الرئيس تبون: الجزائر تلتزم بتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتدعو إلى تضامن شامل مع الأقطار الجريحة

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في كلمة وجّهها إلى القمة العربية، أن الجزائر ترحب بانعقاد هذه القمة التي تُعنى بأمورٍ لا تقل أهميةً عمّا يتصدر العمل العربي المشترك من أولويات سياسية ودبلوماسية وأمنية، مشدّدًا على أن أهداف البناء الاقتصادي والتنمية المستدامة ليست ترفًا أو أمرًا كماليًا، بل هي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمقتضيات الأمن القومي العربي، وبمسؤولية تثمين مقدّرات الشعوب العربية، بأجيالها الحالية والمستقبلية.

وقال رئيس الجمهورية إن الجزائر تجدّد التزامها بالمساهمة في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، داعيًا إلى أن يستند الحديث عن التنمية المستدامة في المنطقة إلى مبدأ التضامن مع الأقطار الجريحة من الأمة، وعلى رأسها فلسطين المحتلة، وكذا الدول العربية التي تعاني من ويلات الأزمات والنزاعات والحروب، معتبرا أن أمن وازدهار المنطقة العربية لن يتحقّق إلا بتعافي هذه الدول وزوال الظلم والغبن عنها، وعودتها إلى مسار الاستقرار والنماء.

وأشار الرئيس تبون إلى أن تحقيق التكامل الاقتصادي العربي يجب ألا يظلّ حلمًا مؤجّلًا تتوارثه الأجيال، مبرزًا أن التجارة البينية بين الدول العربية لا تتجاوز 8% من إجمالي تجارتها مع باقي دول العالم، وهو ما يعكس ضعفًا واضحًا في التعاون الاقتصادي. كما أوضح أن الاستثمارات البينية تعاني من تفاوت مجحف بين بلد وآخر.

وأكد رئيس الجمهورية أن الوصول إلى التكامل الاقتصادي المنشود يظلّ رهينًا بتوفير مقوماته الأساسية، وعلى رأسها التفعيل الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية، وتطوير شبكات النقل البيني، وإحداث الآليات البنكية والمصرفية والتأمينية، لما لها من دور حاسم في تعزيز الاستثمار والمبادلات التجارية بين الدول العربية.

وأضاف أن الجزائر تحرص على أن تكون طرفًا فاعلًا في مختلف المبادرات الاقتصادية الهادفة إلى تعزيز التعاون العربي، مذكّرًا بانضمامها إلى منطقة التجارة الحرة العربية منذ عام 2009، ومساهمتها في بناء مؤسسات التمويل والاستثمار العربية، فضلًا عن دعمها لمشاريع الربط البري والبحري والجوي، وحتى الطاقوي.

وفي سياق متصل، شدّد الرئيس تبون على ضرورة ألا تتخلف الدول العربية عن مواكبة التحولات التكنولوجية الكبرى، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة، الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، الروبوتية، والنانوتكنولوجيا، مؤكدًا أن العمل العربي المشترك يجب أن يمنح هذه المجالات الحيوية أهمية خاصة، بما يتطلب تضافر الجهود، وحشد القدرات، وضمان استغلال الإمكانيات المشتركة.

واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالتأكيد على أن الجزائر ستبقى مناصرة لكل الجهود التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، بما يضمن لها نصيبها من التنمية، ويمكنها من التموقع بجدارة في منظومة الاقتصاد العالمي، ويساهم في تحقيق تطلعات الشعوب العربية نحو مستقبل آمن ومزدهر.

ظهرت المقالة الرئيس تبون: الجزائر تلتزم بتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتدعو إلى تضامن شامل مع الأقطار الجريحة أولاً على الحياة.