كم دولة في فرنسا؟!

‪ ‬‬
رغم محاولات التهدئة السياسية والإعلامية التي بذلتها الجزائر وفرنسا لتجاوز تداعيات التصعيد الإعلامي الذي غذّاه اليمين الفرنسي وبعض اللوبيات المهووسة بتوتير العلاقات بين البلدين، ورغم سعي أعلى مراكز القرار إلى إذابة الجليد ووقف التوتر، إلا أن ما يبدو جليًّا هو أن الرئاسة الفرنسية، ممثلة في إيمانويل ماكرون، فقدت سلطتها أمام الحكومة، وخاصة وزير داخليتها المتطرف، الذي كان ولا يزال السبب المباشر في كل الأزمات، على رأسها الصدام الدبلوماسي، الذي حدث منذ أشهر وبلغ حدّ سحب السفير الجزائري من باريس، وطرد بعض أعضاء البعثة الفرنسية.
في استفزاز جديد، لا يقل خطورة عمّا سبقه، دعا وزير الداخلية الفرنسي إلى عدم الاعتراف بجوازات السفر الجزائرية الصادرة عن القنصليات، وهو قرار أرعن وعدائي يُعدّ انتهاكًا صارخًا للسيادة الجزائرية، وخرقًا للقوانين الدولية، بل تجاوزًا حتى لصلاحيات الرئاسة الفرنسية.
وأمام هذا المشهد المتكرر، لا بد من طرح السؤال الواضح: هل فقد ماكرون سلطته فعلاً؟ ومن يتحكم بالقرار؟ بل كم دولة في فرنسا؟ هل هي دولة الرئيس أم دولة وزير داخليته؟
‪ ‬‬
ومجمل القول: فرنسا تحوّلت إلى مسرح عبثي، بفضل تهريج وزير داخليتها وصمت الرئاسة الفرنسية، حيث صناعة الأزمات ليس لها من تفسير، سوى التطرف والاستعداء ومواصلة تأجيج الصراعات.