الذكاء الاصطناعي: كيف يفكر؟ وهل يعرف كل شيء؟

في عصر تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، يواصل الذكاء الاصطناعي إثارة الانبهار بقدرته على محاكاة التفكير البشري، بل والرد على الأسئلة بدقة وسرعة مذهلة. لكن، كيف يتمكن الذكاء الاصطناعي من جمع المعلومات؟ وكيف يميز بين الحقائق والخرافات؟ وما الذي يجعله يبدو وكأنه “يفهم” ما يُقال له؟

كيف تتحصل أدوات الذكاء الاصطناعي على معلوماتها؟ 

خلافًا للبشر الذين يتعلمون من التجارب المباشرة، يعتمد الذكاء الاصطناعي على ما يُعرف بـ”التعلم الآلي”، وهو أسلوب يتيح للأنظمة تحليل كميات ضخمة من البيانات والنصوص من مصادر متعددة، مثل الكتب، المقالات، المواقع الإلكترونية، قواعد البيانات، وغيرها.

وتستغرق عملية تدريب النماذج الذكية على هذه البيانات أسابيع أو حتى أشهر وقد تصل الى سنوات من المعالجة المتواصلة على حواسيب خارقة، تشرف عليها شركات تكنولوجية كبرى مثل OpenAI، Google، Meta، وMicrosoft، وهي المسؤولة عن بناء وتطوير هذه النماذج من البداية حتى النضج

كيف يميّز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة؟

لا يملك الذكاء الاصطناعي إدراكًا ذاتيًا، لكنه يستند إلى آليات رياضية لتقييم مدى “احتمالية” أن تكون معلومة ما صحيحة، استنادًا إلى تكرارها، مصادرها، ومدى ترابطها مع معلومات أخرى

فبعض النماذج المتقدمة، تم تعزيزها بعمليات تدريب صارمة تهدف إلى تقليل احتمال الوقوع في الخطأ عبر تقييم كل إجابة من حيث دقتها واتساقها المنطقي

كيف يفهم الأسئلة؟

حين يُطرح عليه سؤال، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل اللغة المستخدمة وتحديد المقصود الحقيقي من خلف الكلمات

حيث يستخدم ما يُعرف بـ”نماذج اللغة الطبيعية” لفهم السياق، الأسلوب، وحتى النبرة أحيانًا اذا كان سؤال المستخدم مسموعل وليس مكتوبا ليقدم إجابة تبدو أقرب ما تكون إلى الرد البشري

هل هو حقًا يفهم ويفكر مثل البشر؟

الذكاء الاصطناعي لا يشعر ولا يفهم كما يفعل الإنسان. لكنه مبرمج ليحاكي الفهم، مستندًا إلى ملايين الأنماط اللغوية التي درسها. ما يبدو لنا كأنه “ذكاء” هو في الحقيقة نتيجة معالجة متقدمة جداً للغة والمعلومات

ظهرت المقالة الذكاء الاصطناعي: كيف يفكر؟ وهل يعرف كل شيء؟ أولاً على الحياة.