شهداء تافسور دائرة ششار

أ د. عمار طالبي/ قمت برحلة إلى منطقة الأوراس ولاية خنشلة يوم 03 ربيع الأول 1447هـ/ 27 أوت 2025م، ومررت أنا والشيخ زروقي الجموعي على مقبرة الشهداء، وتسمى قرية الشهداء، تضم 500 شهيد منهم من كتب اسمه على الشاهد ومنهم من لا يعرف اسمه فلم يكتب. ثم انتقلنا إلى تافسور التي وقعت فيها معركة كبرى …

سبتمبر 17, 2025 - 16:13
 0
شهداء تافسور  دائرة ششار

أ د. عمار طالبي/

قمت برحلة إلى منطقة الأوراس ولاية خنشلة يوم 03 ربيع الأول 1447هـ/ 27 أوت 2025م، ومررت أنا والشيخ زروقي الجموعي على مقبرة الشهداء، وتسمى قرية الشهداء، تضم 500 شهيد منهم من كتب اسمه على الشاهد ومنهم من لا يعرف اسمه فلم يكتب.
ثم انتقلنا إلى تافسور التي وقعت فيها معركة كبرى بقيادة الشهيد عباس الغرور رحمه الله بتاريخ 1955/07/27 أي بعد تسعة أشهر من بداية انطلاق الثورة، نصب المجاهدون كمينا محكما في منعرج جبال ملتوية، وكانت هناك قافلة عسكرية لنقل الجنود، وضباطهم، فضرب المجاهدون أول القافلة وآخرها، فسقط عدد كبير من هؤلاء الجنود بين قتلى وجرحى، فاضطرت مروحيات النجدة لنقلهم.
واستشهد في هذه المعركة سبعة شهداء وهم:
1. حسين برحايل.
2. محمد بن رشيد بن المكي كربادو.
3. براهمي صالح بن محمد.
4. محمد الشريف زواوي.
5. محمد الوهراني.
6. مسعى عبد الله.
7. بن هنشير.
نُصب لهؤلاء الشهداء معلم، وكتبت أسماؤهم على لوحة من الرخام، إلا أن بعض الأسماء بدأت في الطمس، فيا ليت بلدية ششار تعيد كتابة هذه الأسماء بوضوح.
وفي هذه القرية التقينا بالسيد محمود يكافح الجفاف في بستانه المتواضع يسقي أشجاره، ويقطف ثمارها، وأمدّنا بكمية من التّين الجيد، بارك الله فيه، ولكن رأينا في هذه القرية الصغيرة مشروع بناء مسجد صغير معطل يحتاج إلى تبرعات لإكماله، ولعل وزارة الشؤون الدينية تهتم بهذا أو وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، فهي أرض سالت فيها دماء الشهداء الزكية، وبلغنا أن لهذا المشروع لجنة تعنى ببنائه بارك الله فيها.
إن هذه المعركة تستحق من المؤرخين تخليد ذكراها، والكتابة عنها، وعن شهدائها، وطريقة نصب الكمين من أساليب الثورة المسلحة.
وبالقرب من هذه القرية تافسور تقع بلدية جلال التي ولدت بها وقد استقلت شهرا كاملا سنة 1955 وعلق بها علم الجزائر وخطب في المسجد الجامع العتيق عباس الغرور، ثم جاءت قوة عسكرية وقامت باقتحام القرية ونقلوا سكانها إلى محتشد.
وجرت معارك أخرى منها معركة قتل فيها أحد الضباط الكبار سموه بولحية ولما وصل إلى قرية خيران طلب من القسيس النصراني أن يمد له في عمره فمدّ له ما شاء ولكنه بعد ذلك قتل، ولم يعش إلا بعض الأيام.
وكان يتوعد ويهدد ولكنه قضى عليه في الولجة، وقمت بدروس في عدة مساجد، ششار، جلال، وبابار، صادف أن حضرت جنازة السيدة الحاجة زبيدة، من أهل جلال توفيت بخنشلة، ونقلت إلى جلال وهي امرأة شهيد، وتبلغ من العمر 94 سنة، وكانت تربي اليتامى، وتعمل الخيرات، وتكرم الضيوف طول عمرها، لا تتوقف، وقبل وفاتها أوصت أبناءها أن يرسلوا مرتبها إلى غزة المجاهدة، قلت وفي هذا درس بالغ للمسلمات المؤمنات العابدات القانتات، ودرس للمسلمين عامة، وللنظم السياسية على تخاذلهم، وصمتهم الرهيب، صمت أصحاب القبور، رحمك الله يا الحاجة زبيدة، وأعلى مقامك بين الشهداء والصالحين، آمين.