الجزائر وتونس …هدف مشترك للأبواق الخارجية والذباب المأجور

تبقى الجزائر وتونس من الدول المعروفة بمواقفها السيادية في وقت الهروب الكبير من قيم الأنفة في المنطقة المغاربية، وهو ما جعلهما عرضة لأجندات “خبيثة” محبوكة بإحكام، وتعكف على تنفيذيها أطراف مأجورة، باعت ضميرها بثمن بخس، قوامها ضرب رموز ومؤسسات هذه الدول التي ترفض الانجرار وراء التيار . وبرزت أصوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا تستهدف […] The post الجزائر وتونس …هدف مشترك للأبواق الخارجية والذباب المأجور appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 18, 2025 - 16:44
 0
الجزائر وتونس …هدف مشترك للأبواق الخارجية والذباب المأجور

تبقى الجزائر وتونس من الدول المعروفة بمواقفها السيادية في وقت الهروب الكبير من قيم الأنفة في المنطقة المغاربية، وهو ما جعلهما عرضة لأجندات “خبيثة” محبوكة بإحكام، وتعكف على تنفيذيها أطراف مأجورة، باعت ضميرها بثمن بخس، قوامها ضرب رموز ومؤسسات هذه الدول التي ترفض الانجرار وراء التيار .
وبرزت أصوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا تستهدف ضرب مواقف الدول المتمسكة بقيم شعبها، أو على الأقل التشكيك فيها من خلال الدعوة إلى إعادة النظر في تلك المواقف بداعي الحفاظ على مصالحها، وتفادي التعرض لضغوط قد لا تقوى على مواجهتها، ولاسيما ما تعلق بالمصالح المصيرية للأمة على غرار القضية الفلسطينية، التي تعاني على مدار أشهر من خذلان تجاوز حدود الخيال.
وتعتبر كل من الجزائر وتونس رمزا للمواقف الشجاعة وعدم الانسياق وراء التيار الجارف، وهو ما جعلهما في عين إعصار الأطراف التي فقدت ما تبقى من شرفها وعذريتها، ولذلك تحاول يائسة فرض واقع مزيف عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال أصوات مأجورة فقدت بدورها ما تبقى من مصداقيتها.
واللافت في الأمر هو أن استهداف الأنظمة الوطنية المعروفة بدفاعها عن سيادتها واستقلالية قرارها وحرمة ترابها الوطني في الجزائر وتونس، هي التي تتعرض لحملة مأجورة ومسعورة هدفها تقويض استقرارها لفائدة أجندات مشبوهة وأطراف عميلة.
وهذه الحملة تقودها دمى متحركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتستغل وجودها بعيدا عن المساءلة وتشجيع أوساط مخابراتية خبيثة لها، لترويج الإشاعات وبث السموم والتحريض على الفتنة وتشويه القيادات والإطارات السامية وخاصة في الأسلاك الحساسة.
وبالمقابل تحاول تلك الأطراف المأجورة والمعروفة أيضا بعمالتها تنظيف ساحة الأنظمة العميلة والمنبطحة من الأوساخ والقذارات وإبرازها على أنها هي الراعية لمصالح وقيم الأمة العربية خاصة، في مشهد مقلوب ولكنه مفضوح، لأن مثل تلك الأصوات لم تعد “تُجمّعْ”، كما يحلو للبعض توصيفها.

ونظرا لخطورة الدور الذي باتت تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام، أو بالأحرى خلق الفوضى في المجتمعات وضرب استقرارها، فقد دأبت الأصوات المأجورة على توظيف المشاكل الروتينية والصعوبات العادية التي تعرفها مجتمعات الدول التي ترفض المتاجرة بمواقفها، في محاولة تأليبها ضد رموز مؤسساتها الحيوية، وقد ثبت في أكثر من مناسبة فشل هذه المناورات، بفضل الوعي الذي اكتسبه الجزائريون وأيضا أشقاؤهم التونسيون على مدار السنوات الأخيرة، والتي كانت حافلة بالمؤامرات الخارجية التي تنفذها الأيادي الداخلية المأجورة.
وعلى الرغم من الحملة الممنهجة التي تعرضت لها الجزائر ولا تزال، فإن تلك المؤامرات تحطمت على جدران استقلالها الوطني وقوة نظامها السياسي بفضل وعي الشعب والتفافه حول رئيسه، عبد المجيد تبون، الذي أعلن بكل وضوح انه لا مجال في علاقات الجزائر الدولية، ومهما كان حجم التشويه والتحريض، إلا للتعامل بالندية في كنف الاحترام والاستقلالية.
ما تعرضت له الجزائر، نالت منه أيضا الشقيقة تونس، والتي دفعت بدورها ولا تزال تدفع فاتورة السياسة الوطنية التي اختارها الرئيس قيس سعيد بالتعويل على الذات ورفض التدخل في الشأن الداخلي التونسي، وكذا مواجهة الامتلاءات الخارجية، ولعل الحملات التشويهية وخاصة تلك التي مصدرها منصات التواصل الاجتماعي، مستهدفة قيادات الدولة، بما في ذلك الأمنية والعسكرية، وهي حملات تشويهية ممنهجة، الهدف منها الإساءة لتونس وبث البلبلة والتشكيك في قياداتها.
ومن شأن تماسك مؤسسات الدولة في كل من الجزائر وتونس والتفاف ووعي الشعب في البلدين، المساعدة في إفشال “الحملة الخبيثة” التي تستهدف الدولتين الجارتين، ومن ثم الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وكذا الأنظمة المدافعة عن استقلالها، وهي النتيجة الحتمية لمؤامرات كل متربص حاقد.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الجزائر وتونس …هدف مشترك للأبواق الخارجية والذباب المأجور appeared first on الشروق أونلاين.