التي تورطت فيها أبو ظبي إلى جانب الكيان الصهيوني في دعم الرباط من أجل تنفيذ أجندتها التي ستهدف الجزائر في أمنها، وأهم المجالات نجد منطقة الساحل وأنبوب الغاز النيجيري وتسليح المغرب لترجيح كفته على حساب جارته الشرقية.

رائحة البارود..

وهناك معطيات كثيرة تؤكد وجود هذه  المؤامرة الاماراتية، فهذا البلد العربي يؤدي أدوارا تصفها تقارير صحفية ذات مصداقية بالقذرة  لا يمكن أن تصدر من بلد عربي ضد بلد عربي آخر،  خاصة لما تكون المسألة مرتبطة بحسابات لها علاقة  بتحالفات غير طبيعية، فالمشكل الرئيسي يكمن في التدخلات الخارجية المستمرة وفي لعبة  تورطت فيها دول معروفة بأنها اصبحت مكلفة بنشر جرثومة الفتن والحروب، فالإمارات التي تبذل كل الجهد لتسهيل المهمة على تل أبيب، تتدخل في ليبيا وفي تونس وحتى في موريتانيا، حاملة إغراءاتها لكل الفاعلين في هذه البلدان، لترغيبهم في التطبيع أو ارغامهم عليه، ويبدو أن المؤامرة الإماراتية تجاوزت كل الحدود في الفترة الأخيرة، حيث كشفت مصادر إعلامية عن قيام أبو ظبي بتزويد المغرب بطائرات مقاتلة متقدمة ومعدات استخباراتية يتم استخدامها على الشريط الحدودي .

وقبل فترة قالت يومية “الخبر”: “أظهرت الإمارات دعمًا عسكريًا كبيرًا للمغرب، حيث أقر مسؤولوها بتقديم 68 طائرة قتالية حديثة من طراز ميراج 9000 داش 9، بالإضافة إلى قطع الغيار والذخيرة كهدية لزيادة قوته الجوية، وهذه الصفقة التي أعلن عنها الإعلام المغربي بشكل واسع قبل بضعة أشهر، تم التأكد من أن المغرب بدأ في استلام هذه الطائرات المتقدمة”.

وأضافت: “في الأسابيع الأخيرة، استضافت الإمارات ضباطًا وفنيين مغاربة لتلقي تدريب وتكوين على كيفية صيانة وقيادة هذه الطائرات المقاتلة متعددة الوظائف، والتي تمتلك قدرات قتالية جو-جو وجو-بحر”. ويقول خبراء عسكريون أن الأمر يتعلق تحديدا بمقاتلة ميراج 2000 داش 9، وهبتها أبو ضبي للنظام المغربي بعدما حصلت من فرنسا على أسطول جوي قادر على حمل صواريخ جو-أرض وصواريخ (كروز)، ومزود برادار متعدد الوسائط ونظام استهداف هدف متحرك، لزيادة القوة العسكرية للقوات الجوية المغربية.

سلاح الإشاعة..

وكشفت تقارير إعلامية عن تصريحات أدلى بها الملحق العسكري الإماراتي في الجزائر، والذي يحمل رتبة عقيد، أمام نظراء له من دول أوروبية مختلفة جاء فيها أنه “إذا اندلعت حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستدعم المغرب بكافة إمكاناتها”.  ولم يعد سرا أن الامارات العربية تقدم مساعدات كبيرة للمغرب في الصحراء الغربية المحتلة، ويبدو أن قيام ابو ظبي بنشاطات تهدد أمن الجزائر واستقرارها ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة أصبح علني ومفضوح، لقد نشرت “العرب” اللندنية، المُمولة إماراتياً، مقالاً مثيراً للجدل حول الجزائر استفزازي وتحريضي إلى اقصى الحدود، في سياق حملات العداء المبطن والعلني التي تمارسها أبو ظبي ضدّ الدولة الجزائرية منذ سنوات. حيث زعمت في مقال بعنوان “الحكومة الجزائرية تطلق تدابير استباقية تحسبا لاحتقان شعبي” أن البلاد برئاسة عبد المجيد تبون، أمام توترّات اجتماعية بعد  تنامي الاحتجاجات الشعبية في البلاد بسبب تدهور الأوضاع الاجتماعية والمعيشية.

وادّعى المنفذ الإخباري المُموّل من أبو ظبي، المعروفة بدعمها لقوى الثورات المضادة في المنطقة العربية، أن الداخلية الجزائرية قد أصدرت التعليمات للولاة للتحرّك “للتكفل واستشراف بؤر التوتر الاجتماعي، وحضتهم على الاستعداد لأيّ تطور، وذلك بغية تنفيس الاحتقان المتصاعد”. وليست المرة الأولى التي تنشر فيها “العرب اللندنية” تقارير مماثلة عن الجزائر، بحيث تزعم في كل مرة أن التوتر الاجتماعي يعتبر تحديًا للسلطة منذ سنوات. وقالت إن السلطات الجزائرية أطلقت مبادرات اجتماعية منفردة لامتصاص الغضب الاجتماعي دون التشاور مع النقابات وأرباب العمل. وهي إشارة واضحة بأن هذا البلد العربي لم يعد يكتفي بدعم النظام المغربي وتسليحه، بل انتقل إلى مستوى اخر من التهديد عبر تنفيذ مخططات هدفها إثارة الفوضى ونشر الفتنة لإدخال الجزائر في متاهات العنف الذي أتى على الأخضر واليابس في الكثير من الأقطار العربية. فهم الامارات هو إضعاف الجزائر وتسهيل المهمة أمام مخطط التطبيع في المنطقة المغاربية، وبات جليا أن تحقيق هذا المخطط أعمى بصيرة ابوظبي ودفع بها إلى ارتكاب حماقات لم تعد تخفى على أحد.

م/ق

 

The post أجندة خبيثة تستهدف الجزائر.. appeared first on الجزائر الجديدة.