حادث واد الحراش..عندما يتحوّل رهاب الحافلات المهترئة إلى يقظة
عبّر الكثير من الجزائريين، عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن مخاوفهم المستقبلية من ركوب الحافلات المهترئة، فيما أصيب بعضهم، وخاصة الذين حضروا مشهد حافلة مساء الجمعة، في واد الحراش، بـ”فوبيا” الحافلات، رغم أنها حالة نفسية غير شائعة في المجتمع الجزائري. وقال بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي، بأنهم عايشوا تجارب سابقة صادمة لحوادث مرور تسبّبت فيها حافلات […] The post حادث واد الحراش..عندما يتحوّل رهاب الحافلات المهترئة إلى يقظة appeared first on الشروق أونلاين.


عبّر الكثير من الجزائريين، عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن مخاوفهم المستقبلية من ركوب الحافلات المهترئة، فيما أصيب بعضهم، وخاصة الذين حضروا مشهد حافلة مساء الجمعة، في واد الحراش، بـ”فوبيا” الحافلات، رغم أنها حالة نفسية غير شائعة في المجتمع الجزائري.
وقال بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي، بأنهم عايشوا تجارب سابقة صادمة لحوادث مرور تسبّبت فيها حافلات مهترئة، فقروا أن لا يركبوا حافلات إلا مضطرين إلى ذلك، لأن الخوف ارتبط بركوب مثل هذه الوسائل الخاصة بالنقل.
وكتب آخر أن الحافلات القديمة غالبا ما ترتبط في أذهان الناس بعدم الأمان واحتمالية حدوث أعطال مفاجئة أو حوادث، إلى درجة أنهم يتجنّبون ركوبها، بل في حال ركبوها، يتغلب عليهم الخوف إلى درجة “الفوبيا”.
ويرى بعض رواد “الفايس بوك”، أن المنظر العام للحافلة في حالة تهالكها، والمقاعد المكسورة والمتسخة، مع اختلاط الأصوات العالية، تشعرهم بالخوف والاشمئزاز، وتزيد من نبضات قلوبهم.
وحسب أحد المعلقين على فيديو حادث واد الحراش، فإنه كان قد أصيب في حادث انحراف حافلة مهترئة، فصار كلما يركب هذه المركبة، أو يقترب منها تتسارع ضربات قلبه ويتعرق ويرتجف ويشعر بالدوخة، إلى درجة أنه أصبح يتجنّب محطات تجمع الحافلات، أو يرغب في الهروب عند رؤية حافلة مهترئة.
وفي سياق هذا الموضوع، قال الدكتور مسعود بن حليمة، مختص في علم النفس العيادي، إن التأثيرات النفسية لحادث المرور الذي تسبّب في غرق حافلة في واد الحراش ووفاة 18 شخصا، أي حوالي 90 بالمائة من عدد الركاب، قد تعيق قدرة بعض الجزائريين على التنقل بالحافلات، خاصة في المناطق التي تعتمد على النقل الجماعي، مما يؤثر على عمله أو دراسته أو حتى زياراته الاجتماعية، وقد تسبّب له نوعا من العزلة الاجتماعية أو التوتر المستمر.
ولكنه يرى في مقابل ذلك، أن الهبة التضامنية، وشجاعة بعض الأشخاص على السباحة في واد الحراش رغم احتوائه لمواد كيمائية وجراثيم، وروائح كريهة، قد يقلل من الآثار النفسية لدى من حضروا الحادثة، أو الذين يعانون مخاوف نفسية من حافلات مهترئة، إذ يؤكد أن تفادي ركوب هذه الوسائل يمكن أن لا يتجاوز أسبوعا واحدا.
وأكد أن الحادثة تعتبر بمثابة مأساة وطنية لأنها جمعت بين الغرق وحادث مرور، ووفاة 18 شخصا، فتولد، بحسبه، تأثير نفسي حاد جمع بين صورة واد الحراش أي رعب من الأودية، وصورة الحافلة المهترئة، وهو “فوبيا” من هذه الوسيلة للنقل.
وقال بن حليمة، إن “فوبيا” الحافلات المهترئة، موجودة أصلا عند بعض الجزائريين، لكن اتساع دائرة هذه “الفوبيا” بعد حادث واد الحراش، أو بمجرد تولد مخاوف عند شريحة واسعة من الجزائريين، يمكن أن يساهم في اليقظة ويجعل الحافلات والسائقين تحت مجهر الملاحظات والرقابة.
وكما يعتقد أن ما حدث سيساهم من خلال الخوف في جعل الركاب هم الأسياد وهم من يتحكمون في تعديل سلوكيات السائقين، ويضغطون للتخلي عن الحافلات المهترئة، موضحا أن الهبة التضامنية ووقوف السلطات المحلية والوزراء لمساندة الضحايا ومواساة الشعب الجزائري، يعتبر بمثابة علاج نفسي للتقليل من حدة المخاوف التي تصل عند بعض الأشخاص إلى “فوبيا” حقيقية.
خلايا جوارية للتكفل النفسي بعائلات الضحايا
أمرت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، الدكتورة صورية مولوجي، السبت، بتجنيد مصالح قطاع التضامن الوطني وفرق الخلايا الجوارية للتضامن، من أجل تقديم التكفل النفسي لعائلات الضحايا، وذلك تجسيدا لتوجيهات السلطات العليا لتعزيز التضامن والمؤازرة مع عائلات ضحايا الحادث المأساوي إثر انحراف الحافلة وسقوطها في وادي الحراش.
وبحسب بيان للوزارة، فقد رافق الأخصائيون النفسانيون والاجتماعيون وأطباء الخلايا الجوارية للتضامن أفراد هذه العائلات من خلال مواساتهم وتقديم الدعم والتكفل الطبي والنفسي لهم، ولأقارب الضحايا قصد التخفيف من وقع الصدمة، فضلا عن تقديم بعض المساعدات العينية والمستلزمات الضرورية.
كما أشار ذات المصدر إلى أن مصالح قطاع التضامن الوطني وفرق الخلايا الجوارية للتضامن، ستبقى مجندة طيلة الأيام المقبلة لمباشرة البرنامج الذي تم تسطيره للتكفل بآثار ما بعد الصدمة، لاسيما للأقارب من الدرجة الأولى وبالأخص الأمهات والأزواج والأبناء.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post حادث واد الحراش..عندما يتحوّل رهاب الحافلات المهترئة إلى يقظة appeared first on الشروق أونلاين.