أبو شباب.. هل هو حركي؟

أثار إعلان ياسر أبو شباب، قائد مجموعة مسلحة تنشط في شرق رفح، عن تشكيل “لجان إدارية ومجتمعية” لإدارة الشأن المدني في غزة، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات له بالارتباط بمشاريع تهدف إلى تفتيت الجبهة الداخلية وتصفية مشروع المقاومة من الداخل. وجاء الإعلان عبر بيان نُشر على إحدى صفحات المليشيا التابعة [...] ظهرت المقالة أبو شباب.. هل هو حركي؟ أولاً على الحياة.

يونيو 10, 2025 - 19:50
 0
أبو شباب.. هل هو حركي؟

أثار إعلان ياسر أبو شباب، قائد مجموعة مسلحة تنشط في شرق رفح، عن تشكيل “لجان إدارية ومجتمعية” لإدارة الشأن المدني في غزة، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات له بالارتباط بمشاريع تهدف إلى تفتيت الجبهة الداخلية وتصفية مشروع المقاومة من الداخل.

وجاء الإعلان عبر بيان نُشر على إحدى صفحات المليشيا التابعة له في فيسبوك، دعا فيه أبو شباب إلى تطوّع متخصصين من مختلف المجالات للمشاركة في ما وصفه بـ”جهاز مدني جديد” في المناطق التي تسيطر عليها مجموعته، دون توضيح هيكل هذا الجهاز أو تبعيته القانونية.

هذه الخطوة تزامنت مع اعتراف صريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيه إن إسرائيل دعمت تشكيلات مسلحة في غزة لمواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واصفًا هذا التوجه بأنه “أنقذ حياة جنود الجيش الإسرائيلي”. في السياق ذاته، كشف أفيغدور ليبرمان، وزير الأمن السابق، عن توجيه مباشر من نتنياهو لتسليح مجموعات محلية دون الرجوع إلى المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت).

تسليط الضوء على هذه الخلفيات زاد من حدة الاتهامات الموجّهة لأبو شباب، حيث أشار نشطاء إلى أنه يمتلك سجلًا حافلًا في قضايا التهريب وترويج المخدرات، وأن عائلته تبرأت منه منذ مدة. وتداول مغردون صورًا لعناصر يتبعون له وهم يتجولون في رفح بأسلحة حديثة وملابس عسكرية، وسط اتهامات بأن هذه المليشيا تمثل ذراعًا محلية للاحتلال، هدفها تقويض المقاومة وإرباك الساحة الفلسطينية من الداخل.

في المقابل، أكدت حركة حماس أن ما يقوم به أبو شباب لا علاقة له بأي نشاط وطني، بل يصب في خدمة الاحتلال، محذرة من “مشروع خيانة يرتدي لبوسًا مدنيًا”. واعتبرت الحركة أن أي تشكيل خارج عن سياق المقاومة هو “أداة وظيفية” تمهّد لتسليم إدارة بعض مناطق القطاع لأشخاص مرتبطين بمخططات الاحتلال.

وتزامنًا مع هذه التطورات، اندلعت اشتباكات مسلحة في جنوب القطاع بين عناصر من وحدة تُعرف باسم “سهم” وعناصر من جماعة أبو شباب، وانتهت بتدخل الطيران الإسرائيلي الذي قصف مواقع لوحدة “سهم”، مما أسفر عن سقوط شهداء، في مشهد رأى فيه ناشطون دليلًا على حجم التنسيق بين الاحتلال وبعض هذه المجموعات.

ورغم محاولات هذه الجماعة كسب مشروعية شعبية، يرى مراقبون أن أهالي غزة يرفضون أي بدائل مشبوهة تُفرض من الخارج، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع، معتبرين أن مصير هذه الجماعة سيكون شبيهًا بمصير “قرية العملاء الدهنية” السابقة، وأن الرهان على قوى محلية لتصفية المقاومة محكوم عليه بالفشل أمام وعي الشارع الفلسطيني.

وتزامنًا مع هذه التطورات، اندلعت اشتباكات مسلّحة في جنوب القطاع بين عناصر من وحدة تُعرف باسم “سهم” ومجموعة أبو شباب، تدخل خلالها الطيران الإسرائيلي لقصف مواقع “سهم”، ما أدى إلى سقوط شهداء. اعتُبر هذا التدخّل دليلًا إضافيًا على التنسيق المباشر بين الاحتلال وهذه الجماعة.

ورغم أن مصطلح “الحركي” يرتبط في الذاكرة الجماعية لشعوب المغرب العربي، خاصة في الجزائر، بمن تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي ضد أبناء وطنهم، فإن ياسر أبو شباب، وإن لم ينطبق عليه هذا الوصف من الناحية التاريخية، يقوم فعليًا بالدور نفسه. فهو يتعامل مع الاحتلال ضد شعبه، ويحاول خلق واقع ميداني يخدم الاحتلال، من خلال مليشيا تُوزع المساعدات وتلاحق المقاومين باسم “العمل المدني”.

بتوقيع محمد هواشم

ظهرت المقالة أبو شباب.. هل هو حركي؟ أولاً على الحياة.