وأشرف العقيد بوغلاف بمركز التكوين في الإنقاذ البحري بولاية تيبازة، على افتتاح فعاليات هذه الدورة المندرجة في إطار البرنامج السنوي للمديرية العامة للحماية المدنية المستمد من الاستراتيجية الوطنية لتطوير القدرات العملياتية لأعوان الحماية المدنية وتعزيز جاهزيتهم في مجال التدخلات البحرية بمشاركة 55 غطاسا يمثلون 12 ولاية، حسب ما اوضحه المدير الفرعي للاحصائيات والاعلام، الرائد برناوي نسيم.
ويتضمن برنامج التكوين المقام على مدار ثلاثة أشهر (من 5 أكتوبر إلى 31 ديسمبر 2025) موزعة على أربع مراحل تكوينية متكاملة، منها التكوين النظري المشترك لفائدة الغطاسين وعناصر الإسعاف والإنقاذ البحري، ثم المرحلة الثانية التي تتضمن تكوينا نظريا وتطبيقيا معمقا في تقنيات الغطس والتدخل تحت الماء يشرف على تأطيره 35 عنصرا من خيرة أبناء الحماية المدنية في مجال الغطس البحري، وفق الرائد برناوي.
وتشمل المرحلة الثالثة تربصا تطبيقيا ميدانيا للمتربصين بولاياتهم الأصلية، قصد ربط التكوين النظري بالجانب العملي في ظروف حقيقية، قبل أن تأتي المرحلة الأخيرة المتعلقة بالتحضير والإعداد لاجتياز الامتحان النهائي والتقييم الشامل للغطاسين الذين يمثلون مختلف الولايات، والمتمثلة في عين صالح، برج باجي مختار، المنيعة، المسيلة، الجزائر العاصمة، تلمسان، سطيف، المدية ووهران وبومرداس والطارف وعين تموشنت.
وأضاف ذات المسؤول أن هذا التنوع الجغرافي يؤكد حرص المديرية العامة للحماية المدنية على إشراك جميع مناطق الوطن في برامج تطوير الجهاز، بما فيها هذه الدورة التي تأتي في سياق الجهود المبذولة من طرف هذا الجهاز لمواكبة التحديات المتزايدة المرتبطة بالسلامة البحرية وحماية الأرواح البشرية في الشواطئ والمسطحات المائية، والرفع من مستوى التكوين الاحترافي للغطاسين بما يتماشى مع المعايير الدولية في مجال الإنقاذ البحري والتدخل السريع الفعال، وكذا تكوين نواة من الإطارات المؤهلة لتأطير دورات مستقبلية وتوسيع قاعدة الغطاسين المحترفين.
وموازاة مع هذا النشاط، قام المدير العام للحماية المدنية رفقة الوالي، بزيارة ميدانية الى مقر وحدة الحماية المدنية بشنوة التي تحتضن مشروع إنشاء المدرسة الوطنية للغطس، الاولى من نوعها على المستوى الوطني، أين قدمت له شروحات وافية عن سير المشروع الذي يتوفر على منشآت بيداغوجية متخصصة، قاعات دروس مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية الرقمية وفضاءات عملية للتدريب على الغطس والإنقاذ تحت الماء.
وتتوفر هذه المدرسة على قدرات عالية تسمح لها باستيعاب تكوين دفعات وطنية سنويا من الغطاسين المحترفين، ما يسمح لها لتكون قطبا مرجعيا وطنيا لتأهيل وتطوير كفاءات أعوان الحماية المدنية في مجال الغطس والإنقاذ البحري، فضلا عن مساهمتها في تعزيز مكانة الجزائر إقليميا في مجالات التكوين والتعاون الدولي في ميادين الأمن البحري والإنقاذ، استنادا للشروحات المقدمة في عين المكان.
للاشارة، فقد شكلت المناسبة فرصة للمدير العام للحماية المدنية للاطلاع على سير هياكل الجهاز من خلال عرض حصيلة نشاط مختلف الوحدات، على هامش المعرض الذي احتضنه مقر المديرية الولائية والذي يضم وسائل وإمكانيات عمل أعوان وإطارات هذا الجهاز الانساني في شتى مجالات اختصاصاتهم.