المغرب: تواصل الاحتجاجات لليوم التاسع بعد فشل المخزن في امتصاص غضب الشارع 

تواصلت اليوم الأحد احتجاجات الشارع المغربي لليوم التاسع على التوالي للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والكرامة وإسقاط الفساد ومعه حكومة المخزن التي فشلت فشلا ذريعا في امتصاص غضب الشارع. وأفادت وسائل إعلام محلية أن 20 مدينة مغربية من بينها الدار البيضاء والرباط وفاس ومكناس تعيش على وقع الاحتجاجات السلمية التي لم تتمكن حكومة أخنوش من احتوائها بعد …

أكتوبر 5, 2025 - 17:59
 0

تواصلت اليوم الأحد احتجاجات الشارع المغربي لليوم التاسع على التوالي للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والكرامة وإسقاط الفساد ومعه حكومة المخزن التي فشلت فشلا ذريعا في امتصاص غضب الشارع.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن 20 مدينة مغربية من بينها الدار البيضاء والرباط وفاس ومكناس تعيش على وقع الاحتجاجات السلمية التي لم تتمكن حكومة أخنوش من احتوائها بعد تعثرها في أول خطوة وانتهاج مقاربة أمنية صادمة لتزيد الطين بلة بقطع جملة من الوعود الباهتة للوصول إلى حلول ترقيعية بعد سقوط 3 قتلى.
ويواصل الشباب المغربي احتجاجاته دون كلل, رافعا جملة من الشعارات في الساحات العمومية التي يجوبها سلميا, مطالبا بإسقاط الحكومة وعصبة المال الفاسد ومناديا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وفي امتداد للاحتجاجات التي تشهدها مختلف مدن المملكة, كان أفراد الجالية المغربية بالخارج في الموعد، حيث احتشد أمس السبت المئات في وقفة احتجاجية أمام سفاراتي المخزن في العاصمتين الفرنسية باريس والهولندية أمستردام للتنديد بما وصفوه ب”القمع والتهميش” الذي يعاني منه المغاربة في المملكة.
ووجد نظام المملكة المغربية نفسه بين مطرقة احتجاجات الداخل وسندان ضغط الخارج بعد تجاوز احتجاج الشارع الحدود الجغرافية لهذه الأخيرة ممتدا إلى الساحات الأوروبية ليكون المغاربة في الداخل والخارج على قلب رجل واحد, مطالبين النظام بالعدالة الاجتماعية وإسقاط أصحاب المال الفاسد, ما وضع المخزن تحت مجهر الرأي العام العالمي من خلال حضور الإعلام الأوروبي والجمعيات الحقوقية الدولية.
وفي خضم هذه الأوضاع، يبدو أن المخزن تجاوزته الأمور بعد أن انتفض شبابه رافضا سياسة الاستبداد والاستعباد والتهميش والقمع والتبعية التي دامت لسنوات طويلة, ناهيك عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما أضحت أصوات جاليته تتعالى من العواصم الأوربية وصارت أسئلة الرأي العام الدولي تتوالى حول حقيقة الزلزال الداخلي والخارجي الذي يضرب المملكة.
وفي سياق ما يحدث, أعرب الكاتب والأستاذ الجامعي المغربي, طارق ليساوي, في مقال له نشر على مواقع إعلامية مغربية, عن خوفه من تلطخ رقبته بالدم -حسب تعبيره- خاصة بعد سقوط ثلاثة مواطنين, متأسفا لـ”التعامل مع الاحتجاجات التي بدأت سلمية وحضارية بأسلوب عنيف وخشن، بل واستفزازي أيضا”.
وأوضح طارق ليساوي أن “ما يزيد من توتر الوضع هو تصريحات مكونات الحكومة, فبصدق صمتهم أفضل من حديثهم”, مضيفا بالقول: “دعونا من مقولة الدستور لا ينص على إقالة الحكومة بفعل الاحتجاجات. فالدستور مصدره الشعب وفي كل البلدان, قديمها وحديثها, خروج الشارع يعني رحيل الحكومة لأنها فقدت الشرعية, فالشعب هو صاحب السيادة (..) فإذا كانت الحكومة تملك القدرة والأهلية على تنفيذ مطالب الناس, لماذا خرجوا إلى الشارع؟ ولما يحتجون؟”.
وبالعودة إلى حكومة المخزن, تهكم الكاتب المغربي قائلا: “إنهم نموذج عملي لمعضلة النخبة وفسادها البنيوي (..) فهؤلاء يناقضون أنفسهم, بل ويكذبون على ذواتهم أولا. فهم أول من أسس للغة التعامل والتحاور بالحجر وأول من قذف الحجر في وجه المغاربة”.
من جهته, انتقد الكاتب المغربي، محمد لكناوي, في مقال نشر على مواقع إعلامية مغربية, عدم تفكير “الدولة المغربية يوما في بناء مواطن بما تحمل عبارة مواطنة من حمولة”, مشيرا إلى أنه “طوال عقود وعقود, اهتمت الدولة بصناعة أعيان و+تعليفهم+ وتركت لهم التحكم في باقي رعايا هذه البلاد”.
وبعد أن ذكر محمد لكناوي بخروج شباب “20 فبراير” ومناضلي الريف, همهم الأكبر “الكرامة التي تساوي الوطن”, قال أن شباب اليوم يخرجون بمطالب اجتماعية تساوي الكرامة كذلك, مستنكرا أن “كل هؤلاء تم تخوينهم وهو شيء عادي, لأنهم يسحبون البساط ممن كانوا يعتبرون أنفسهم متحكمين في زمام الحياة السياسية بالبلاد وقاموا بتحييد كل فعل احتجاجي”.