البروفيسور في التاريخ الأستاذ جاكر لحسن ..هجمات 20 أوت ومؤتمر الصومام محطة مفصلية في تاريخ الجزائر

الذاكرة: أكد البروفيسور جاكر لحسن، أستاذ التاريخ بجامعة معسكر أن هجمات 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام 20 أوت 1956، تشكل محطة مفصلية في تاريخ الجزائر، ذلك أنها أحدثت تحولا عميقا وانقلابا كبيرا في مسار النزاع والحرب بين جيش التحرير الوطني والجيش الفرنسي. أما بالنسبة لهجمات 20 أوت 1955، فيقول البروفيسور أن من قادها وخطط لها هو الشهيد زيغود يوسف قائد الشمال القسنطيني، الذي خلف الشهيد ديدوش مراد، وذلك بمساعدة نائبه لخضر بن طوبال، حيث لا يمكن - يضيف جاكر - إدراك أسباب هذه الهجمات المسلحة التي شارك فيها المجاهدون وسكان أرياف القل، سكيكدة، قسنطينة وقالمة وغيرها ضد حوالي 30 مركزا استعماريا، إلا إذا أخذنا في الاعتبار استحالة التعايش التي ازدادت اتساعا بعد مجازر 8 ماي 1945 . من جهة أخرى أشار المتحدث أن هذه الهجمات التي خلفت 123 قتيلا في صفوف العدو الفرنسي، حققت نتائج هامة، تمثلت أساسا في فك الحصار عن الثورة في منطقة الأوراس، نجاح الثورة في تدويل القضية الجزائرية، خاصة بعد تسجيلها في جدول أعمال الأمم المتحدة في يوم 30 سبتمبر 1955، فتح فرنسا قنوات الحوار مع تونس والمغرب لإيجاد حل لقضيتيهما، فشل الادعاءات الفرنسية التي اعتبرت الثورة مجرد أحداث قام بها قطاع طرق وخارجون عن القانون، بالإضافة إلى تحقيق انتصارات سياسية استراتيجية مدروسة من طرف الشهيد زيغود يوسف. وفي هذا الصدد، يقول على كافي الذي كان شاهدا وعنصرا فاعلا فيها، أنها بداية الثورة الشعبية ضد الاستعمار. وأمام اشتداد الثورة، يشير البروفيسور أن فرنسا انتقمت من السكان العزل، حيث قتلت 12 ألف جزائري، وأنشأت مدرسة جان دارك للتعذيب بسكيكدة، التي شهدت نقل مئات الجزائريين إلى ملعب المدينة لتصفيتهم، كما ارتكبت مجازر أخرى في عين عبيد قرب قسنطينة . وبخصوص مؤتمر الصومام الذي كان من المفروض أن ينعقد يوم 31 جويلية في منطقة البيبان، وافتتحت أشغاله يوم 20 أوت في قرية باوزلاقن في منطقة القبائل الصغرى في الذكرى الأولى لهجمات الشمال القسنطيني، يذكر جاكر أنه شهد حضور 16 مندوبا فيما غاب الوفد الخارجي ممثل الأوراس، أما المشاركون فهم العربي بن مهيدي، زيغود يوسف، لخضر بن طوبال، بن عودة مصطفى، إبراهيم مزهودي، علي كافي ورويبح، كريم بلقاسم، محمدي سعيد، عميروش، قاسي، عمار اوعمران، دهيليس سليمان، بوقرة أحمد، ملاح علي، عبان رمضان سكرتير سياسي، حيث خرج المؤتمر - بحسب المتحدث - بأرضية وقرارات، تمثلت في تأسيس المجلس الوطني للثورة، له سلطة تشريعية، تأسيس لجنة التنسيق والتنفيذ، التي ضمت في الأول العربي بن مهيدي، كريم بلقاسم، سعد دحلب، بن يوسف بن خدمة، عبان رمضان. ولهذه اللجنة السلطة التنفيذية، بالإضافة إلى تأسيس هيئات اقتصادية واجتماعية، وهي هيئات قاعدية تتكفل بمساعدة الشعب وسكان الأرياف، من خلال الرعاية الصحية، التعليم، تسجيل عقود الزواج، توثيق المواليد والوفيات وإحصاء السكان، ناهيك عن تقسيم الجزائر إلى 6 ولايات، الغرب، الوسط، القبائل، الشمال القسنطيني، الأوراس، النمامشة والجنوب، ولكل ولاية حدود. وتتكون الولاية الواحدة من مناطق، والمنطقة من نواح، وبالناحية قسمات، فضلا عن قرار تنظيم الجيش الذي بات يتألف من قسمين رئيسيين، هما من يرتدون الزي العسكري ويعتبرونه القوة الضاربة، ومن لا يريدون الزي العسكري، وهم قسمان.. المسبلون والفدائيون. وفي الأخير، أكد المتحدث أن كلا الحدثين وضعا الثورة التحريرية في المسار الصحيح، وساهما في شموليتها وتنظيمها وتدويلها وانخراط كل فئات الشعب الجزائري فيها، هذا بالإضافة إلى دخول الثورة المدن، معركة الجزائر 1956-1957 ومعركة معسكر أوت *الواقعة خلفت 123 قتيلا في صفوف العدو الفرنسي الذي رد بإبادة جماعية قتل فيها 12 ألف جزائري من المدنيين العزل*

أغسطس 20, 2025 - 15:55
 0
البروفيسور في التاريخ الأستاذ جاكر لحسن  ..هجمات 20 أوت ومؤتمر الصومام محطة مفصلية في تاريخ الجزائر
الذاكرة:
أكد البروفيسور جاكر لحسن، أستاذ التاريخ بجامعة معسكر أن هجمات 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام 20 أوت 1956، تشكل محطة مفصلية في تاريخ الجزائر، ذلك أنها أحدثت تحولا عميقا وانقلابا كبيرا في مسار النزاع والحرب بين جيش التحرير الوطني والجيش الفرنسي. أما بالنسبة لهجمات 20 أوت 1955، فيقول البروفيسور أن من قادها وخطط لها هو الشهيد زيغود يوسف قائد الشمال القسنطيني، الذي خلف الشهيد ديدوش مراد، وذلك بمساعدة نائبه لخضر بن طوبال، حيث لا يمكن - يضيف جاكر - إدراك أسباب هذه الهجمات المسلحة التي شارك فيها المجاهدون وسكان أرياف القل، سكيكدة، قسنطينة وقالمة وغيرها ضد حوالي 30 مركزا استعماريا، إلا إذا أخذنا في الاعتبار استحالة التعايش التي ازدادت اتساعا بعد مجازر 8 ماي 1945 . من جهة أخرى أشار المتحدث أن هذه الهجمات التي خلفت 123 قتيلا في صفوف العدو الفرنسي، حققت نتائج هامة، تمثلت أساسا في فك الحصار عن الثورة في منطقة الأوراس، نجاح الثورة في تدويل القضية الجزائرية، خاصة بعد تسجيلها في جدول أعمال الأمم المتحدة في يوم 30 سبتمبر 1955، فتح فرنسا قنوات الحوار مع تونس والمغرب لإيجاد حل لقضيتيهما، فشل الادعاءات الفرنسية التي اعتبرت الثورة مجرد أحداث قام بها قطاع طرق وخارجون عن القانون، بالإضافة إلى تحقيق انتصارات سياسية استراتيجية مدروسة من طرف الشهيد زيغود يوسف. وفي هذا الصدد، يقول على كافي الذي كان شاهدا وعنصرا فاعلا فيها، أنها بداية الثورة الشعبية ضد الاستعمار. وأمام اشتداد الثورة، يشير البروفيسور أن فرنسا انتقمت من السكان العزل، حيث قتلت 12 ألف جزائري، وأنشأت مدرسة جان دارك للتعذيب بسكيكدة، التي شهدت نقل مئات الجزائريين إلى ملعب المدينة لتصفيتهم، كما ارتكبت مجازر أخرى في عين عبيد قرب قسنطينة . وبخصوص مؤتمر الصومام الذي كان من المفروض أن ينعقد يوم 31 جويلية في منطقة البيبان، وافتتحت أشغاله يوم 20 أوت في قرية باوزلاقن في منطقة القبائل الصغرى في الذكرى الأولى لهجمات الشمال القسنطيني، يذكر جاكر أنه شهد حضور 16 مندوبا فيما غاب الوفد الخارجي ممثل الأوراس، أما المشاركون فهم العربي بن مهيدي، زيغود يوسف، لخضر بن طوبال، بن عودة مصطفى، إبراهيم مزهودي، علي كافي ورويبح، كريم بلقاسم، محمدي سعيد، عميروش، قاسي، عمار اوعمران، دهيليس سليمان، بوقرة أحمد، ملاح علي، عبان رمضان سكرتير سياسي، حيث خرج المؤتمر - بحسب المتحدث - بأرضية وقرارات، تمثلت في تأسيس المجلس الوطني للثورة، له سلطة تشريعية، تأسيس لجنة التنسيق والتنفيذ، التي ضمت في الأول العربي بن مهيدي، كريم بلقاسم، سعد دحلب، بن يوسف بن خدمة، عبان رمضان. ولهذه اللجنة السلطة التنفيذية، بالإضافة إلى تأسيس هيئات اقتصادية واجتماعية، وهي هيئات قاعدية تتكفل بمساعدة الشعب وسكان الأرياف، من خلال الرعاية الصحية، التعليم، تسجيل عقود الزواج، توثيق المواليد والوفيات وإحصاء السكان، ناهيك عن تقسيم الجزائر إلى 6 ولايات، الغرب، الوسط، القبائل، الشمال القسنطيني، الأوراس، النمامشة والجنوب، ولكل ولاية حدود. وتتكون الولاية الواحدة من مناطق، والمنطقة من نواح، وبالناحية قسمات، فضلا عن قرار تنظيم الجيش الذي بات يتألف من قسمين رئيسيين، هما من يرتدون الزي العسكري ويعتبرونه القوة الضاربة، ومن لا يريدون الزي العسكري، وهم قسمان.. المسبلون والفدائيون. وفي الأخير، أكد المتحدث أن كلا الحدثين وضعا الثورة التحريرية في المسار الصحيح، وساهما في شموليتها وتنظيمها وتدويلها وانخراط كل فئات الشعب الجزائري فيها، هذا بالإضافة إلى دخول الثورة المدن، معركة الجزائر 1956-1957 ومعركة معسكر أوت *الواقعة خلفت 123 قتيلا في صفوف العدو الفرنسي الذي رد بإبادة جماعية قتل فيها 12 ألف جزائري من المدنيين العزل*
البروفيسور في التاريخ الأستاذ جاكر لحسن  ..هجمات 20 أوت ومؤتمر الصومام محطة مفصلية في تاريخ الجزائر