الجزائر ـ عمان .. تقارب في الرؤى الاقتصادية وتمهيد لشراكات إستراتيجية

تأتي الزيارة  سلطان سلطنة عمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى الجزائر  في إطار تعزيز التعاون الثنائي وفتح آفاق جديدة للشراكة في مختلف المجالات، فالخطوة تعتبر مهمة في تاريخ العلاقات “الجزائرية ـ العُمانية” خاصة في شقها الاقتصادي التي تشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، إذ يتقارب البلدين في الرؤى السياسية والاقتصادية، ولكن يبقى التعاون الاقتصادي […] The post الجزائر ـ عمان .. تقارب في الرؤى الاقتصادية وتمهيد لشراكات إستراتيجية appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 5, 2025 - 14:56
 0
الجزائر ـ عمان .. تقارب في الرؤى الاقتصادية وتمهيد لشراكات إستراتيجية

تأتي الزيارة  سلطان سلطنة عمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى الجزائر  في إطار تعزيز التعاون الثنائي وفتح آفاق جديدة للشراكة في مختلف المجالات، فالخطوة تعتبر مهمة في تاريخ العلاقات “الجزائرية ـ العُمانية” خاصة في شقها الاقتصادي التي تشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، إذ يتقارب البلدين في الرؤى السياسية والاقتصادية، ولكن يبقى التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين محتشم حسب ما يراه مراقبون ومختصون، فرغم الإمكانات الكبيرة للبلدين، لا يزال حجم التبادل التجاري بين البلدين دون المستوى المطلوب والمتوقع.

في هذا الصدد، أكد خبير الاقتصاد الدولي، فارس هباش، لـ “الجزائر الجديدة” أن الزيارة التي باشرها سلطان سلطنة عمان، هيثم بن طارق آل سعيد إلى الجزائر تعد الأولى من نوعها منذ 50 عام، ومن المنتظر أن تشكل هذه الزيارة نقطة تحول هامة في العلاقة الاقتصادية بين البلدين، حيث تأتي  الزيارة في وقت مهم، والتي يسعى البلدين من خلالها إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وكذا التجاري بما يتمشى مع رؤى التنمية المستدامة للطرفين.

وأبرز الخبير الاقتصادي في ذات السياق الأبعاد الاقتصادية للزيارة على اختلافها، على غرار تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين، مؤكدا على حيث تم الاتفاق المسبق على  إنشاء صندوق استثماري مشترك بين الجزائر وسلطنة عمان والذي يهدف إلى تمويل المشاريع الاستثمارية في مجالات الطاقات المتجددة و”بيتروكيماويات”، وزراعة الصحراوية، والتكنولوجيا والسياحة وكذلك تكنولوجيا المالية، حيث من المنظر أن يعمل الصندوق على تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص بكلى البلدين.

 وأردف ذات المتحدث في ذات السياق، قائلا: ” تسعى  زيارة سلطان سلطنة إلى في شقها الاقتصادي إلى تفعيل مجلس الأعمال ” الجزائري ـ العماني ” بما سيساهم في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة كالصناعة، الزراعة، الطاقة والتي تسع من خلالها الجزائر إلى تنويع مصادر الدخل وتنويع الاقتصاد الوطني في إطار الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى تطوير هذه القطاعات الإستراتيجية خارج قطاع المحروقات”.

 وتابع ذات  المتحدث، معلقا على حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي أكد أنه دون المستوى المأمول  فعلى الرغم من العلاقات التاريخية بين البلدين إلا أن حجم التبادل التجاري لا يزال دون المستوى حيث تسعى الجزائر إلى استقطاب العديد من الاستثمارات العمانية في شتى المجالات بغية الرفع من حجم المبادلات التجارية خاصة في قطاعات الطاقة، الزراعة، التكنولوجية لتعزيز ورفع هذا التبادل.

فيما يتعلق بأفاق التعاون والشراكة بين البلدين قال فارس هباش: “يمكن الحديث عن تكامل في الرؤى التنموية بين البلدين، فالجزائر تعمل على تجسيد إستراتيجية  رؤية “الجزائر 2030” بالمقابل تخطط سلطنة عمان على برؤية “عمان 2040” وهذا ما سيفتح أفاق متعددة للتعاون في العديد من المجالات، على غرار مجال الطاقات المتجددة والمالية والتعليم والبحث العلمي بما يخدم تحقيق التنمية المستدامة في كلى البلدين، لاسيما بالنسبة للجزائر التي تنتهج منذ خمس سنوات سياسة تنويع شراكاتها الاقتصادية، وتحرير القطاع الخاص من القيود الإدارية التي كبحت حركته خلال العقود الماضية، بهدف فسح المجال للشركات الأجنبية وفق منطلق ومبدأ “رابح ـ رابح”.

للإشارة، فأن البلدين سيعملان مستقبلا على  تعزيز الروابط في مجال اللوجستيات والشحن لجعل طرق التجارة أكثر كفاءة، بما في ذلك مناقشات حول تحسين الروابط البحرية وخطوط الشحن الجوي بين الموانئ في كلا البلدين الشقيقين للسماح بتبادل تجاري أسرع وأكثر سلاسة، كما يهدف كلا البلدين إلى تنويع اقتصادهما، ومع تقليل الاعتماد على الهيدروكربونات، توفـِّر قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة فرصاً أمام تحقيق نمو تجاري متبادل.

وتعد الجزائر أحد أكبر منتجي الفوسفات في العالم، والفوسفات مكون أساسي في الأسمدة، لذا هناك إمكانات لزيادة التجارة مع قطاع الزراعة المتنامي في سلطنة عُمان، كما تتطلع سلطنة عُمان إلى تعزيز قطاع مصايد الأسماك لديها، خاصة في مجال الصادرات، وتأمل في توسيع سوقها في شمال إفريقيا، بما في ذلك الجزائر.

ويجدر الذكر أن شراكة لإنتاج الأمونيا واليوريا بين مجموعة سُهيل بهوان العُمانية والشركة الوطنية لإدارة النفط الجزائرية (سوناطراك) ساعدت على وضع الجزائر في مركزها كأحد كبار مصدري الأمونيا.

 كما وقّعت سوناطراك مؤخراً،  اتفاقية مع شركة أبراج لخدمات الطاقة العُمانية، لتعزيز التعاون في مجال النفط والغاز، بما في ذلك تبادل الخبرات في تكنولوجيا الحفر. 

فهيمة. ب

The post الجزائر ـ عمان .. تقارب في الرؤى الاقتصادية وتمهيد لشراكات إستراتيجية appeared first on الجزائر الجديدة.