الصين.. هناك بدأت قصة الطيارين الجزائريين
وهيبة. ساسترجع مجاهدون جزائريون شاركوا في ثورة التحرير الوطني، ذكريات تعود لخمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث فتحت لهم حينها، مدارس الطيران بالصين، لتعلم قيادة المقاتلات وصيانة آلات الطيران، وكسب خبرة في الحرب ضد الاستعمار الفرنسي، ففي إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر وجمهورية الصين الشعبية، احتضن، الأربعاء الفارط، المتحف الوطني للمجاهد ندوة بعنوان: “الصين– […] The post الصين.. هناك بدأت قصة الطيارين الجزائريين appeared first on الشروق أونلاين.


وهيبة. ساسترجع مجاهدون جزائريون شاركوا في ثورة التحرير الوطني، ذكريات تعود لخمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث فتحت لهم حينها، مدارس الطيران بالصين، لتعلم قيادة المقاتلات وصيانة آلات الطيران، وكسب خبرة في الحرب ضد الاستعمار الفرنسي، ففي إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر وجمهورية الصين الشعبية، احتضن، الأربعاء الفارط، المتحف الوطني للمجاهد ندوة بعنوان: “الصين– الجزائر: تكريس التاريخ الثوري وتعزيز المستقبل المشرق المشترك”، من تنظيم مشترك بين سفارة الصين بالجزائر والمتحف الوطني للمجاهد.
وقال المجاهد الوناس بوداود، في تصريح لـ “الشروق”، “إن الصين نموذج للتطور المستمر، ولي الشرف لكوني من أوائل الطيارين في جيش التحرير الوطني، بعد أن تلقيت تدريبات قيمة قبل الاستقلال في بلد مثل هذا العملاق الذي حينما زرته مؤخرا اعتقدت أنه عالم آخر “.
وأكد المجاهد بوداود، وهو شقيق المجاهد الراحل أرزقي بودادود المدعو سي منصور، أن التكوينات التي تلقتها دفعة الطلبة الجزائريين في الطيران خلال الثورة، كان جيدة وساهمت بعد الاستقلال في فتح قواعد ومدارس الطيران في الجزائر، قائلا: “إن التكوين كان مهما سواء من حيث تقنيات الأداء، أم الخبرة والمعرفة”، وقال محدثنا إن الصين والجزائر يربطهما تاريخ مشترك، وأن التطور الحاصل في هذا البلد ستستفيد منه الجزائر، خاصة أن العلاقة القوية هي فرصة بحسبه، لتبادل الخبرات والفرص والتكوينات التي يراها ضرورية كاستمرارية لمواكبة المستجدات.
وأوضح المجاهد بوداود، في سياق ذلك، أن ما يفوق 10 جزائريين تلقوا تدريبات في الطيران خلال ثورة التحرير الوطني، كانوا اللبنة الأساسية في إرساء قواعد الطيران الحربي في الجزائر، إبان الاستقلال، قائلا: “بينما كان الشعب الجزائري منشغلا باحتفالات الاستقلال، كنا منهمكين في تكوين طيارين حربيين شباب لضمان جيش وطني قوي في جزائر مستقلة.
ويفتخر المجاهد الوناس بوداود، بتلك التكوينات التي تلقها في الصين ما بين 1959 و1960، في الطيران الحربي، بعد أن تلقى تكوينا أوليا في سوريا سنة 1957، وهو ما جعله مسؤولا بعد الاستقلال، إذ ينصح الشباب الجزائري اليوم بأن يكون قويا ولا يضيع المكاسب التي حارب من أجلها أجداده.
وفي السياق، قال المجاهد حميد بن داود، البالغ من العمر 86 سنة، إن التكوين الذي تلقاه في الطيران خلال 1959 و1960 بالصين، كان تحديا حقيقيا، وهو من مواثيق ثورة التحرير الوطني، ومن قرارات مؤتمر الصومام كسعي إلى وضع إستراتيجية شاملة وكاملة تهدف إلى تطوير أساليب الكفاح، وخلق جيش قوي يتماشى مع متطلبات الحرب، موضحا أن التخطيط لذلك كان بنظرة مستقبلية تحمل الكثير من الأمل في الاستقلال.
وأكد أن انضمام الطلبة للثورة أعطى دعما قويا وسهل مهمة تلقي تكوينات فيما يخدم جيش التحرير الوطني، إذ كان من الشجاعة والإرادة خروج دفعات الطلبة من أجل التكوين في الخارج، ودعا الشباب الجزائري، إلى التسلح بالعلم والاهتمام بالتكوينات المستمرة بهدف تحدي التطورات السريعة الحاصلة في بلدان متقدمة مثل الصين، والتي تعتبر نموذجا للتقدم والازدهار، وقال إن الثورة اليوم هي ثورة تكنولوجيا، وعلم، وإن الجزائر تنتظر من أبنائها أن يحملوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على ما ضحى من اجله غيرهم، وأن يجعلوا من أفكارهم قوة إيجابية للنهوض ببلدهم وجعلها في مصاف الدول المتقدمة.
للإشارة، فإن ندوة “الصين – الجزائر تكريس التاريخ الثوري وتعزيز المستقبل المشرق المشترك” حضرها وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة والسفير دونغ قوانغلي وبعض المجاهدين، بحيث تم تبادل النقاش حول مسيرة الصين والجزائر النضالية من أجل الاستقلال والقواسم المشتركة الروحية، وكيفية التعاون في ظل التحولات العالمية للحفاظ على السلام والاستقرار، وكما شهدت هذه الفعالية معرضا لصور يوثق تاريخ الصداقة الصينية الجزائرية.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الصين.. هناك بدأت قصة الطيارين الجزائريين appeared first on الشروق أونلاين.