نوادر وطرائف المشرفين والمناقشين؟؟
أ. د. أحمد محمود عيساوي يُعد إعلان وتحديد وضبط تاريخ يوم المناقشة من قبل مصالح الدراسات العليا يوم عيد وبهجة وسرور بالنسبة للطالب والأستاذ المشرف، كما يعتبر محطة ومنعطفا مصيرا ومفصليا وأحد الأيام التاريخية المتميزة في الحياة العلمية والأدبية والثقافية والنفسية والاجتماعية للطالب الباحث وللأستاذ المشرف أيضا.. كما تعتبر نقطة استراتيجية وعلامة فارقة في حياة …

أ. د. أحمد محمود عيساوي
يُعد إعلان وتحديد وضبط تاريخ يوم المناقشة من قبل مصالح الدراسات العليا يوم عيد وبهجة وسرور بالنسبة للطالب والأستاذ المشرف، كما يعتبر محطة ومنعطفا مصيرا ومفصليا وأحد الأيام التاريخية المتميزة في الحياة العلمية والأدبية والثقافية والنفسية والاجتماعية للطالب الباحث وللأستاذ المشرف أيضا.. كما تعتبر نقطة استراتيجية وعلامة فارقة في حياة ومسيرة ومصير وحاضر ومستقبل طالب العلم، فمنها سيعبر لامحالة نحو مرحلة أخرى ستغير بلا شك مسير حياته كلها، ولاسيما وأنها تأتي بعد مكابدة عمل شاق، مضى عليه سنوات من التجول في المكتبات والجامعات ومقابلة الأساتذة وحضور الملتقيات واقتناء واستعارة الكتب والأبحاث والدراسات ونحوها.. وخاتمة سعيدة لما انقضى من ليالي حافلة بالقراءة والجد والمطالعة والبحث والتحليل والتدوين والاصطفاء والكتابة.. وما يتبعها من خطوات تخصصية ومهنية وموهبية حتى إنجاز الرسالة وتقديمها للمشرف، الذي يُفترض فيه قراءتها حرفا حرفا وكلمة كلمة أمانة لقوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).. ولأنها مع كل ذلك تحمل اسمه ولقبه ونعته وسمعته وماضيه وحاضره ومستقبله وتاريخه العلمي الذي يجب أن يغار ويحافظ عليه بكل ما أُوتي من دين وخلق وقيم وضوابط وتقاليد خالدة ورثها من الذين كانوا سببا في ولوجه فضاء وحرم الجامعة الحافل الطاهر.. ومن ثمة تأتي مرحلة وضعها لدى الإدارة المتخصصة التي ستحيلها للمجلس العلمي الذي سينتقي بدقة –حسب الأصول- أعضاء اللجنة العلمية لمناقشة الرسالة وعادة ما يكونون من أهل بؤرة الاختصاص وحقل الاهتمام، وتُعطى للجنة مدة معينة لقراءة الرسالة تقدر هذه المدة من شهر إلى ثلاثة أشهر بهدف إعداد تقرير علمي ومنهجي شامل ودقيق عن مدى صلاحية تلك الرسالة للمناقشة، ليحدد لها موعدها للعرض والكشف العلني، الذي ستنكشف فيه الأمور على حقيقتها، ويتبين وقتها وبجلاء من قرأ الرسالة كما يجب أن تُقرأ، ومن لم يقرأها البتة كم هو ساري به معظم العمل في سوق الإشرافات والمناقشات، أو من قرأ حواشيها ومقدمتها وخاتمتها وفهارسها.. كما يفعل الغالبية العظمى من المشرفين والمناقشين للأسف الشديد الذين ملوا وسئموا من ضخامة وتكدس عشرات الرسائل في مكاتبهم، وما اعترضوا على تخصيصهم دون غيرهم العاطلين عن الإشراف والمناقشات من أمثالي الذين لم يُوضعوا في مناقشة رسالة في تخصصي منذ أكثر من خمسة عشر عاما.. بل للأسف الشديد ثمة الكثير ممن يرغب في كسب مال إضافي يدره عليه قعوده وكثرة حركته ودخوله وخروجه لتلقي المكالمات والرد عليها فوق ركح منصة المناقشة مدندنا بنفس السينفونية المعروفة والمشهورة عنه بين زبائن ومرتادي سوق الجامعيين البائس الحزين معرفيا وعلميا.. هذا بالنسبة لأطروحتي الماجستير والدكتوراة التقليديتين المقدستين..
ماستر ودكتوراه التلفيق والهراء:
أما الحديث عن مذكرات الماستر التلفيقية الخفيفة لتسوية حالة إدارية واستكمال نيل ورقة لاقيمة لها فهذه مأساة أخرى يزهد القلم في تناولها والكتابة فيها لتدني المستوى العلمي والأخلاقي والمنهجي والمعرفي فيها، بل لغيابه أصلا منها، بتواطؤ من الطالب والأستاذ المشرف الذي عادة ما يكون من ديناصورات القسم ومن المهيمين على سوق ومزاد الإشراف والمناقشات.. فهو إما مشرف ضمن شلته، أو مناقش أو رئيس ضمن جماعته ولوبيه الضاغط والمتحكم بزعمه في القسم..
أما دكتوراة النظام الجديد (الألمد- L.M.D) فالحديث عنها لا يكاد يختلف عن ماستر التلفيق والاستهزاء.. لأن الطالب لا يدخل المكتبة البتة ولا يعرف شكل ولا حجم ولا لون ولا مضامين الكتب ورفوفها وأرقامها فضلا عن محتوياتها، وكل ما يفعله هو السلخ والنسخ والقص من شبكة المعلوماتية.. ومن خلال أطروحتي دكتوراة ناقشتهما تبين لي من خلال أسئلتي المباشرة للطالبين أنهم لم يدخلا المكتبة الورقية البتة، ولك منجزاتهما كان من شبكة نسخ لصق.. ولذلك كانت تلك الأطروحتين باهتتين كبهوت وجه المشرف والطالب.
شهبندر المناقشين والمشرفين:
والمناقشون والمشرفون -حسب خبرتي وتجربتي الجامعية 1992-2025م – أصناف وأنواع ومدارس واتجاهات ومذاهب ومجموعات ولوبيات وعصابات ودوائر شتى وطرائق قددا.. يخضعون لنظام السوق المغلق، يديرهم شهبندر كبير تعينه مجموعة من المخاتير والحراس الساهرين على سير وتدفق سلع الإشراف والمناقشات.. وللأسف الشديد يغلب عليهم ضيق الأفق والمحسوبية والزبونية والشللية والجهوية والمنفعية.. إلاّ منفعية العلم والمنهج بفعل إقصاء المناقشين المتميزين المنكبين على قراءة الرسائل والأطروحات والمذكرات.. وتعمل آلية شهبندر التجار ومساعدوه على استبعاد المتخصصين الكفيئين، تحت حجة وراية (فلان يتعبنا ويكشفنا بقراءته).. وثمة فئة قليلة محترمة لمساطر العلم والمنهج والأخلاق والمهنية.. وهي الفئة المطاردة والمحاصرة والمستبعدة لعدم خضوعها لمعايير السوق وتدفق السلع.. وثمة مجموعات مغلقة للأسف الشديد تتبادل الأدوار فيما بينها فقط، فمن مشرف يكون على رسالة تارة، إلى أن يصير أو يصبح عضوا مناقشا في رسالة تاسعة أو عاشرة تارة أخرى في السنة نفسها، وهكذا تتوزع الأدوار غير العلمية والأخلاقية والقانونية في سوق دكاترة الإشراف وسماسرة المناقشات.. وقد أحصيت خلال الثلاثين سنة الماضية من تواجدي في الجامعة أصنافا ومجموعات عديدة مغلقة على تخصصات وأفراد بعينهم يتبادلون الأدوار فيما بينهم، أشبه بعصابات الأحياء الذين لا يقبلون عنصرا من غير حيهم كتخصصات العقيدة والحديث، والمشرفون والمناقشون أنواعا أيضا، فمنهم المكثرون جدا حد السخرية والتهكم من عدم القدرة والاستطاعة على الإمساك بزمام الأمور، ممن أشرف على ثلاثمائة رسالة ماجستير ودكتوراة، وناقش العدد نفسه للأسف الشديد، ومنهم من أصحاب الطوال ممن أشرف على مائتي أطروحة وناقش مثلها تقريبا.. ومنهم من أصحاب المئين إشرافا ومناقشة.. أما أصحاب القصار والصغار فهم المبتدئون المنتظرون دورهم في الاستغوال السوقي.. ومنهم المناقشون بشراهة لا متناهية، ومنهم من يتقاسم الأدوار مع شلته ضمن دائرتهم المغلقة.. ومع هذه الأصناف الساخرة ثمة المشرفون والمناقشون الجادون المحترمون وهم قليل في وحل هذا السوق الموبوء.. ومنهم ومنهم..
وأذكر أنن دُعيت لحضور مناقشة ثلاث أطروحات دكتوراة دولة وعلوم في كلية أصول الدين بجامعة الجزائر العاصمة 1، سنوات 2009-2012م، وكان الطالب يلجأ إلي ويترك مشرفه الذي لم يقرأ الأطروحة سوى لماما.. بينما لجنة المناقشة تسومه سوء العذاب بالكلام الفارغ حتى انتفضت فيهم وقلت لهم: ما ذكترتموه وما أعبتموه على الطالب غير موجود والطالب ذكره في مواضعه.. فبهت الجمع ولم ينبسوا ببنت شفة
وعلى ضوء هذه الخريطة الفسيفسائية المبكية المضحكة في عالم الإشراف والمناقشات فقد شهدت في حياتي العلمية التي لم تتجاوز إشرافا ومناقشة بين فئات الماجستير والدكتوراة الكلاسيك والماستر والدكتوراة جديد المائة أطروحة سنواتي الثلاث والثلاثين الجامعية (1992-2025م)، أي ما يعادل ثلاثة رسائل في العام إشرافا ومناقشة.. وهاهي الأصناف التالية من المشرفين والمناقشين:
أنواع المشرفين والمناقشين:
1 – مشرفون حظهم من الإشراف الاسم واللقب والدرجة والشهرة الجامعية فقط، وهذه الفئة يذهب إليها الطلبة الضعاف والوصوليين والمندسين والإداريين والموظفين ونحوهم.
2 – مشرفون حظهم من الإشراف سطوتهم الإدارية وهيمنتهم على سوق الإشراف والمناقشات، وهذه الفئة يقصدها عادة علية القوم من أصحاب المقامات والمكانات والمُوصى بهم من قبل الأعيان..
3 – مشرفون لا يقرأون البتة باعترافهم أنهم لم يقرأون ولم يكتبوا مقالا أو كلمة أو بحثا منذ ثلاثين سنة. ويتوجه إليهم الطلبة الذين ينتمون إليهم سياسيا أو حزبيا أو تنظيميا أو حركيا أو فكريا.. مع علمهم بضعفهم.
4 – مشرفون ومناقشون مفترون وسفلة ومحتالون، وغير متخصصين، سرعان ما ينقلبون على الطالب حالما احتدمت معركة الحقيقة بين الحق والباطل والزيف، ويتبرأون منه وفي لمح البصر يلصقون تهمة التقصير في الطالب..
5 – مشرفون ومناقشون مولعون بنوعية الهدايا الفاخرة من التحف والعطور، بل أعرف من الراحلين الأقدمين من المشرفين والمناقشين ممن مروا قبل عشرين سنة خلت أصناف منهم ممن يطلب المبالغ المالية المرتفعة لكتابة تقرير وتمرير مناقشة، بل منهم من يقبل دفع مستحقات عطلة في فندق فخم في تونس أو المغرب أو تركيا.. وقد وصل بهم الأمر إلى تعويق طالب ومنحه نقطة لا تؤهله للتسجيل في الدكتوراة.. وثمة أساتذة يدعون الوطنية وحب الجزائر وتاريخها العريق.. ونحوها فتحوا أقسام الدراسات العليا واستجلبوا إليها من يدفع أكثر .. وطبعا هذا كله كان قبل أكثر من عشرين سنة.. ولا أدري الصورة كيف تسير السنين الأخيرة لحرماني من الإشراف والمناقشات.. ولرغبة الطلاب عني بفعل دعايات الطلبة والأساتذة، ولامتناع واستنكاف الأساتذة من وضعي في لجان المناقشات منذ قرابة عشر سنين إلاّ فيما ندر.. بحجة أنني الوحيد الذي ما زلت أقرأ الرسائل والأطروحات من الجلدة إلى الجلدة..
6 – مشرفون مرروا رسائل مسروقة وعندي ثبت بها سأطبعها في كتابي (مخازي السرقات العلمية في الجامعة الجزائرية) بعد تقاعدي فيه السرقة والسارق والمسروقة منه بالسطر والصفحة..
7 – مشرفون قراء ومصححون ومكابدون شرفاء قليلون يحسبون على أصابع اليد الواحدة. ويقصدهم عادة المحترمون الجادون والمتميزون من الأساتذة والدعاة الصادقون، ولذا فإشرافاتهم ومناقشاتهم معدودة خلال سنين خدمتهم لا تتعدى العشرات (20 -30) رسالة ماجستير ودكتوراة و (30) مذكرة ماستر. وهو المتوسط الطبيعي.
وبعد هذا التعداد لأصناف المشرفين والمناقشين، والذين يجب أن يعلموا علم اليقين أن مصائر الطلاب بين أيديهم وسيسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون.. نود التعرض لكواليس وخفايا هذا الفضاء المليء بالظرف والطرافة والنكات والأمازيح.. والعامر بالنوادر والمضحكات، وهو ما سنقدمه حالا.
نوادر وأضحوكات المشرفين والمناقشين:
1 – كتب تقريرا لرسالة لم يقرأها وأحضر غيرها بالخطأ:
في إحدى المناقشات ومع بدإ المناقشة اكتشف من كثرة الرسائل المكدسة على مكتبه أنه لم يقرأ الرسالة البتة، ونظر إلى الرسالة التي يضعها الأستاذ الذي بجواره متسائلا عن عنوان الرسالة واسم الطالب والمشرف، مكتشفا أنه أحضر الرسالة الخطأ، فأُسقط في يديه وأُرتج على لسانه، فأجابه زميله ألم تكتب لها تقريرا تشهد بأنك قرأتها وقيمتها.. وتذلل لزميله أن يمنحه الرسالة ريثما يتم المناقشة حتى يقول كلمة باطل في مشهد ولجنة تعرف فيها وتنكر. والغريب في أمر هذا الصنف المحتال الأفاك أن المسكين لما جاءته الكلمة سرد بعضا من ملاحظات من سبقه، وطالب أن يقوم الطالب بالتصحيح والتعديل وإعادة إخراج الرسالة في شكلها الجيد غير الموجودة بين يديه، ولوما أن المشرف كان في أقصى المنصة ولم يشهد المهزلة بأم عينيه لأحرجه مطالبا بنسخة الرسالة المصححة والمعدلة كي يستعين بها الطالب في تعديله.. ومضت المناقشة وتداول المناقشون ومنحوا الطالب درجة مشرف جدا.. وهذا حال فئة من أساتذة الجامعة الجزائرية..
2 – كتب تقريرا بالهاتف:
كنت مرة ضمن فريق عمل في مكتب أحد السادة العمداء في إحدى الجامعات الجزائرية ننتظر اجتماع شمل المناقشين، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث، حتى رن هاتف العميد، وكان المتحدث زميلا من شلته في فضاء الإشراف والمناقشة طالبا منه أن يملي عليه الخانات الواجب ملؤها في استمارة تقرير المناقشة، وهو يجيب دون حرج ملتفتا إلينا بلمحات الاستغراب، وما أن انتهت المكالمة حتى ضج قائلا: هكذا انظروا كيف نتعرض للإحراج من قبل الزملاء.. فهززنا رؤوسنا وتمتمنا ببعض كلمات التعجب من سلوكات بعض الزملاء الذين يحرجون سيادته،، وسيادته هذا أحد ديناصورات الإشراف والمناقشات.. وهكذا صار تلاميذ هذا المشرف والمناقش أعدادا زائدة في كتلة الأجور والمنح والتربصات والسيولات المالية التي لا يقابلها بحث أو كتاب أو دراسة،، والأعداد منها كثير جدا في جامعتنا البائسة؟؟ وهذه موضوعات تحتاج لمقالات أيضا..
3 – وجد رسالة فارغة ومجرد حزمة أوراق بيضاء، وقصتها مهزلة مبكية، لأن الطالب تعب من الطباعة ليلا فتركها لابنه كي يستمر في طباعتها، فما كان من الابن إلاّ أن طبع ورقات في المقدمة وورقات في الخاتمة ووضع حزمة ورق بيضاء بينهما.. وجمعت غدا وجلدت وقدمت للمناقشين وكان هذا أحدهم فكتب تقرير مجاملة ولم يكتشف نفسه إلاّ يوم المناقشة أنه أمام مذكرة بيضاء..
4 – قرأ الرسالة قبل ساعة من المناقشة ولما جئنا نسلم عليه قال اتركوني، وكان كبيرا في نظرنا فسقط.
5 – يترك زملاءه يتكلمون ويتأخر لالتقاط الفتات كحال الممثل عادل إمام في فيلمه المحامي،، وماذا عساني أقول بعد أن قيل كل ما قيل.
6 – مناقش نسي إحضار الرسالة:
ومنهم من نسي يوم المناقشة أن يحضر رسالة الطالب، وكانت بنية اللون وأُسقط في يديه، وارتبك واضطرب فأشار عليه بعض الحضور في مكتب العميد أن ينظر خلف العميد فمكتبته عامرة بعشرات الرسائل وبكافة الألوان والأحجام وثمة العشرات منها بنيات اللون على كافة الأطياف البني الغامق والفاتح.. فاختار واحدة ولكن المضحك في الأمر أن حجمها وعدد صفحاتها أقل من الرسائل التي كنا نضعها على المنصة، وللأسف الشديد طلب منا تأخير اسمه للأخير لعله يلتقط منا بعض الملاحظات، ووقت أن جاء دوره صار حاله كحال الممثل (عادل إمام) في فيلمه لما اشتغل محاميا مكثرا من استخدام عبارة (وأضم صوتي لما سبق، وماذا أقول بعد الذي قيل..)..
7 – مشرفون تخلوا عن طلابهم يوم المناقشة وغابوا ولم يحضروا، بعد أن حضر أهلهم وذويهم في احتفال مشهود وحضور كبير للأهل والأجباب.. وبارك الله في إدارة الكلية يومها سنوات 2018-2022م.. عندما كانت تعالج المشكلة برجائنا وخبرتنا لسد الثغرة.. وكم كنت عضوا في مذكرات غاب مشرفوها وقمت بدور المشرف في ساعة من الزمن، وكم من رئيس لجنة غاب فنبت عنه صحبة بعض الأفاضل من الأساتذة.. والمذكرات محتفظ بها في مكتبتي بتبسة..
اتقوا الله:
إنها مأساتنا العلمية والمنهجية والأخلاقية والقيمية في الجامعة الجزائرية البائسة التي سقناها لكم في قوالب مزاح وسخرية، وهذا لا يمنع من وجود الرجال الشرفاء من أهل العلم والدين والخلق.. وأختم مقالي مذكرا إخواني المشرفين والمناقشين بآخر ما نزل من القرآن الكريم لأنهم محل النزول أنتم في قوله تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) (البقرة: 282).