بالرغم من حبي لها.. أختي تعاملني كعدوة لها
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي قراء الموقع، لا يختلف اثنان أن العائلة هي الملاذ وراحة بال كل إنسان، لكن هذا الشعور لا أعرفه وسط عائلتي، والسبب أختي. أجل سيدتي هي اكبر مني، التي تقاطعني لأسباب تافهة، وأنا التي اعتبرتها من صغري قدوتي في الحياة، لدرجة أني كنت أقلدها في أفعالها وتصرفاتها، وهذا كان […] The post بالرغم من حبي لها.. أختي تعاملني كعدوة لها appeared first on النهار أونلاين.


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي قراء الموقع، لا يختلف اثنان أن العائلة هي الملاذ وراحة بال كل إنسان، لكن هذا الشعور لا أعرفه وسط عائلتي، والسبب أختي.
أجل سيدتي هي اكبر مني، التي تقاطعني لأسباب تافهة، وأنا التي اعتبرتها من صغري قدوتي في الحياة، لدرجة أني كنت أقلدها في أفعالها وتصرفاتها، وهذا كان يغضبها، لا تتوانى عن نعتني “بالغبية”، بالرغم من أني أحبها وأحب البقاء معها، حتى في الدراسة كنت أطلب مساعدتها لكنها ترفض.
مرّت السنوات وصرت أحمل لها شيئا في قلبي مع كثرة المواقف التي تعرضت لها وتغضبني فيها، وكنت أخبرها بذلك ولكنها كانت لا تبالي، وأصبحت أحاول أن أعتمد بعد الله على نفسي، ورغم أنها أكبر مني إلا أنها تعتمد علي في كثير من أمور المنزل.
مؤخرا حدث بيننا شجار ولم نعد نتحدث أبدا، وأشعر أنني حتى وإن بادرت بالصلح فسوف تعود لتلك المعاملة، وأنا لا أرغب في ذلك أبدًا لأني أشعر الآن أنني أفضل، لكن ضميري لا يهدأ فدلوني على الصواب من فضلكم؟
سناء من الشرق
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله أخيتي، لقد قرأت رسالتك باهتمام شديد، واستخلصت أن المشكل الذي وصلتما إليه سببه رواسب نفسية قديمة، وتأزم الوضع سببه لا مبالاة أختك بالروابط العائلية وقيمها الجميلة، لكن الأمر الملحوظ والملفت للانتباه في رسالتك هو غياب دور الأهل في المشكلة…؟؟ لكن لابأس، في البداية دعيني أتوقف عند أهم الكلمات التي شدتني في الرسالة مثل: “هي أكبر مني سنًا”.. “دوما ما تنعتني بالغبية”.. “أصبحت أحمل لها شيئًا في قلبي”..
عزيزتي: أولا كونها أكبر منك سنًا يوجب عليك احترامها، فربما كانت تصدر منك كلمات غير لائقة لم تكون تنتبهي لها، لهذا فلابد أن تراجعي نفسك في هذه النقطة، من جهة ثانية كونها الأكبر فهذا لا يعني أن تتطاول عليك بكلمات مؤلمة.
حبك الأخت فطرة إنسانية، فقد خلقكما الله من أم وأب واحد، وتكونتما في رحم واحد، وهو واجب شرعي بين أي مسلمتين فما بلكما وأنتما شقيقتين.
فلا يصح ولا يعقل أن يحمل قلبك ضغينة على أختك، فما حدث وما يحدث لا يزيد عن كونه مجرد سوء فهم، ومشاعر غاضبة سرعان ما تهدأ، ولا يجب أن يتضخم الأمر لدرجة أن تتعاملا كغريبتين، بل يجب أن تعود المياه إلى مجاريها، ويعود الوئام بينكما.
ولأنك أنت التي بادرت بالخير، وترغبين في الحل، فما عليك فعله أولا هو اللجوء إلى الله قبل كل شيء وارفعي أكف التضرع إليه واسأليه أن يهدي قلبك للصلح، وأن يلين لك قلب أختك، وأن يصرف عنكما كيد الشيطان، وأن يزرع بينكما الحب.
حاولي أن تطوي صفحة الماضي بكل مساوئه وجروحه، وابدئي صفحة جديدة ملؤها الحب الإحسان، عملا بقوله تعالي: “ادْفَع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً كَاَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” وثقي أنها لو رأت منك الحب والتقدير لردته عليك مودة وعطفا.
كوني أنت المبادرة بمد يد الصلح، رغبة في الأجر، ولكونك أنت الأصغر سنًا، لقول رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”
استعيني بأحد أفراد العائلة إن تأزم الوضع ولم تصف النفوس، خاصة الأم، وهذي هي الحلقة المفقودة في الرسالة والتي كنت تمنيت لو تحدثتي عنها، وتأكدي أن الصفاء سيعود، وأن الأرواح لابد أن تتآلف يوما ما، ولا تنسي أن كل ما ستبادرين به لوجه الله أولا ولتلطيف الجو الأسري لنرد جميل والدينا ونجعلهم مرتاحين علينا.
The post بالرغم من حبي لها.. أختي تعاملني كعدوة لها appeared first on النهار أونلاين.