من أعماق الريشة إلى سحر الإبرو… رياس البحر تُبدع بداية الحكاية

من أعماق الريشة إلى سحر الإبرو… رياس البحر تُبدع بداية الحكاية سامية قادرين : هو فنّ يُولد من الماء وخطّ ينساب من الروح حين يتلاقى عبق التراث بنفَس الإبداع، وتُغمر القلوب بولع الفن الأصيل، تولد مبادرات تنسج جسور الجمال بين الماضي والحاضر. في رحاب قصر حسين داي بالعاصمة، وتحت إشراف مؤسسة رياس البحر حفظ وتثمين […] The post من أعماق الريشة إلى سحر الإبرو… رياس البحر تُبدع بداية الحكاية appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 29, 2025 - 15:30
 0
من أعماق الريشة إلى سحر الإبرو… رياس البحر تُبدع بداية الحكاية

من أعماق الريشة إلى سحر الإبرو… رياس البحر تُبدع بداية الحكاية

سامية قادرين : هو فنّ يُولد من الماء وخطّ ينساب من الروح

حين يتلاقى عبق التراث بنفَس الإبداع، وتُغمر القلوب بولع الفن الأصيل، تولد مبادرات تنسج جسور الجمال بين الماضي والحاضر. في رحاب قصر حسين داي بالعاصمة، وتحت إشراف مؤسسة رياس البحر حفظ وتثمين التراث الثقافي وترقية الفنون، انطلقت رحلة فنية واعدة خطّت أول سطورها بأنامل جزائرية طموحة و تأطير تركي وكالة “تيكا”، واحتضنت فيها فضاءات القصر المنيف روائع فن الإبرو والخط العربي، في أول مشروع من نوعه يجمع بين هذا الفن التركي العريق ونبض الحرف العربي الأصيل.
سامية قادرين، الأمينة العامة لمؤسسة رياس البحر، و المحافظة السابقة للمهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة على مدار ثلاث(3) سنوات أثبتت فيها جدارة فريقها، عبّرت بروح مشجّعة عن اعتزازها بهذه التجربة المتمثلة في تنظيم ورشتي فني الإبرو والخط العربي بالتعاون مع وكالة “تيكا” التركية التي وصفتها بالمباركة والنبيلة، مؤكدة أن الفنانين والفنانات في حاجة ماسة لمثل هذا الاحتضان الثقافي الذي يعيد لهم الاعتبار، ويفتح أمامهم آفاقًا أرحب للتعبير والابتكار، خاصة في مجالات لا تزال نادرة الانتشار لكنها تنطوي على جمالٍ ساحر وتاريخٍ ثري. حضور الخطاط التركي إرهان باكتاش، بتجربته المتجذّرة وتتويجه على يد أستاذه الكبير الراحل حسين شلبي، أضفى على الورشة بُعدًا احترافيًا وإنسانيًا، خصوصًا وأنه يحلّ ضيفًا على الجزائر لأول مرة، ناقلًا خبرته إلى جيل متعطّش للمعرفة والرقي الفني، تماما مثل مواطنته اونر نواران المتخصصة في فن الإبرو، برصيد يناهز عشرين عاما.
الورشات، التي تُقام على مدى أسبوعين من 27 جويلية إلى 6 أوت، استقطبت ما يقارب مائة مشارك من مختلف المدارس العليا والمعاهد الفنية، موزعين بين محبي الخط العربي وعشاق الإبرو، في مشهد ثقافي يؤكد أن الجزائر ما تزال تنبض بالفن وتزخر بالطموحات. وسيكون مسك الختام معرضًا فنّيًا يوم 6 أوت، يحتفي بما أبدعته الأنامل خلال أيام الورشة، حيث ستُكرّم أفضل الأعمال وتُمنح شهادات تقدير لثلاثة فائزين في كل تخصص، في لحظة رمزية تحمل في طياتها الكثير من الامتنان والتحفيز. إنه أكثر من مجرد ورشة، هو موعد للروح مع الفن، واحتفال بالهوية من خلال الجمال، وخطوة أولى في مسار طويل من التعاون والتجدد، تأمل مؤسسة رياس البحر أن يكون بداية موفقة لمشاريع قادمة تعيد للفنان الجزائري مجده وتفتّح أمامه أبواب الريادة. فهنيئًا لكل يد خاضت غمار التجربة، ولكل عين آمنت بأن الفن رسالة، ولأن الريشة لا تعرف الحدود، ها هو الماء يكتب، والحرف ينبض حياة، والجزائر تحتضن من جديد بهاء اللون والكلمة.

خليل عدة

The post من أعماق الريشة إلى سحر الإبرو… رياس البحر تُبدع بداية الحكاية appeared first on الجزائر الجديدة.