الشيخ عياض بوعبدلي في ذاكرة وهران منارة علم وجهاد....محفل علمي يستحضر مسيرة رجل

الذاكرة: احتضنت قاعة المحاضرات بالجامع القطب عبد الحميد بن باديس بوهران أشغال ندوة تاريخية في طبعتها الثالثة خصصت لتخليد ذكرى المجاهد الشيخ عياض بوعبدلي، في مبادرة علمية وثقافية تحمل دلالات عميقة حول استحضار رموز الثورة التحريرية الوطنية وإبراز سيرتهم للأجيال الصاعدة. وقد نظم هذه الفعالية مخبر الدراسات المغاربية التاريخ، الذاكرة والتنسيق بين الدول الوطنية بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، ومديرية الشباب والرياضة، ومديرية المجاهدين وذوي الحقوق، إلى جانب جمعية أعلام ومعالم المقاومة الجزائرية، وذلك تحت رعاية سامية من معالي وزير المجاهدين. جسدت هذه الندوة مسيرة الشيخ عياض بوعبدلي التي تجمع بين العلم والجهاد، فقد كان شيخ زاوية ومرجعًا دينيًا بارزًا في محيطه الاجتماعي، وفي الوقت نفسه منخرطًا في العمل الثوري ضمن صفوف جيش التحرير الوطني. ومن خلال هذه المحطة التاريخية، تم تسليط الضوء على سيرة رجل جمع بين التربية الدينية، والإرشاد الروحي، والدعوة إلى الوحدة الوطنية، وبين نضال صادق من أجل تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي. وتحدث الأستاذ آيت حبوش حميد، أستاذ التاريخ بجامعة وهران 1، عن الأبعاد العلمية والفكرية في شخصية الشيخ بوعبدلي، مبرزًا كيف تحولت زاويته إلى منارة للتعليم الديني والتربية الأخلاقية، ومكان لتخرج أجيال من الشباب الذين ساهموا بدورهم في نشر الوعي الوطني والتمسك بالقيم الإسلامية. من جانبه، أكد مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، قداري لخضر، أن مثل هذه المبادرات تعيد الاعتبار لعلماء الجزائر ومجاهديها الذين ساهموا في الحفاظ على الهوية الوطنية والإسلامية في أصعب الظروف. وأوضح أن الشيخ عياض بوعبدلي لم يكن مجرد شيخ زاوية بل كان مدرسة قائمة بذاتها، استطاع أن يجمع بين مكانته العلمية واحترامه الاجتماعي وبين التزامه الصادق بالثورة التحريرية. كما جاء في حديث الشيخ أبو عبد الله غلام الله لتسجل شهادة تاريخية مهمة، إذ ذكر أنه التقى بالشيخ عياض بوعبدلي في تونس خلال فترة الثورة، حيث كان المرحوم يقوم بدعوة صريحة للجهاد والتحاق الشباب الجزائري بصفوف جيش التحرير الوطني. هذا اللقاء يعكس الأثر الكبير الذي تركه الشيخ بوعبدلي خارج حدود الجزائر، حيث كان صوته يصل إلى المهاجرين والمناضلين ويمنح دفعة قوية للوعي الثوري وفي سياق ذاته صرح هشام بوعبدلي، نجل المرحوم، أن والده لم يكن مجرد عالم دين أو مناضل سياسي، بل كان صاحب محفل كبير للعلم والدين، مكان احتضن طلبة العلم والباحثين. وأوضح أن والده كان يجمع بين الصرامة العلمية والرحمة الإنسانية، وكان قدوة في السلوك والأخلاق، وهو ما جعل ذكراه باقية في نفوس من عايشوه ومن سمعوا عن سيرته وفي ختام الأشغال، خرجت الندوة بتوصيات هامة تمحورت حول توسيع مجالات البحث العلمي والتركيز على دور الزوايا في الحفاظ على الهوية الوطنية والدينية، وفتح مكتبة الزاوية البوعبدلية أمام الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة، إلى جانب إنجاز أفلام وثائقية حول مسيرة المجاهد الشيخ عياض بوعبدلي، وجمع الوثائق والشهادات الحية المخلدة للثورة والثوار. كما دُعي إلى تسمية بعض المؤسسات الوطنية باسم العلامة الشيخ عياض بوعبدلي، تخليدًا لإسهاماته الجليلة في مسيرة الوطن العلمية والجهادية.

أكتوبر 4, 2025 - 17:50
 0
الشيخ عياض بوعبدلي في ذاكرة وهران منارة علم وجهاد....محفل علمي يستحضر مسيرة رجل
الذاكرة:
احتضنت قاعة المحاضرات بالجامع القطب عبد الحميد بن باديس بوهران أشغال ندوة تاريخية في طبعتها الثالثة خصصت لتخليد ذكرى المجاهد الشيخ عياض بوعبدلي، في مبادرة علمية وثقافية تحمل دلالات عميقة حول استحضار رموز الثورة التحريرية الوطنية وإبراز سيرتهم للأجيال الصاعدة. وقد نظم هذه الفعالية مخبر الدراسات المغاربية التاريخ، الذاكرة والتنسيق بين الدول الوطنية بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، ومديرية الشباب والرياضة، ومديرية المجاهدين وذوي الحقوق، إلى جانب جمعية أعلام ومعالم المقاومة الجزائرية، وذلك تحت رعاية سامية من معالي وزير المجاهدين. جسدت هذه الندوة مسيرة الشيخ عياض بوعبدلي التي تجمع بين العلم والجهاد، فقد كان شيخ زاوية ومرجعًا دينيًا بارزًا في محيطه الاجتماعي، وفي الوقت نفسه منخرطًا في العمل الثوري ضمن صفوف جيش التحرير الوطني. ومن خلال هذه المحطة التاريخية، تم تسليط الضوء على سيرة رجل جمع بين التربية الدينية، والإرشاد الروحي، والدعوة إلى الوحدة الوطنية، وبين نضال صادق من أجل تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي. وتحدث الأستاذ آيت حبوش حميد، أستاذ التاريخ بجامعة وهران 1، عن الأبعاد العلمية والفكرية في شخصية الشيخ بوعبدلي، مبرزًا كيف تحولت زاويته إلى منارة للتعليم الديني والتربية الأخلاقية، ومكان لتخرج أجيال من الشباب الذين ساهموا بدورهم في نشر الوعي الوطني والتمسك بالقيم الإسلامية. من جانبه، أكد مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، قداري لخضر، أن مثل هذه المبادرات تعيد الاعتبار لعلماء الجزائر ومجاهديها الذين ساهموا في الحفاظ على الهوية الوطنية والإسلامية في أصعب الظروف. وأوضح أن الشيخ عياض بوعبدلي لم يكن مجرد شيخ زاوية بل كان مدرسة قائمة بذاتها، استطاع أن يجمع بين مكانته العلمية واحترامه الاجتماعي وبين التزامه الصادق بالثورة التحريرية. كما جاء في حديث الشيخ أبو عبد الله غلام الله لتسجل شهادة تاريخية مهمة، إذ ذكر أنه التقى بالشيخ عياض بوعبدلي في تونس خلال فترة الثورة، حيث كان المرحوم يقوم بدعوة صريحة للجهاد والتحاق الشباب الجزائري بصفوف جيش التحرير الوطني. هذا اللقاء يعكس الأثر الكبير الذي تركه الشيخ بوعبدلي خارج حدود الجزائر، حيث كان صوته يصل إلى المهاجرين والمناضلين ويمنح دفعة قوية للوعي الثوري وفي سياق ذاته صرح هشام بوعبدلي، نجل المرحوم، أن والده لم يكن مجرد عالم دين أو مناضل سياسي، بل كان صاحب محفل كبير للعلم والدين، مكان احتضن طلبة العلم والباحثين. وأوضح أن والده كان يجمع بين الصرامة العلمية والرحمة الإنسانية، وكان قدوة في السلوك والأخلاق، وهو ما جعل ذكراه باقية في نفوس من عايشوه ومن سمعوا عن سيرته وفي ختام الأشغال، خرجت الندوة بتوصيات هامة تمحورت حول توسيع مجالات البحث العلمي والتركيز على دور الزوايا في الحفاظ على الهوية الوطنية والدينية، وفتح مكتبة الزاوية البوعبدلية أمام الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة، إلى جانب إنجاز أفلام وثائقية حول مسيرة المجاهد الشيخ عياض بوعبدلي، وجمع الوثائق والشهادات الحية المخلدة للثورة والثوار. كما دُعي إلى تسمية بعض المؤسسات الوطنية باسم العلامة الشيخ عياض بوعبدلي، تخليدًا لإسهاماته الجليلة في مسيرة الوطن العلمية والجهادية.
الشيخ عياض بوعبدلي في ذاكرة وهران منارة علم وجهاد....محفل علمي يستحضر مسيرة رجل