الجزائر- سلطنة عمان: تعزيز علاقات التعاون والشراكة والارتقاء بها إلى آفاق رحبة
أكد البيان المشترك الذي توج زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، إلى الجزائر، عزم قائدي البلدين على مواصلة العمل لتعزيز علاقات التعاون والشراكة والارتقاء بها إلى آفاق رحبة تعكس الإرادة التي تحدوهما. وأشاد الجانبان بالمسار الذي قطعته العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، والتي “تعززت بعد زيارة الدولة التي قام …

أكد البيان المشترك الذي توج زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، إلى الجزائر، عزم قائدي البلدين على مواصلة العمل لتعزيز علاقات التعاون والشراكة والارتقاء بها إلى آفاق رحبة تعكس الإرادة التي تحدوهما.
وأشاد الجانبان بالمسار الذي قطعته العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، والتي “تعززت بعد زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى مسقط في الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2024، وانعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة بالجزائر يومي 11 و12 يونيو 2024″، ونوها بالخطوات التي بذلت تنفيذا لهذه المساعي.
وبذات المناسبة، اعتبر رئيس الجمهورية أن لقاءه المتجدد مع سلطان عمان يعكس “علاقات الأخوة والتعاون وروح التضامن التي تجمع الشعبين الشقيقين الجزائري والعماني”، فيما نوه جلالة السلطان هيثم بن طارق عاليا بـ “العلاقات الوطيدة التي تجمع الشعبين الشقيقين وما يميزها من روابط تاريخية وثقافية وتضامنية ومصير مشترك”.
واستعرض الجانبان أهم مذكرات التفاهم التي وقع عليها البلدان في المجال الاقتصادي والتجاري، حيث عبرا عن “تشجيعهما للمشاريع الاستثمارية المشتركة للقطاعين العام والخاص، والتي ستضاف إلى سجل الشراكة الناجحة في إنتاج المخصبات والأسمدة والأمونياك واليوريا، بالمنطقة الصناعية بأرزيو، بقيمة 2.4 مليار دولار”.
كما أشادا بالاتصالات الجارية لتجسيد مشاريع في مجال “صناعة السيارات والطاقة والأدوية وغيرها” وطالبا بـ “التعجيل بتجسيدها وضرورة استكشاف مجالات أخرى للشراكة والتعاون وتبادل المنافع والمصالح بين البلدين الشقيقين”.
كما ثمن الجانبان أيضا إنشاء “الصندوق الجزائري العماني للاستثمار”، باعتباره “أداة لتمويل الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين والرفع من حجمها وضمان تنوعها وتوسعها لكافة المجالات”.
وبخصوص المبادلات التجارية، أسدى القائدان توجيهاتهما السامية من أجل “تكثيف الجهود المشتركة للرفع من حجمها وتطويرها باستغلال القدرات الاقتصادية والتجارية المتوفرة لدى البلدين” ونوها بمخرجات ندوة رجال الأعمال المنعقدة بالجزائر بتاريخ 11 يونيو 2024، والتي حضرها رجال الأعمال والشركات من البلدين.
كما نوها باختيار سلطنة عمان ضيف شرف الطبعة 56 لمعرض الجزائر الدولي الذي سينظم من 23 إلى 28 يونيو 2025 وباختيار الجزائر ضيف شرف النسخة السابعة لمعرض عمان للزراعة والثروة السمكية والغذاء (Oman Agrofood) التي ستنظم في الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر 2025.
ورحب الجانبان بالتوقيع على مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجالات العدل والشؤون القانونية والاستثمار والزراعة والثروة السمكية والصناعة الصيدلانية والطاقة والمنجم والعمل والتشغيل، وأشادا بعمق “الروابط الإنسانية التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين وبالدور المتميز الذي تضطلع به الجالية الجزائرية في سلطنة عمان ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية”.
وفيما يتعلق بالقضايا التي تهم البلدين الشقيقين على الساحتين الإقليمية والدولية، مستجداتها، أكد القائدان حرصهما على العمل من أجل تنسيق مواقف البلدين حول هذه القضايا بما “يتماشى ومبادئ سياستهما الخارجية ويخدم مصالحهما ومصالح الأمتين العربية والإسلامية ويعزز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وبخصوص الأوضاع في العالم العربي، أكد القائدان على ضرورة “مواصلة العمل، بالتنسيق مع أشقائهم العرب سواء على المستوى الثنائي أو ضمن إطار جامعة الدول العربية، لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ولمواجهة التهديدات والتحديات المتعددة الأوجه التي تهدد أمنها واستقرارها”.
كما تطرقا إلى الأوضاع المأساوية في فلسطين، معبرين عن “استهجانهما واستنكارهما الشديدين لحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما خلفته من مآسي غير مسبوقة، فضلا عن الدمار المروع الذي طال البنية التحتية الحياتية من مستشفيات ومدارس ودور العبادة في القطاع”.
وطالبا المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، “الاضطلاع بمسؤولياته لوقف فوري للحرب على غزة وإيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ حل الدولتين بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس”.
وفي هذا الشأن، أشاد الجانب العماني بـ “المساعي الحثيثة والجهود المكثفة التي تقوم بها الجزائر دفاعا عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن باعتبارها عضوا فيه، ممثلا عن المجموعة العربية”، فيما نوه الجانب الجزائري بـ “الدور البناء الذي تضطلع به سلطنة عمان للتوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران”، مشيدا بالنهج الذي تتبناه الدبلوماسية العمانية في حل الخلافات بالطرق السلمية والحوار والاحتكام إلى الحكمة لفض النزاعات الإقليمية والدولية”.