“هربت من حكم الإعدام مرتين ورفاقي سموني الشهيد الحي”
لقّبه رفقاء الكفاح بالشهيد الذي لم يمت، بعد أن ظنوا أنه سيلقى حتفه كبقية الرفقاء الذين نفذ فيهم حكم الإعدام، حين ألقي عليهم القبض في ميدان المعركة، إلا أن الأمر جاء مخالفا لهذه الأحكام، التي سنّها الجيش الفرنسي ومحاكمه، مع المجاهد اسماعيل حسيني الذي التقت به الشروق اليومي وعصرت ذاكرته. المجاهد إسماعيل حسيني، التحق بالثورة […] The post “هربت من حكم الإعدام مرتين ورفاقي سموني الشهيد الحي” appeared first on الشروق أونلاين.


لقّبه رفقاء الكفاح بالشهيد الذي لم يمت، بعد أن ظنوا أنه سيلقى حتفه كبقية الرفقاء الذين نفذ فيهم حكم الإعدام، حين ألقي عليهم القبض في ميدان المعركة، إلا أن الأمر جاء مخالفا لهذه الأحكام، التي سنّها الجيش الفرنسي ومحاكمه، مع المجاهد اسماعيل حسيني الذي التقت به الشروق اليومي وعصرت ذاكرته.
المجاهد إسماعيل حسيني، التحق بالثورة التحريرية وعمره لم يتجاوز سبع عشرة سنة من عمره، فكان من الرعيل الأول من الذين أعلنوها حربا لا هوادة فيها، بحملهم مسؤولية تحرير الوطن من همجية الاستعمار، وأعلنوها ثورة مسلحة في وجه المحتل الفرنسي، بداية من غرة نوفمبر 1954 إلى أن أشرق فجر الاستقلال.
المجاهد إسماعيل حسيني الملقب بـ “بزويش” اللقب الثوري الذي حمله طيلة الثورة التحريرية، استرجع عديد الأحداث التي بقيت منقوشة بالذاكرة، منذ بداية اندلاع الثورة التحريرية يوم الفاتح نوفمبر من سنة 1954، ليلة إطلاق الشرارة الأولى لطرد المحتل.
يقول الشهيد الحي: كنت مع الشهيد عباس لغرور ورفقائه رحمة الله عليهم، وكنت آنذاك في سن سبع عشرة سنة من العمر، ولقبوني ببزويش وصفا لصغر سني، ليؤكد أن أباه كان عضوا في جمعية العلماء الجزائريين، ومرافقا للعلامة عبد الحميد بن باديس، ينادونه بالشيخ بلقاسم الشاوي، وكتب ومجلات جمعية العلماء تروي عنه الكثير، استشهد في ميدان المعركة، والأم هي الأخرى شهيدة قتلها عساكر فرنسا، كما استشهد على يد الاستعمار شقيقه الأكبر.
وراح يسرد بعض ما جرى له حين اعتبروه من الذين قضوا نحبهم، فلقب بالشهيد الذي لم يمت، اذ ألقي عليه القبض سنة 1955 بعد اندلاع الثورة بسنة، بجبل بوتخمة بمسكيانة، وفي أثناء اقتياده للمحاكمة استطاع أن يفر من داخل المحكمة، رغم كونه كان مصابا بجرح غائر في ذراعه، وتمكن من الفرار، والتحق برفقائه بالجبال، وبعد سنتين تم إلقاء القبض عليه للمرة الثانية سنة 1957 بأولاد بشيح بسوق هراس، قائلا: ما إن ألقي علي القبض حتى قلت مخاطبا نفسي هل يمكنك الإفلات من قبضتهم هذه المرة ؟ لكني عزمت على الفرار مرة ثانية من المحاكمة التي تعني الحكم بالإعدام لا محالة، وتمكنت من الفرار، والتحقت بصعوبة برفاقي الذين اعتقدوا أن حكم الإعدام قد تم تطبيقه علي مع بعض الرفقاء، مذكرا بمشاركته في الكثير من المعارك، إلا أن الله حماه من الموت، قائلا: هاأنذا بينكم ومازلت على قيد الحياة ما دام في العمر بقية، ويكمل حديثه للشروق: كان ديدننا نيل الحرية أو الاستشهاد ولا شيء ثالث، ويضيف: شاركت في الكثير من المعارك التي دارت رحاها بأماكن مختلفة، رغم التفوق الذي يمتلكه الاستعمار عُدّة وعددا، لكن الإرادة وعزيمة الاستشهاد انتصرت، مستشهدا بأقوى المعارك التي شارك فيها رفقاءه، منها معركة قنديس بخنشلة، ومعركة الجرف بتبسة، معركة جيجل التي دامت ثلاثة أيام، معركة عرار بأم البواقي التي شارك فيها عبد الرزاق بوحارة وزير الصحة السابق، ومعركة شعبة لاخرة، ليدخل بعد افتكاك مشعل الحرية إلى الحياة المدنية حيث عمل كممرض بعين البيضاء مع بداية الاستقلال، ثم أصبح تقنيا في التخدير، ليترقي بعدها إلى منصب مدير بمستشفى مسكيانة، وقد بلغ من العمر الآن قرابة التسعين، وهو يتلو على أسماعنا: “مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post “هربت من حكم الإعدام مرتين ورفاقي سموني الشهيد الحي” appeared first on الشروق أونلاين.