الفلكلور والنهاية المؤلمة!

يكشف التعديل الحكومي الأخير درسًا بالغ الدلالة، مختزله أن كثير من الوزراء الذين غادروا مواقعهم كانوا وجوهًا مألوفة للكاميرات والأضواء، يتصدرون المشاهد ويملأون الفضاء بالوعود والأرقام، لكن حسابات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لم تُبنَ على كثرة الظهور ولا على فخامة الخطابات، بل على معيار واحد هو الأداء الفعلي. الرئيس، الذي سجّل له التاريخ تحذيراته …

سبتمبر 17, 2025 - 20:12
 0
الفلكلور والنهاية المؤلمة!

يكشف التعديل الحكومي الأخير درسًا بالغ الدلالة، مختزله أن كثير من الوزراء الذين غادروا مواقعهم كانوا وجوهًا مألوفة للكاميرات والأضواء، يتصدرون المشاهد ويملأون الفضاء بالوعود والأرقام، لكن حسابات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لم تُبنَ على كثرة الظهور ولا على فخامة الخطابات، بل على معيار واحد هو الأداء الفعلي.

الرئيس، الذي سجّل له التاريخ تحذيراته المتكررة من «فلكلور» المناصب وبريق الكاميرات، شدّد منذ البداية على أن «حنة اليدين» والعمل الملموس هما الحكم النهائي على كل مسؤول، فالشعبوية والضجيج بلا نتائج لا تبني صورة، بل تهدمها وتجرّد صاحبها من المصداقية.

الرسالة اليوم واضحة لكل من يتولى مسؤولية عامة: الثقة تُستمد من الإنجاز لا من الاستعراض، ومن خدمة المواطن لا من صناعة المشهد الإعلامي ومن يتوهّم أنّ العدسات ترفع شأنه سيكتشف متأخرًا أنها قد تكون بوابة خروجه.

إنّ التغيير الحكومي الأخير ليس مجرد حركة إدارية، بل جرس إنذار بأنّ زمن الخطاب الفارغ قد ولّى، وأنّ معيار البقاء هو العطاء الفعلي، فهل وصلت الرسالة إلى كل من يراهن على الفلكلور بدل العمل؟