الحاج محمد يعود لاجتياز البكالوريا للمرة السابعة بعزيمة لا تلين !
رغم تقدمه في السن وفشله في محاولات سابقة، يواصل الحاج محمد، من غليزان، وهو المترشح الحر البالغ من العمر ما يقارب ستين عاما، تحدى العقبات، ويجلس هذا الأسبوع مجددًا على مقاعد الامتحان لاجتياز شهادة البكالوريا للمرة السابعة، متمسكا بحلمه القديم في نيل الشهادة ومواصلة دراسته الجامعية. وعلى عكس ما قد يتوقع من رجل في مثل …

رغم تقدمه في السن وفشله في محاولات سابقة، يواصل الحاج محمد، من غليزان، وهو المترشح الحر البالغ من العمر ما يقارب ستين عاما، تحدى العقبات، ويجلس هذا الأسبوع مجددًا على مقاعد الامتحان لاجتياز شهادة البكالوريا للمرة السابعة، متمسكا بحلمه القديم في نيل الشهادة ومواصلة دراسته الجامعية.
وعلى عكس ما قد يتوقع من رجل في مثل سنه، اعتمد الحاج محمد في تحضيراته هذه السنة على الدروس المصورة عبر اليوتيوب، إضافة إلى كتابة ملخصات بيده ساعدته على مراجعة مختلف المواد، خاصة الفلسفة والتاريخ.
ويقول الحاج محمد بكل ثقة:”أنا لم أفشل.. فقط لم أصل بعد. وسأواصل المحاولة حتى أحقق هدفي بإذن الله”. ويضيف مبتسما ” أتابع الشروحات على الهاتف، وأسجل الملاحظات. الإنترنت ساعدني كثيرًا هذه السنة”.
ولا يرى الحاج محمد أن العمر عائق أمام التعلم، بل يعتبره حافزا إضافيًا للاستمرار. هدفه واضح يتمثل في الحصول على شهادة البكالوريا، والالتحاق بالجامعة لدراسة ما يحب، سواء كان ذلك التاريخ أو الشريعة. مؤكدا ذلك بالقول :”منذ صغري أحببت الدراسة، لكن الظروف منعتني. اليوم أحاول أن أستعيد ما فاتني، حتى وإن تأخرت في العمر”.
ويبدو أن قصة الحاج محمد ستصبح مصدر إلهام للكثير من الشباب، بعد أن انتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يخرج من قاعة الامتحان بابتسامة واثقة. وقد لقي تشجيعًا واسعا من المواطنين، الذين اعتبروه رمزا للمثابرة والإصرار.
وقد عبر بعض التلاميذ عن إعجابهم الشديد به، وقالوا إنهم شعروا بالخجل من تذمرهم أو التفكير في الاستسلام، أمام شخصية مثل الحاج محمد، الذي يصر على مواصلة التعلم رغم كل شيء.
ويأمل الحاج محمد أن تكون هذه السنة محطة النجاح المنتظرة، لكن حتى لو لم تكن، فهو لا يفكر في التراجع. قائلا: “سأجتاز الامتحان مرة أخرى إن لزم الأمر. ما دمت على قيد الحياة، فسأبقى أتعلم”، يقول بنبرة كلها إيمان وثقة.
وقصة الحاج محمد تذكير حي بأن الإرادة الحقيقية لا تقف عند حدود السن أو عدد المحاولات، وأن العلم لا يزال حلمًا مشروعًا لكل من يؤمن بنفسه، مهما كانت الظروف.
أمين بن لزرق