الجيوش أوطان‪!‬

في خطوة صادمة أثارت عواصف من الجدل، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوماً يقضي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب. ولئن كان ترامب بطبيعته رجل نزق الهوى ومتقلب المزاج، فإن ما أقدم عليه لا يُقرأ باعتباره نزوة عابرة، بل كإشارة صريحة إلى صدام عالمي يلوح في الأفق، حتى وإن تأخّر موعد انفجاره‪.‬‬ وحين نستعيد …

سبتمبر 6, 2025 - 22:07
 0
الجيوش أوطان‪!‬

في خطوة صادمة أثارت عواصف من الجدل، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوماً يقضي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب. ولئن كان ترامب بطبيعته رجل نزق الهوى ومتقلب المزاج، فإن ما أقدم عليه لا يُقرأ باعتباره نزوة عابرة، بل كإشارة صريحة إلى صدام عالمي يلوح في الأفق، حتى وإن تأخّر موعد انفجاره‪.‬‬
وحين نستعيد كلمات العرّاب الأمريكي هنري كيسنجر، يوم قال: «طبول الحرب العالمية الثالثة تُقرع، والأصم وحده من لا يسمعها»، ندرك أن ما نطق به لم يكن مجرّد زلة لسان، بل قراءة استشرافية لرجل خبر دهاليز السياسة ومكر الإمبراطوريات. فقرار تغيير الاسم إذن ليس من بنات أفكار رئيس يصفه خصومه بالجنون، بل هو قرار دولة عميقة تعرف أن المستقبل صراع مفتوح، وأن العالم ماضٍ إلى لعبة غاب لا مكان فيها للضعفاء‪.‬‬
الثابت في عالم يضج بالتغيّرات أن الجيوش تبقى صمام الأمان، والرهان الأخير للأوطان. وكل محاولة للالتفاف على هذه الحقيقة ليست سوى انتحار بطيء. فحين تشتعل النيران، لا تحمي الأوطان بيانات ولا خطابات، وإنما جيوش راسخة، هي السور الأخير، وهي الحصن والملاذ.