أحسن تليلاني: السينما لا توثق التاريخ بل تحييه بإبداع

أكد الناقد والمترجم والكاتب المسرحي، الدكتور أحسن تليلاني، أن السينما ليست مجرد أداة لتوثيق الأحداث التاريخية.

كما إعتبر ذات المتحدث السينما وسيلة لإحيائها عبر مشاهد وصور فنية تحمل أبعادا إنسانية وإبداعية، حتى وإن لم تلتزم بالتفاصيل الدقيقة.

وقال تليلاني، خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة الشعب، إن النصوص التاريخية بالنسبة للسينمائيين تُعتبر أرضية جاهزة، موضحا أن المؤرخ ينقل الوقائع بينما الفن يمنحها تفسيرات ودلالات أعمق.

وأضاف صاحب سيناريو فيلم “زيغود يوسف” أن المرحلة الراهنة تتطلب تمجيد الثورة التحريرية وبناء وعي جماعي يزرع الاعتزاز لدى المشاهد بتاريخ بلاده، مشددا على أن الأبطال التاريخيين لا يجوز انتقادهم لأنهم صنعوا الاستقلال والحرية.

وأوضح أن فيلم زيغود يوسف قُدِّم بروح فنية خيالية تحاكي الواقع دون أن تنافي الحقيقة، إذ ركز على القيم الإنسانية كالحرية والشجاعة والحب، بعيدا عن الخطاب المباشر. وأشار إلى أن الجمهور خارج الجزائر يتأثر بمحتوى الفيلم وشجاعة شخصية زيغود يوسف.

كما اعتبر أن شخصيتي زيغود يوسف وديدوش مراد عباقرة يستحقون اهتماما أكبر من قبل السينمائيين والكتاب، لافتًا إلى أن زيغود يوسف، وبعد استشهاد رفيقه ديدوش مراد، عمل على القضاء على “الحركى” قبل هجومات الشمال القسنطيني.

وعن عرض الفيلم، أكد تليلاني أن العمل مرشح لتمثيل الجزائر في مهرجانات دولية، مبيّنا أن أحد شروط المشاركة هو عدم عرضه مسبقا، مضيفا أن تكلفته لم تتجاوز 35 مليار سنتيم، ما يجعله أقل كلفة مقارنة بأفلام أخرى.

وأشار المتحدث إلى أن هجومات 20 أوت 1955 شكّلت نقطة تحول في مسار الثورة التحريرية، إذ نقلت القضية الجزائرية لأول مرة إلى الأمم المتحدة، مضيفا أن هذه الأحداث تركت أثرها على السينما لكنها لم تحظ بعد بالاهتمام الكافي، مثلما هو الحال مع مجازر 8 ماي 1945 التي لم تُتناول سينمائيا إلى اليوم.

من جهته، عبّر الممثل علي ناموس، بطل الفيلم، عن فخره بتجسيد شخصية زيغود يوسف، مؤكدا أن ذلك كان مسؤولية كبيرة حاول أداءها بأمانة، مشيدا بالعمل الجماعي للطاقم من المخرج إلى أبسط المشاركين في إنجاح هذا العمل التاريخي

The post أحسن تليلاني: السينما لا توثق التاريخ بل تحييه بإبداع appeared first on الجزائر الجديدة.