“الامتحان الإيراني- “الإسرائيلي”…قراءة إستراتيجية في “السؤال الأول” من المواجهة
في سياق التصعيد المتبادل بين إيران ودولة الاحتلال، يقدّم الباحث الأكاديمي في العلاقات الدولية د. وليد عبد الحي قراءة تحليلية لما سماه بـ”السؤال الأول” من امتحان المواجهة الكبرى، معتبرًا أن ما جرى حتى اللحظة ليس سوى الجولة الافتتاحية في اختبار متعدد الأسئلة، لا يمكن حسم نتائجه مبكرًا. ويشير عبد الحي إلى أن الطرفين، رغم ما […] The post “الامتحان الإيراني- “الإسرائيلي”…قراءة إستراتيجية في “السؤال الأول” من المواجهة appeared first on الشروق أونلاين.


في سياق التصعيد المتبادل بين إيران ودولة الاحتلال، يقدّم الباحث الأكاديمي في العلاقات الدولية د. وليد عبد الحي قراءة تحليلية لما سماه بـ”السؤال الأول” من امتحان المواجهة الكبرى، معتبرًا أن ما جرى حتى اللحظة ليس سوى الجولة الافتتاحية في اختبار متعدد الأسئلة، لا يمكن حسم نتائجه مبكرًا.
ويشير عبد الحي إلى أن الطرفين، رغم ما حصده كل منهما من مكاسب آنية، لا يزالان يواجهان تحديات استراتيجية مفتوحة، ما يجعل من السابق لأوانه الإعلان عن منتصر واضح.
يرى عبد الحي أن دولة الاحتلال حققت مجموعة من المكاسب التكتيكية، أبرزها، تغييب مأساة غزة نسبيًا عن الإعلام الدولي والفعاليات الشعبية، وهو ما منحها فرصة لالتقاط أنفاسها إعلاميًا وسياسيًا، وتوحيد الجبهة الداخلية مؤقتًا عبر تخفيف التوتر بين الحكومة والمعارضة، وهو أمر نادر في المشهد السياسي الصهيوني المنقسم، تعزيز الثقة في علاقات التطبيع العربية، حيث أظهرت بعض الدول التزامًا يفوق التوقعات الصهيونية، سواء عبر التبادل التجاري أو المواقف السياسية.
يضيف عبد الحي على ما سبق، استعادة هيبة الجهاز الاستخباراتي بعد صدمة 7 أكتوبر، بفضل سلسلة اغتيالات طالت قادة المقاومة في غزة ومسؤولين إيرانيين بارزين، تحقيق دعم غربي ملحوظ، خصوصًا من لندن وباريس، لموقفها في حال توسعت المواجهة، وإلحاق أضرار بإيران، وإن كان حجمها الاستراتيجي لم يتضح بعد.
ومع ذلك، يشير عبد الحي إلى جملة من التحديات والخسائر التي لحقت بإلاحتلال، من بينها، فشل عنصر المفاجأة الإيراني في الشلل، إذ تمكنت طهران من امتصاص الضربة والرد بشكل نوعي طال منشآت حيوية صهيونية، وتآكل الرهان على شلّ البرنامج النووي الإيراني، وسط إدراك صهيوني متنامٍ بأن التخصيب الإيراني بات أمرًا يصعب وقفه سواء بالردع العسكري أو التفاوض، وانكشاف محدودية المعارضة الإيرانية، رغم التحريض الصهيوني المباشر، مقابل انضباط داخلي لافت وتنازلات حكومية داخلية للمعارضة، والخوف من تفاقم اقتصادي دولي، إذ قد يؤدي التصعيد إلى رفع أسعار النفط بشكل دراماتيكي، الأمر الذي قد يُحمِّل الاحتلال المسؤولية أمام حلفائها، وارتفاع الكلفة البشرية والمادية داخل الكيان الصهيوني، بشكل فاق تقديرات تل أبيب السابقة.
الخسائر الأخرى التي قدرها عبد الحي، هي فشل الاحتلال في جرّ واشنطن إلى مواجهة مباشرة، وسط مؤشرات على تفضيل إدارة ترامب والكرملين لاحتواء التصعيد، وإحراج الحلفاء العرب شعبيًا، إذ بدأ انكشاف الموقف الرسمي العربي في دعم الاحتلال أو الصمت يخلق احتقانًا شعبيًا متناميًا، وتحسن صورة إيران في المخيال العربي العام، ولو جزئيًا، على حساب سرديات أعدائها، وهو ما أحرج الأصوات المناهضة لها في المنطقة.
يختم د. عبد الحي تحليله بالتأكيد أن ما جرى هو مجرد بداية لما قد يكون امتحانًا طويلًا ومعقدًا بين قوتين إقليميتين. ورغم المكاسب الظاهرة، إلا أن المؤشرات لا توحي بنصر حاسم لأي طرف. فالمعركة، كما يقول، “ما زالت في السؤال الأول… ولم تُرفع الأوراق بعد”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post “الامتحان الإيراني- “الإسرائيلي”…قراءة إستراتيجية في “السؤال الأول” من المواجهة appeared first on الشروق أونلاين.