التحضير النفسي والمعرفي لشهادة البكالوريا: دور الأسرة كفاعل اجتماعي في دعم أبنائهم

مجتمع: تشكل شهادة البكالوريا لحظة حاسمة في المسار الدراسي للمتعلم، فهي ليست مجرّد امتحان معرفي، بل أيضًا تحدٍّ نفسي واجتماعي كبير. ويُعتبر اجتياز هذه المرحلة بنجاح شرطًا أساسًا للولوج إلى التعليم العالي، والانفتاح على آفاق مستقبلية جديدة، مما يمنحها حمولة رمزية وثقافية قوية داخل المجتمع. غير أن هذا الامتحان لا يتم التحضير له فقط من خلال مراجعة الدروس، بل يُرافقه الكثير من التوتر والضغوط النفسية ولفتح نافذة حول اهم الخطوات والنصائح التي وجب على الممتحن وكذا الأسرة اتباعها لبلوغ الهدف المرجو من هذه التجربة الا وهي نيل شهادة البكالوريا وعليه اتصلنا بالدكتورة مريوة حفيظة استاذة بجامعة وهران 2 قسم علم الاجتماع و الانثروبولوجيا والتي تبدا حديثها قائلة :"في مثل هذه الاحداث يبرز الدور الحاسم للأسرة، ليس فقط في الدعم الدراسي، بل كذلك في الدعم النفسي والمعنوي، مما يساهم بشكل مباشر في تحسين الأداء والتحصيل الدراسي. أولاً: التحضير النفسي 1. توفير بيئة هادئة ومستقرة يجب أن يسعى الأولياء إلى خلق جو منزلي مريح، خالٍ من النزاعات والتوترات، مع توفير مكان مناسب للمراجعة يتميز بالهدوء والإنارة الجيدة. 2. بناء الثقة بالنفس: من الضروري تشجيع الأبناء وإظهار الثقة بقدراتهم، والابتعاد عن التركيز المفرط على النتائج أو المقارنات التي قد تخلق شعورًا بالإحباط أو النقص. 3. الاستماع والتفهم يُستحسن تخصيص وقت للحوار، لفهم مخاوف الأبناء وتطلعاتهم، مع تقديم الدعم العاطفي وتذكيرهم بأن الامتحان لا يختزل قيمتهم الشخصية. 4. التقليل من الضغط يجب تفادي الضغط الزائد والمطالبة المستمرة بالمراجعة، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية. من الأفضل دعم التوازن بين الدراسة والراحة، وتشجيع فترات استجمام قصيرة. ثانيًا: التحضير المعرفي والفكري 1. تنظيم الوقت مساعدة التلميذ على وضع جدول مراجعة منظم وواقعي، يشمل مختلف المواد، مع تعليمه مهارات إدارة الوقت وأهمية الالتزام بالخطة اليومية. 2. المتابعة دون تدخل مفرط متابعة تقدم الأبناء دون فرض السيطرة، مع إظهار الاهتمام بالعملية التعليمية ككل، وليس فقط بالنتائج النهائية. 3. تشجيع أساليب مراجعة فعالة توجيه التلميذ نحو استعمال طرق متنوعة للمراجعة (كالتلخيص، الخرائط الذهنية، وحل التمارين)، وتشجيعه على المشاركة في مجموعات دراسية. 4. توفير الموارد والدعم اللازم توفير الكتب، الملخصات، والدروس المصورة، مع إمكانية اللجوء إلى أساتذة للدعم إن دعت الحاجة. الأسرة بين التوجيه والدعم إن التحضير لشهادة البكالوريا يتطلب تهيئة شاملة، تشمل الجانبين النفسي والفكري. وهنا يتجلّى الدور المحوري للأسرة، التي لا يقتصر دورها على المتابعة الدراسية، بل يمتد إلى توفير الدعم العاطفي والنفسي، وغرس الثقة بالنفس وتحفيز الإرادة. وتتباين أنماط التنشئة الأسرية بين أسلوب سلطوي يركّز على النتائج، وأسلوب داعم يُثمّن الجهد والمسار. وغالبًا ما ترتبط النتائج النفسية بدرجة التوازن الذي تحققه الأسرة بين التوجيه والمتابعة، وبين احترام استقلالية التلميذ. شهادة البكالوريا ليست فقط محطة دراسية، بل فرصة حقيقية للنمو وتحقيق الذات. لذلك، يبقى الدعم الإيجابي والمتوازن من الأسرة عنصرًا حاسمًا في تجاوز هذه المرحلة بنجاح وثقة. لنتجاوز الفشل ونحقق النجاح "

يونيو 11, 2025 - 15:04
 0
التحضير النفسي والمعرفي لشهادة البكالوريا: دور الأسرة كفاعل اجتماعي في دعم أبنائهم
مجتمع:
تشكل شهادة البكالوريا لحظة حاسمة في المسار الدراسي للمتعلم، فهي ليست مجرّد امتحان معرفي، بل أيضًا تحدٍّ نفسي واجتماعي كبير. ويُعتبر اجتياز هذه المرحلة بنجاح شرطًا أساسًا للولوج إلى التعليم العالي، والانفتاح على آفاق مستقبلية جديدة، مما يمنحها حمولة رمزية وثقافية قوية داخل المجتمع. غير أن هذا الامتحان لا يتم التحضير له فقط من خلال مراجعة الدروس، بل يُرافقه الكثير من التوتر والضغوط النفسية ولفتح نافذة حول اهم الخطوات والنصائح التي وجب على الممتحن وكذا الأسرة اتباعها لبلوغ الهدف المرجو من هذه التجربة الا وهي نيل شهادة البكالوريا وعليه اتصلنا بالدكتورة مريوة حفيظة استاذة بجامعة وهران 2 قسم علم الاجتماع و الانثروبولوجيا والتي تبدا حديثها قائلة :"في مثل هذه الاحداث يبرز الدور الحاسم للأسرة، ليس فقط في الدعم الدراسي، بل كذلك في الدعم النفسي والمعنوي، مما يساهم بشكل مباشر في تحسين الأداء والتحصيل الدراسي. أولاً: التحضير النفسي 1. توفير بيئة هادئة ومستقرة يجب أن يسعى الأولياء إلى خلق جو منزلي مريح، خالٍ من النزاعات والتوترات، مع توفير مكان مناسب للمراجعة يتميز بالهدوء والإنارة الجيدة. 2. بناء الثقة بالنفس: من الضروري تشجيع الأبناء وإظهار الثقة بقدراتهم، والابتعاد عن التركيز المفرط على النتائج أو المقارنات التي قد تخلق شعورًا بالإحباط أو النقص. 3. الاستماع والتفهم يُستحسن تخصيص وقت للحوار، لفهم مخاوف الأبناء وتطلعاتهم، مع تقديم الدعم العاطفي وتذكيرهم بأن الامتحان لا يختزل قيمتهم الشخصية. 4. التقليل من الضغط يجب تفادي الضغط الزائد والمطالبة المستمرة بالمراجعة، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية. من الأفضل دعم التوازن بين الدراسة والراحة، وتشجيع فترات استجمام قصيرة. ثانيًا: التحضير المعرفي والفكري 1. تنظيم الوقت مساعدة التلميذ على وضع جدول مراجعة منظم وواقعي، يشمل مختلف المواد، مع تعليمه مهارات إدارة الوقت وأهمية الالتزام بالخطة اليومية. 2. المتابعة دون تدخل مفرط متابعة تقدم الأبناء دون فرض السيطرة، مع إظهار الاهتمام بالعملية التعليمية ككل، وليس فقط بالنتائج النهائية. 3. تشجيع أساليب مراجعة فعالة توجيه التلميذ نحو استعمال طرق متنوعة للمراجعة (كالتلخيص، الخرائط الذهنية، وحل التمارين)، وتشجيعه على المشاركة في مجموعات دراسية. 4. توفير الموارد والدعم اللازم توفير الكتب، الملخصات، والدروس المصورة، مع إمكانية اللجوء إلى أساتذة للدعم إن دعت الحاجة. الأسرة بين التوجيه والدعم إن التحضير لشهادة البكالوريا يتطلب تهيئة شاملة، تشمل الجانبين النفسي والفكري. وهنا يتجلّى الدور المحوري للأسرة، التي لا يقتصر دورها على المتابعة الدراسية، بل يمتد إلى توفير الدعم العاطفي والنفسي، وغرس الثقة بالنفس وتحفيز الإرادة. وتتباين أنماط التنشئة الأسرية بين أسلوب سلطوي يركّز على النتائج، وأسلوب داعم يُثمّن الجهد والمسار. وغالبًا ما ترتبط النتائج النفسية بدرجة التوازن الذي تحققه الأسرة بين التوجيه والمتابعة، وبين احترام استقلالية التلميذ. شهادة البكالوريا ليست فقط محطة دراسية، بل فرصة حقيقية للنمو وتحقيق الذات. لذلك، يبقى الدعم الإيجابي والمتوازن من الأسرة عنصرًا حاسمًا في تجاوز هذه المرحلة بنجاح وثقة. لنتجاوز الفشل ونحقق النجاح "
التحضير النفسي والمعرفي لشهادة البكالوريا: دور الأسرة كفاعل اجتماعي في دعم أبنائهم