اختتام فعاليات الطبعة الـ 15 لمهرجان الرقص الشعبي
اختُتمت، سهرة أمس الإثنين، فعاليات الطبعة الخامسة عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي بمدينة سيدي بلعباس، بعد خمسة أيام من التمازج الفني والتلاقح الثقافي، احتضن خلالها مسرح الهواء الطلق “صايم الأخضر” عروضًا جسّدت روح التنوع والانفتاح. بعيدًا عن طابعه الاحتفالي، يقدم المهرجان موذجًا حيًا للرقص كوسيلة للتعبير الثقافي والتواصل الإنساني. فالعروض التي قُدمت خلال […] The post اختتام فعاليات الطبعة الـ 15 لمهرجان الرقص الشعبي appeared first on الجزائر الجديدة.

اختُتمت، سهرة أمس الإثنين، فعاليات الطبعة الخامسة عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي بمدينة سيدي بلعباس، بعد خمسة أيام من التمازج الفني والتلاقح الثقافي، احتضن خلالها مسرح الهواء الطلق “صايم الأخضر” عروضًا جسّدت روح التنوع والانفتاح.
بعيدًا عن طابعه الاحتفالي، يقدم المهرجان موذجًا حيًا للرقص كوسيلة للتعبير الثقافي والتواصل الإنساني. فالعروض التي قُدمت خلال هذه الدورة لم تكن مجرد استعراضات فنية، بل مثّلت سرديات حية تحكي قصص الشعوب من خلال الجسد والحركة والإيقاع. إذ عكست الرقصات الجزائرية مثل العلاوي والمالوف والتارقي، عمق المخزون الثقافي المحلي، في حين أتاحت رقصات الوفود الأجنبية المجال للمقارنة والتفاعل مع التراث من أربع قارات، ما منح التظاهرة بعدًا كونيًا وإنسانيًا.
المشاركة الواسعة التي ضمت 23 فرقة فنية من بينها 9 دول أجنبية (فلسطين، مصر، بولندا، سلوفاكيا، الصين، تركيا، إسبانيا، غانا…) تؤكد على أن هذا المهرجان بات يمثل أداة دبلوماسية ثقافية ناعمة تعكس مكانة الجزائر كفضاء للتنوع والحوار والتعايش. وليس عبثًا أن يُنظّم تحت شعار: “الجزائر جسر للتعارف والسلم في العالم“، وهو شعار يكتسي راهنية خاصة في عالم يشهد تصاعد الأزمات والنزاعات.
من خلال الفن، يتحقق ما تعجز عنه السياسات الرسمية أحيانًا: فتح قنوات للتقارب بين الشعوب، وتذويب الفروقات في بوتقة التعبير الثقافي المشترك.
أثبتت مدينة سيدي بلعباس قدرتها على التحول إلى محطة سنوية للفن الشعبي العالمي، ما يعزز من مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية. الحضور الجماهيري الكبير، خاصة من العائلات، يعكس الاحتضان المجتمعي للمبادرات الثقافية، ويؤكد على تعطّش المواطن الجزائري لفعاليات تلامس وجدانه وتحتفي بتراثه.
كما أن إشادة الفرق الأجنبية بحفاوة الاستقبال والتنظيم الجيد يسلط الضوء على النجاحات اللوجستية والتنظيمية، التي تُعد أساسية في تثبيت المهرجان كموعد دولي مستمر في الأجندة الثقافية.
رغم أن الرقص الشعبي غالبًا ما يُصنّف ضمن “الفلكلور“، إلا أن مهرجان سيدي بلعباس يثبت أن هذا التراث يمكن أن يتحول إلى مورد ثقافي واقتصادي مستدام. من خلال جذب الوفود، تنشيط السياحة، وتحريك الدورة الاقتصادية المحلية، تصبح مثل هذه التظاهرات أدوات استراتيجية في تحقيق تنمية ثقافية واقتصادية متوازنة.
تجربة الطبعة الخامسة عشرة من مهرجان الرقص الشعبي بسيدي بلعباس تشكّل أنموذجًا ناجحًا لثقافة تؤمن بأن الفن قادر على تجاوز الحدود والاختلافات، وعلى قول ما لا يُقال، لا بالكلمات، بل بالحركة والإيقاع
The post اختتام فعاليات الطبعة الـ 15 لمهرجان الرقص الشعبي appeared first on الجزائر الجديدة.