إدانة صنصال تكسر “هدنة غير معلنة” للفرنسيين
عادت المواقف المستفزة والمعهودة للسلطات الفرنسية تجاه الجزائر، مباشرة بعد القرار الذي أصدره مجلس قضاء العاصمة (الجزائر)، الثلاثاء، بحق الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، والذي ثبّت في حقه، كما هو معلوم، حكم محكمة الدار البيضاء الابتدائية، بخمس سنوات سجنا نافذا وغرامة بـ500 ألف دينار. وخرقت السلطات الفرنسية الهدنة غير المعلنة مع الجزائر، بعد تثبيت الإدانة […] The post إدانة صنصال تكسر “هدنة غير معلنة” للفرنسيين appeared first on الشروق أونلاين.


عادت المواقف المستفزة والمعهودة للسلطات الفرنسية تجاه الجزائر، مباشرة بعد القرار الذي أصدره مجلس قضاء العاصمة (الجزائر)، الثلاثاء، بحق الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، والذي ثبّت في حقه، كما هو معلوم، حكم محكمة الدار البيضاء الابتدائية، بخمس سنوات سجنا نافذا وغرامة بـ500 ألف دينار.
وخرقت السلطات الفرنسية الهدنة غير المعلنة مع الجزائر، بعد تثبيت الإدانة بحق الكاتب الفرانكو جزائري، على خلفية تهم تتعلق بالمساس بالوحدة الترابية وإهانة هيئة نظامية، بحيث راحت تتحدث عن قرار “غير مفهوم وغير مبرر”، في تدخل سافر في القضاء الجزائري ومن ثم في الشؤون الداخلية للجزائر.
وعممت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا من شأنه أن يزيد من صب الزيت على النار، جاء فيه: “تشجب فرنسا الحكم على مواطننا بوعلام صنصال في محكمة الاستئناف بالسجن المشدد، مؤيدًا حكم المحكمة الابتدائية”. واعتبر البيان القرار بأنه غير “مفهوم وغير مبرر على حد سواء”.
وفي لغة غير متناسقة، عاد البيان في فقرته الثانية إلى المناشدة، عندما قال إن “فرنسا تدعو السلطات الجزائرية إلى التصرف برأفة وبلورة حل سريع وإنساني ويحفظ كرامة مواطننا، ويراعي حالته الصحية وتغليب الاعتبارات الإنسانية”، معبرة عن أملها في أن يطلق سراحه من أجل تلقي العلاج.
وأول مسؤول فرنسي علق على قرار القضاء الجزائري، هو الوزير الأول فرانسوا بايرو، حيث كان برفقة وزير الداخلية برونو روتايو، والذي يبدو أنه خرج من ملف صنصال بتوجيهات صارمة من جهات ما في مصادر صناعة القرار في باريس، تفاديا لأي انزلاق قد يخرق الهدنة غير المعلنة مع الجزائر من قبل الجانب الفرنسي، غير أنه وبرأي مراقبين فإن الضرر يكون قد وقع بعد بيان الخارجية الفرنسية.
وقال فرانسوا بايرو إن “ما يتعرض له بوعلام صنصال وضع لا يطاق بنظر الفرنسيين والحكومة الفرنسية… والآن، وبعد صدور الحكم، يُمكننا أن نتصور صدور عفو عنه لا سيما بالنظر إلى صحة مواطننا”. ويتضح من خلال هذه العبارات أن الطرف الفرنسي يصعّد في البداية ثم يركن إلى المناشدة، وهو ما لا يستقيم برأي المتابعين في منظور السلطات الجزائرية.
أما وزير الداخلية برونو روتايو، الذي كان إلى جانب الوزير الأول وهو يجيب عن سؤال صحفي من القناة الإخبارية الفرنسية “آل سي إي”، وإن بدا ضاحكا في مشهد لا يتناسب وطبيعة الظرف، إلا أنه رفض الخوض في السجال الدائر حول قرار العدالة الجزائرية بحق بوعلام صنصال، إلى حين، فيما بدا تهديدا مبطنا، يؤكد أن الطرف الفرنسي لم يحفظ الدرس جيدا.
وسئل برونو روتايو كما ظهر في فيديو للقناة الإخبارية “آل سي إي” على منصة “إكس”، إن كان الوقت قد حان لاستعادة مشروعه المعروف بـ “الرد التدريجي” على الجزائر، فرد وزير الداخلية الفرنسي بقوله: “لقد عبر الوزير الأول عن موقفه (من قضية صنصال)، وبالنسبة لي، أنا لا أدخر أي جهد من هنا وإلى غاية نهاية الأسبوع، من أجل إطلاق سراح بوعلام صنصال، كما صرح للتو الوزير الأول”.
المسؤول الفرنسي الثالث الذي خاض أيضا في قضية تثبيت الحكم القضائي على الكاتب الفرانكو جزائري، كان وزير الخارجية، جون نويل بارو، الذي لطالما حافظ على هدوئه واتزانه، غير أن صدمة القرار أربكته ليصرح قائلا: “أود أن أعرب عن غضبي الشديد إزاء إدانة بوعلام صنصال، وهي إدانة غير مفهومة وغير مبررة”. قبل أن يلتمس الرأفة والصفح: “على السلطات الجزائرية النظر إلى القضية بمسؤولية وإنسانية واحترام، بما يقود إلى الإفراج عن مواطننا وتمكينه من العلاج، بالنظر لوضعه الصحي ولسنه أيضا”.
بدوره رافق أرنو بينيديتي، وهو عضو ما يسمى لجنة مساندة صنصال، الخطاب الرسمي بتصريحاته المستفزة، وهو يطالب بـ”إطلاق سراح سريع ومن دون شروط”، وأبقى على بصيص من الأمل، كما قال، طالما أن الرؤساء الجزائريين عادة ما يصدرون عفوا في فترة الأعياد الوطنية، في إشارة إلى عيد الاستقلال الذي يصادف الخامس من جويلية.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post إدانة صنصال تكسر “هدنة غير معلنة” للفرنسيين appeared first on الشروق أونلاين.