“دم رحمة لن يضيع”.. الجالية الجزائرية بألمانيا تندد بجريمة يُشتبه في دافعها العنصري

أمين بن لزرق تعيش الجالية الجزائرية والعربية في ألمانيا، منذ نهاية الأسبوع الماضي، على وقع صدمة كبيرة عقب مقتل الشابة الجزائرية رحمة عياط (26 سنة)، التي وجدت مقتولة داخل العمارة التي كانت تقيم بها في مدينة هانوفر، حيث كانت تتابع تدريبها في مجال التمريض. الجريمة، التي وقعت صباح الجمعة الرابع من جويلية، صُنفت في البداية …

يوليو 11, 2025 - 16:11
 0
“دم رحمة لن يضيع”.. الجالية الجزائرية بألمانيا تندد بجريمة يُشتبه في دافعها العنصري

أمين بن لزرق


تعيش الجالية الجزائرية والعربية في ألمانيا، منذ نهاية الأسبوع الماضي، على وقع صدمة كبيرة عقب مقتل الشابة الجزائرية رحمة عياط (26 سنة)، التي وجدت مقتولة داخل العمارة التي كانت تقيم بها في مدينة هانوفر، حيث كانت تتابع تدريبها في مجال التمريض.

الجريمة، التي وقعت صباح الجمعة الرابع من جويلية، صُنفت في البداية ضمن جرائم القتل العادية، بعد توقيف رجل ألماني يبلغ من العمر 31 عامًا، يقيم في نفس المبنى، كمشتبه رئيسي. غير أن التصريحات المتداولة، إلى جانب ما وصفه ناشطون بـ”البرود الرسمي” في كشف التفاصيل، دفعت الكثيرين إلى الاشتباه في وجود خلفية عنصرية وراء هذه الجريمة.

رحمة، المنحدرة من مدينة وهران، كانت تعيش وحيدة في ألمانيا، وتُعرف بسمعتها الطيبة، ومواظبتها في دراستها، دون أي سوابق في الاحتكاك أو الصراعات. هذا ما أكد عليه سكان الحي وزملاؤها، معتبرين أن الجريمة كانت نتيجة ترصد واضح، قد لا يكون بريئا من النزعة العنصرية.

في هذا السياق، قال علال الشريف، عضو الجمعية الألمانية الجزائرية للثقافة والتعليم في هانوفر، إن الجريمة خلفت “ألما جماعيا” لدى الجالية الجزائرية، التي سارعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية سلمية مساء الثلاثاء أمام مسرح الجريمة، مطالبة بكشف الحقيقة كاملة، وتقديم الجاني للعدالة دون تهاون.

وأوضح الشريف أن المشاركين في الوقفة “نددوا بهذا الفعل الإجرامي الذي لا يمت للإنسانية بصلة”، مؤكدا أن الضحية “تم اغتيالها بدم بارد من طرف شخص يحمل أفكارا عنصرية، لا يجب أن يفلت من العقاب”، مضيفا أن “هذا مطلب كل الجزائريين بدون استثناء”.

السلطات الجزائرية من جهتها، عبّرت عبر القنصلية العامة بهانوفر عن تكفلها الكامل بإجراءات نقل جثمان الضحية إلى الجزائر، حيث ينتظر أن توارى الثرى في وهران. كما دعا نشطاء على مواقع التواصل إلى تدخل رسمي من الخارجية الجزائرية ومتابعة الملف دبلوماسيا لضمان الشفافية.

وتبقى الجريمة مفتوحة على عدة احتمالات، لكن الغموض الذي يلف دوافع القتل يبقي شبهة العنصرية قائمة، في انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، وتحقيق العدالة لرحمة التي غادرت وطنها حاملة الحلم، فعادت إليه جثة صامتة.