ادّعى تزويدهم بالكهرباء… الإسبان يدحضون أكاذيب المخزن!

المغرب من البلدان التي تمتلك أسوأ شبكة كهربائية في العالم، ونصف مُدنه تشهد انقطاعات يومية متكررة وتذبذبا في التزود بالكهرباء، وثلث سكانه لا يستعملون الكهرباء إلا في الليل بسبب ارتفاع أثمان فواتيره، وربعهم-السكان-، خاصة في الأرياف والقرى، لا يعرف الكهرباء وهذا بشهادة منظمة الطاقة العالمية، وبشهادة المغاربة أنفسهم.
ورغم هذا الوضع المزري لحالة الكهرباء في المغرب، وانقطاعه وارتفاع أثمانه إلا أن المخزن أقدم على فضيحة جعلته يصبح محل سخرية واستهزاء في إسبانيا: أعلن بصفة رسمية، بواسطة صحافته، أنه ساعد إسبانيا ومدها بالكهرباء أثناء “الاباغون” (انقطاع الكهرباء). ما إن أُعلن الخبر حتى هبت عاصفة من السخرية في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كذبت البهتان المغربي ودحضت دعابته المغرضة.
ولم تقتصر السخرية والدحض على الشارع، وشبكات التواصل الاجتماعي في إسبانيا، بل تناولته كبريات الجرائد وكبار الصحفيين. فمثلا تناوله الصحفي الإسباني الشهير اغناسيو ثمبريرو في مقال في جريدة مهمة هي El confidencial، الصادرة بتاريخ 29 ابريل. كتب يقول: “كيف يمكن للمغرب، الذي لا يزال مضطرا إلى استيراد الطاقة من إسبانيا على وجه التحديد، أن يدعم إسبانيا لاستعادة التيار الكهربائي المقطوع؟ ماذا قدّم بالضبط؟ وفي وقت انقطاع التيار الكهربائي، كان المغرب يستورد 778 ميغاواط/ساعة من الكهرباء من إسبانيا، وهو ما يقرب من 12% من استهلاكه الطاقوي في ذلك الوقت، حسب صحيفة ميدياس 24. وعلى الرغم من الصدمة التي أحدثها هذا الانقطاع المفاجئ للكهرباء، والذي أدى إلى فقدان شريحة كبيرة من قدرة الطاقة في البلاد، فقد تم إنقاذ الشبكة المغربية وليس العكس. تطلب انقطاع التيار الكهربائي إجراء تعديل فوري للنظام الكهربائي المغربي، وهو ما تم تنفيذه بنجاح”. هذا تعليق وتكذيب أكبر صحفي إسباني لبروباغاندا المخزن. ورغم أن رئيس الحكومة الإسبانية شكرَ المخزن على “المساعدة” الوهمية في مد إسبانيا بالكهرباء إلا أن المعلقين الإسبان قالوا: “لا تهتموا لما قال رئيس الحكومة فهو مغربي أكثر من ملك المخزن”. يعتقد الإسبان أن المغرب قام بدعاية إعلامية فقط بالادعاء أنه مد إسبانيا بالكهرباء، في حين أن ذلك ما هو إلا مناورة للتغطية على اتهامه باستهداف الشبكة بواسطة برنامج إسرائيلي متطور.
وحسب شبكة الأخبار COPE، فإن الخبير في مجال الطاقة، خورخي موراليس، صرح يوم 29 ابريل أن شبكة الكهرباء المغربية لا تستطيع أن تحل مشكلة انقطاع الكهرباء في إسبانيا لأنها ضعيفة جدا.
وأوضح نفس الخبير للشبكة المذكورة، في برنامج “إلبارتيدازو”، “أن ما قيل هو مجرد دعاية لأن الربط مع المغرب ضعيف للغاية وغير موثوق به”. وأوضح أن عودة الكهرباء، بسرعة، إلى جنوب إسبانيا لم يكن بفضل دعم الكهرباء من المغرب، بل بفضل استخدام محطات الطاقة الكهرومائية الواقعة على نهري جواديانا ونهر الوادي الكبير، وأكد أنه “تمت استعادة نظام الكهرباء في مقاطعة الأندلس بفضل محطات الطاقة الكهرومائية المستقلة، وليس المغرب.”
وحتى تتم محاصرة الفضيحة المخزنية، فجرت جريدة La gaceta، الصادرة بتاريخ 30 ابريل مفاجأة صادمة للدعاية المغربية، إذ قالت “إنه حين كانت الكهرباء مقطوعة، صدّرت إسبانيا قوة توليد الكهرباء إلى المغرب وفرنسا والبرتغال، وظهر ذلك واضحا في الرسم البياني “للتبادلات الدولية” لشركة Red Eléctrica Española، وهي شركة تسيطر عليها الدولة في الغالب من خلال شركة المراقبة SEPI، على الرغم من أن الرئيس بيدرو سانشيز وصفها بأنها شركة “خاصة”. وقد أثار هذا الفعل-تصدير الطاقة إلى المغرب في وقت تسبح فيه إسبانيا في الظلام-جدلاً قوياً في إسبانيا، لأنه حين كان ملايين المواطنين بلا كهرباء لساعات، حافظ النظام الإسباني على التزاماته التصديرية إلى البلدان المجاورة، كما ذكرت صحيفة ليبرميركادو”.
بالإضافة إلى دحض الكذبة المغربية في تزويد المغرب للدولة الإسبانية بالكهرباء أثناء “الاباغون”، يعيش المخزن على أعصابه بسبب الاتهامات الموجهة إليه من الشارع الإسباني أنه وراء هجوم سيبيراني على محطات الكهرباء، وبسبب قرار المحكمة الأوروبية بفتح تحقيق مستقل عن الحكومة الإسبانية لمعرفة أسباب انقطاع الكهرباء. فتحُ تحقيق أوروبي حول حادثة قطع الكهرباء، فسره المحللون بأنه سيهتم بالبحث هل حدث هجوم سيبيراني، وإذا حدث من كان وراءه؟

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post ادّعى تزويدهم بالكهرباء… الإسبان يدحضون أكاذيب المخزن! appeared first on الشروق أونلاين.